استقالة مؤسس شركة كاديلاك

في مثل هذا اليوم الأول من يونيو من عام 1917م، استقال هنري ليلاند مؤسس شركة (كاديلاك موتور كار كومباني) الأمريكية لصناعة السيارات من منصبه كرئيس للشركة.
فمنذ نجاح وليام دورانت في ترتيب صفقة بيع كاديلاك على شركة جنرال موتورز والعلاقة بين ليلاند ودورانت رئيس جنرال موتورز ظلت متوترة.
ولكن اختراع بادئ التشغيل الكهربائي على يد ليلاند جعل السيارة كاديلاك ناجحة جداً لدرجة جعلت دورانت يتجنب التدخل في عمل هذه الشركة التي تمتعت بما يشبه الحكم الذاتي رغم خضوعها لمجموعة جنرال موتورز.
وكان الانجاز الثاني لهنري ليلاند هو إشرافه على مشروع ابنه الذي كان يهدف إلى تزويد السيارة كاديلاك بمحرك ذي ثمانية سلندرات على شكل حرف (في).
ففي ذلك الوقت كانت شركة كاديلاك وغيرها من شركات السيارات الأمريكية الأخرى تنتج سيارات بمحركات ذات أربعة سلندرات فقط.
ولكن ويلفريد ليلاند ابن هنري ليلاند اقترح وضع ثمانية سلندرات متقابلة في محرك على شكل حرف (في).
ولم تكن هذه الفكرة قد ظهرت في أمريكا في ذلك الوقت رغم أن شركة دي بيون بوتون الفرنسية لصناعة السيارات كانت قد بدأت بالفعل استخدام فكرة مماثلة.ولكن كاديلاك كانت تهدف إلى إنتاج محرك أكثر قوة وجودة على شكل حرف (في).
ولكي يحيط هنري ليلاند مشروعه أو مشروع ولده على وجه الدقة بأقصى درجات السرية فإنه كان يشتري مكونات المحرك من أكثر من نصف دستة شركات حتى لا تتمكن أي شركة من معرفة ما الذي يمكنه أن يفعله بتلك الأجزاء التي يشتريها منها.وبعد الانتهاء من تصميمه كلف شركة تدعى أيديال مانفكتشورنج بتصنيع نموذج تجريبي للمحرك الجديد.
وفي عام 1914 طرحت شركة كاديلاك موتور اول سيارة مزودة بمحركات ثمانية على شكل (حرف في) من انتاجها. وقد واجهت هذه السيارة الجديدة الكثير من الشكوك عند طرحها على أساس أن هذا التركيب المعقد للمحرك سوف يجعل تعامل قائد السيارة معه أمراً صعباً.ولكن المحرك أثبت كفاءة عالية وأصبح هو المحرك الأساسي لسيارات كاديلاك حتى عام 1927.
وتوالى النجاح بعد ذلك عندما قامت الحرب العالمية الأولى في نفس العام الذي نزلت فيه السيارة ذات المحرك الثماني الأسواق. وكان ليلاند قد زار القارة الأوروبية قبل الحرب بسنوات كأحد أفراد وحدة مهندسين عسكريين. ثم عاد إلى أمريكا ولديه اقتناع تام بأن الحرب في أوروبا حتمية. وأن تلك الحرب سوف تحدد مصير الحضارة الغربية.