** منذ الموسم الماضي والهلال يقع ضحية لكل من يفشل في إدارة أموره وشؤونه الفنية والإدارية.. فما إن يفشل إداري في قيادة هذا النادي العملاق حتى يلقي باللائمة على الفريق ولاعبيه ويوجِّه له الطعنات هنا وهناك انتصاراً لذاته وتبريراً لفشله..
ولم يقتصر الأمر على الإداريين فقط، بل تعداه إلى المدربين الذين أصبحوا يسيرون في نفس الاتجاه ويساهمون في سلخ الفريق ولاعبيه على مرأى من جماهيره ومسؤوليه..
** في الموسم الماضي وبعد تجربة بلاتشي غير الناجحة شنَّت حملة على الفريق ولاعبيه واتهموا بأقسى الاتهامات وتم معايرتهم بأعمارهم ومستوياتهم للتغطية على الفشل الذريع الذي أدى بهم لهذا الحال.. فبعد مغادرة بلاتشي ظهرت نفس الأصوات والأسماء تتهم الفريق ولاعبيه وتتحجج بكبر أعمار نجومه وافتقاده للمواهب وعدم قدرته على إعادة إنجازاته وتكرار بطولاته وصدق من صدق وتمت تبرئة ساحة المعنيين والمساهمين مباشرة في عدم استثمار إمكانات الفريق وتحقيق الحد الأدنى من النجاح.. حتى وصل الأمر إلى أن يتحدث عضو شرف في مداخلة فضائية مقلِّلاً من قدرات الفريق ومتهماً مدافعيه بالذات بأنهم انتهوا ولا يمكن أن يحققوا للفريق أي إضافة.. وحين تم التعاقد مع الهولندي أديموس واستلامه للفريق بخلفية بيضاء وبدون إرهاصات إدارية عمل مع اللاعبين كما هم وقدم عملاً ممتازاً توّج الفريق بطلاً لكأس ولي العهد وهزم أضلاع المربع الذهبي وأعاد شيئاً من هيبة الفريق ومستواه في تحول كبير لأداء الفريق ولاعبيه حتى حقق خط الدفاع الذي وصف لاعبوه بالهرم لقب أفضل خط دفاع في الموسم.
وفي ظرف شهر فقط تحول الفريق 180 درجة رغم كل الأقوال التي رددت بعد الإخفاق الأول مع بلاتشي وحاول البعض فرضه واقعاً يجب على الهلاليين قبوله..
كل ذلك من أجل عدم هز صورة الإدارة وإظهارها بما ليست عليه..
وفي هذا الموسم تكرر الوضع بنفس السيناريو ونفس التفاصيل ولكن باختلاف الأسماء، فبعد كوارث الخمسات والفشل الذريع في التعاطي مع الفريق ولاعبيه خرج المدرب التونسي أحمد العجلاني ليردد نفس الكلام وببلاهة لم تقنع سوى من يريدون منه قول ذلك..
وإلا كيف يتحول رأي المدرب وموقفه من الفريق في فترة وجيزة.. فبعد لقاء الزمالك الأخير في القاهرة وقبل ذلك عند توليه مسؤولية الإشراف الفني على الهلال قال العجلاني إنه سيحقق بطولة على الأقل إن لم تكن بطولتين.. وتحدث عن الهلال كأحد الذين يعرفون لاعبيه ومستوياتهم حق المعرفة؛ فهو بيننا منذ سنوات.. ولا يخفى عليه مستوى الهلال قبل تدريبه.. وعندما فشل كما كان متوقعاً وحتى يبرر لمن اختاره وورط الفريق فيه خرج بكلام سخيف عن الهلال ولاعبيه مخالف للواقع ولا يمت للحقيقة بصلة.. فالفريق الذي هزم بالخمسة تحت إشرافه تحول فجأة من فريق قادر على تحقيق البطولة إلى فريق هرم لا يملك شيئاً من واقع الهلال سوى اسمه..
