قرأت في الجزيرة عدد 11565 وتاريخ 9-4- 1425هـ الشاب (المعاق) الذي نال درجة البكالوريوس.. بامتياز
من هنا أود أن أكتب عن (فتاة نالت البكالوريوس.. بدرجة كفاح) فتاة على كرسي متحرك لأكثر من عشرين سنة.. لم تيأس من رحمة الله.. لديها شلل منذ أيام الطفولة.. تعدت مراحل التسويف والملل.. والنظرة الاجتماعية القاصرة من أغلب الناس، هي تمتلك عاطفة وإحساسا نقيا (تنور) به ظلام الليل حاورت المرحلة الابتدائية ببراءة الأطفال، وعلى محياها ابتسامة ساطعة ترسلها.. لمعلماتها.. ولكتبها. لتساعدها على المذاكرة وحب الناس، نجحت من السادسة ابتدائي، وهي لا تعلم عن المستقبل كيف سيكون، وهي على كرسي متحرك جاءت المرحلة المتوسطة احتارت كثيراً هل يقبلها المجتمع وهي (مقعدة) على كرسي (متحرك) تحرك هذا الكرسي خادمتها.. اتكلت على الخالق سبحانه وتعالى، وأعلنت بصوت ندي صادق وقالت (يمة) ضميني بحضنك الدافئ لأنال منه شحنات (وقودي) للأيام القادمة الصعبة، صار لها زميلات ذوات طابع إنساني جميل.. شجعنها لمواصلة الدراسة، ونجحت بنيل شهادة الكفاءة المتوسطة.. بعدها دارت الأيام والسنوات، وأخذت هذه الشهادة بدرجة امتياز.. هي وحيدة مع هذا الكرسي لكن لديها أب يزرع في حياتها سنابل الحنان والتضحية، ولديها أم علمتها فنون القوة والصبر الدائم.. ولديها صديقة شبه دائمة تهمس بأذنها جمل فريدة.. من ضمنها (الحياة جداً جميلة، حينما ترفعين رأسك للامام فقط دون النظر إلى الخلف أبداً.. جاءت مرحلة الثانوية.. امتلأت الفتاة (المقعدة) خبرةً وحكمة ونجاحاً وبروزاً.. وأصبحت مضرب مثل ونموذجي لفتاة تداعب الزمن بأناملها الناعمة التي تحرك الكرسي بها مع مساعدة خادمتها.. وهي تنتظر دورها في هذه الحياة لتكون (عضواً) فاعلاً بالمجتمع السعودي الغالي.. نجحت من الثانوية العامة بتقدير مشرف، وتلاحقت الفصول الأربعة مع أيام طوال من نجاحها من الثانوية، وهي تقول لايزال للمجد بقية.. بقيادة سفينة ربانها، الشموخ، وكبرياؤها، الكفاح هنا جاءتها (مشكلة) من أهلها وأقاربها قالوا لها صعب دراسة الجامعة.. فأصرت على (والديها) نور حياتها ووافقوا أهلها (بحنان) الكبار.. والآن في السنة النهائية في كلية الآداب (علم نفس) جامعة الملك سعود ندعو لها سبحانه وتعالى بالتوفيق لها والتخرج لها.. شكراً للأب والأم اللذين قدما نموذجا للفتاة السعودية المكافحة جداً، وشكراً للمجتمع وصديقتها الخاصة الذين ساعدوها إنها هي فتاة الصبر.. ينتظر تخرجها (باذن الله).
ونموذج آخرحي في (الدمام) الآن فتاة تخرجت بدرجة (امتياز) تطبق في مدارس الحرس الوطني في المنطقة الشرقية وهي تتحرك على (الكرسي) اذًا الارادة تتجاوز الإعاقة... الصبر يتجاوز حركة الكرسي البطئية، وبالاتكال على الخالق نتجاوز كل أحزاننا وكل مصائبنا، فالوطن غني بشبابه وبناته.
فهد إبراهيم الحماد الصايغ
حائل-ص-ب 1331 |