في مثل هذا اليوم ، الأول من يونيو من عام 1958م، عاد الجنرال الفرنسي شارل ديجول إلى الحكم مرة أخرى بعد 12 عاما من تخليه عن السلطة في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
طلب الرئيس الفرنسي في ذلك الوقت رينيه كوتي من الجنرال ديجول تشكيل حكومة فرنسية جديدة في الوقت الذي كانت حرب الاستقلال الجزائرية تهدد بإشعال حرب أهلية في فرنسا بسبب الانقسام الفرنسيين بين معسكر يؤيد استقلال مستعمرة الجزائر ومعسكر يعتبر الجزائر جزءا من فرنسا.
وفي أول يونيو عام 1958 صوتت الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) لصالح تولي ديجول رئاسة الوزراء بأغلبية 329 عضو مقابل 244 عضو.
طلب الجنرال ديجول سلطات خاصة لمدة ستة اشهر على الأقل من أجل إعادة النظام والوحدة في فرنسا وصياغة دستور جديد للجمهورية الفرنسية الخامسة وطرحه على الشعب للاستفتاء.
وفي كلمة له أمام الجمعية الوطنية رسم ديجول صورة قاتمة للأوضاع في فرنسا وقال إنها (مهددة بالتفكك وربما الحرب الأهلية) وفي حديثه عن الدول التي تحتلها فرنسا وفي مقدمتها الجزائر تجنب ديجول الإشارة إلى أي خطوات محددة يعتزم القيام بها.
واكتفى بالإشارة إلى تغير العلاقة التي تربط بين فرنسا و(تلك الشعوب التي ارتبطت بها).
والحقيقة أن أنصار ديجول كانوا يؤمنون تماما منذ البداية بأن الزعيم الفرنسي سوف يمنح الجزائريين استقلالهم في نهاية المطاف وهو ما حدث بالفعل عام 1962.
كان ديجول الذي قاد فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية إلى النصر مع الدول الحلفاء وتحريرها من الاحتلال النازي قد استقال من رئاسة فرنسا عام 1946 عندما رفضت الجمعية الدستورية مشروع الدستور الذي اقترحه ويعطي للسلطة التنفيذية صلاحيات كبيرة.
|