وحتى يداري الأخطاء الفاضحة التي ارتكبها وخطأ من سلَّمه المهمة قال ما قال عن نجوم الهلال ولاعبيه معتقداً أن الرياضيين على هذه الدرجة من السذاجة للتغاضي عن إمكاناته الفنية المتواضعة وقبول حكمه النهائي على الزعيم..
وتماماً كما فعل أديموس عند إقالته بمهاجمة الهلاليين وتبرئة نفسه ومن يقف خلفه فعل العجلاني الشيء نفسه..
ولو أردنا تفنيد ما قاله العجلاني فإن ذلك في منتهى السهولة.. ولكن ليجيب العجلاني فقط على بعض التساؤلات وهي: كيف يستمر فريق كبير مثل الهلال بدون مدرب لياقة متخصص في الوقت الذي ارتبطت فيه إنجازات الهلال بالعمل الاحترافي المنظَّم القائم على العمل الفني الكبير والتدريبات الصباحية والمسائية والأجهزة الفنية المميزة.
ثم كيف يبرر لنا العجلاني تخبيصه في التعامل مع ما لديه من لاعبين من خلال عدم قدرته على الاستفادة من العدد الكبير من المهاجمين الموجودين في صفوف فريقه وإحراق أوراقهم واحداً بعد الآخر.. فكل لاعب ينضم لقائمة الـ 18 لاعباً تتاح له فرصة قصيرة في مباراة أو مباراتين وحين يقترب من الجاهزية يبعد ويستبدل بلاعب آخر، وهكذا كما حدث مع الجمعان والعلي والصويلح والشيحان فما إن يجهز أحد اللاعبين حتى يبعد ويعاد لاعب آخر.... في حين يقبل مثل هذا المدرب بلاعب حواري كما هو سيسيه ويسلم حتى من الاستبدال وهو الذي ربما لم يلعب كرة واحدة صحيحة في آخر ست أو سبع مباريات فضلاً عن إضاعته المتواصلة للكرات السهلة وسلبيته الدائمة.
أما تغييراته في مباراتي الخمسة وتركه لمفاتيح لعب الخصوم دون رقابة أو مهام محددة للاعبين فتكفي للحكم على قدراته التدريبية.. وعلى سبيل المثال انظروا كيف تعامل الشبابيون مع مراكز الخطورة في الأهلي كيم وروجيرو وعبد الغني وكيف فرضت عليهم رقابة صارمة لم تسمح لهم باللعب كما يريدون كما فعلوا أمام العجلاني..
ولو عدنا للتغييرات العقيمة التي أجراها أمام الشارقة وكيف نجح لاعبان أو ثلاثة في التسجيل من بين سبعة مدافعين هلاليين لعرفنا القدرات الحقيقية للعجلاني والتي حاول القفز عليها ورميها على فريقه..
** حقيقة لم أكن أود الحديث عن العجلاني لولا أنه تحدث عن كل ما قال بموافقة الهلاليين وعبر جهاز رسمي لا يليق أن يقول خلاله ما قال في حين نعلم أن الكثير من المدربين يرفضون حتى الحديث عن المدربين الذين قبلهم فضلاً عن شرشحة فريقهم بهذه الطريقة وبرضاء تام من مسؤوليه.
ولكي لا نطيل الحديث أقول إن الهلال ما زال قوياً ولديه الإمكانات التي تؤهله للمنافسة الحقيقية بدلاً من الخسارة بالخمسة.. ولكنه يحتاج فقط لمن يؤمن بذلك ويسعى لإظهاره على كافة المستويات..
أما اتهام الفريق بالفقر فنياً وعناصرياً فهذه تهمة ضعيفة جداً وتعبر عن ضعف من يقولها لعدم قدرته على تحقيق أي إنجاز..
ولعلني هنا أتساءل: هل يريد القائمون على العمل في الهلال أن يكون لديهم فريق مثل ريال مدريد ليحققوا البطولات؟؟ فلو كان لديهم هذا الفريق لما احتاجوا للرجل الخبير الإداري الناجح لعدم الحاجة له في مثل هذا الوضع.. ولعلني هنا أستشهد بما قاله رئيس الهلال في تعقيبه على (الجزيرة) من أن الهلال في يوم من الأيام كان لديه أفضل اللاعبين ولم يحقق أي بطولة وهذا بحد ذاته إدانة لمن يريد أن يكون لديه ريال مدريد ليحقق البطولات.
