في مثل هذا اليوم الأول من يونيو من عام 1941م، أنهت روديسيا رسمياً حوالي تسعين عاماً من حكم الأقلية البيضاء وأعلنت تغيير اسمها ليصبح زيمبابوي-روديسيا.وفي غياب أي احتفالات رسمية بهذه المناسبة احتشد الدهماء وأغلبهم من الزنوج في شوارع مدينة سالزبوري وحاصروا المناطق السكنية في منتصف الليل ليعلنوا عن التغيير الذي طال انتظارهم له. ولكن وعلى الرغم من تغيير اسم الدولة ووجود 12 وجهاً أسود في حكومة برئاسة رئيس وزراء أسود، هو الأسقف موزوريوا، فإن أشياء كثيرة ظلت كما هي دون تغيير. فالرجل الذي كان يقود القوات المسلحة ككل ظل في منصبه بالإضافة إلى قادة القوات الجوية والبرية والشرطة، واستمر البيض في الوظائف العليا في الجهاز المدني للدولة.
ووفر الدستور الجديد حماية لهؤلاء المسئولين لكي يضمنوا البقاء في مناصبهم، كما ظل علم البلاد كما هو، ورغم أن إيان سيمث آخر رئيس وزراء أبيض لروديسيا لم يعد رئيساً للوزراء إلا أنه ظل بالحكومة الجديدة. وفي آخر مؤتمر صحفي له كرئيس للوزراء قال أيان سيمث: كلما كان التغيير طفيفاً كان أفضل، وهو ما وضعه في صراع مع رئيس الوزراء الجديد موزوريوا، الذي قال إنه يريد أن يكون التغيير سريعاً جداً.. وحذر سيمث من أن السماح لأشخاص بتولي مناصب قيادية لمجرد لونهم الأسود بغض النظر عن كفاءتهم سيكون أمراً سيئاً جداً وسيؤدي بالطبع إلى كوارث، كما أضاف: هذا سيعني تحويل روديسيا إلى إحدى جمهوريات الموز حيث لا تحتاج أي حكومة إلى وقت طويل لكي تنهار، وجمهوريات الموز هي تلك الجمهوريات الصغيرة في البحر الكاريبي وأمريكا اللاتينية المشهورة بكثرة الانقلابات وتغيير الحكام.
|