ويجب أن يعلم الهلاليون أن فريقهم لم يكن الأفضل بشكل قاطع في كل البطولات السابقة ولم يكن الفريق الأقوى حين حقق بعض بطولاته ولكنه حققها بالعمل والجد والإخلاص والتضحية وتقديم مصلحة النادي على سواها وسط أجواء نزيهة نقية تترك المجال للأفضل والأقدر لكي يبرز دون تحديد لمسار العمل وكيفية توجهه.
وهو ما أسقط أندية وسيستمر في إسقاطها طالما الطعنات توجه للفريق من داخله وكأنه يلعب في الدوري الإسباني وليس مع فرق لا تتفوق عليه وربما معظمها في مستوى أقل منه..
وختاماً أقول الهلال في مفترق طرق تقوده بعض الآراء والقناعات نحو الهاوية لا بد من أن يخلص الهلاليون فريقهم منها وأن يتركوا الأمور تسير بطبيعتها وأن يلعب الأفضل والأكفأ بدلاً من المعايير التي تحدث عنها العجلاني دون خجل!
الحجاج وأديموس!!
** يبدو أن قصة الحجاج بن يوسف مع ولده تنطبق تماماً على الوضع التدريبي للهلال وعودة الحديث عن الهولندي التعيس أديموس.. فعندما أراد الحجاج أن يحسِّن صورته الطاغية بالظلم أوصى ابنه أن تحمل جنازته من القصر وحتى المقبرة في طريق مستقيم وأن تهدم كل المنازل التي تعترض الطريق.. وفعلاً نفذ ابنه الوصية وهدم كل المنازل التي في طريقه حتى قيل (الله يحلِّل الحجاج عند ولده) في تعبير عن أن الولد كان أظلم من أبيه..
هكذا يتحدثون عن أديموس ويتنافسون في الفشل فهو يخسر بفارق هدف لكن العجلاني يخسر بالخمسة.. اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه.. وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.. ولكي يكون العجلاني جيداً وكل ما قاله صحيحاً فلماذا لا يحضر مدرب أسوأ منه ليستمر الموال.. لا حول ولا قوة إلا بالله!
لمسات
* * للذين يتساءلون عن غياب لقاء الثلاثاء الأسبوع الماضي أقول إن اللقاء فشل في تجاوز قلم الرقيب!
* * *
* * كل من يريد أن يبرئ نفسه فليتهم الفريق ويظل هو الأفضل والأنسب وعلى طريقة المرحوم هو المخطئ!!
* * *
* * في ظل تعاقدات مع العجلاني وإبراهيم اليوسف وسيسيه وسيفو وتراوري ماذا ينتظر من مثل هذا الفريق؟!
* * *
* * حتى الصويلح النجم الواعد تم التقليل منه والإساءة له من قبل العجلاني ومن أجل عين تكرم مدينة.
* * *
* * رغم أنني لا أتوقَّع أن يكون هناك إدارة جديدة للهلال لكن على الهلاليين الترتيب لذلك من الآن، فكل موسم أسوأ من سابقه.. والهلال بحاجة لعمل كبير يعيد أولاً روحه والعلاقات بين منسوبيه، ثم بعد ذلك تبحث الأمور الفنية وما يحتاجه الفريق!
* * *
* * هل يعتقد الهلاليون أن جماهيرهم لا تريد من هو أفضل من نجومه الكبار.. بالتأكيد الجميع يسعى لذلك لكن المقياس هو الأمور الفنية والفيصل هو الملعب فقط..
* * *
* * حين يخسر النصراويون فإنهم يقولون إن الهلال أيضاً خسر وهكذا فهم ينافسون الهلال في الخسائر وليس في الانتصارات.. هكذا هم الهلاليون الآن!
|