الصحافة والإعلام رسالة سامية وعاتق على كاهل من أوكلت لهم المسؤولية.. وتشكرون على تميزكم وحرصكم على المصلحة العامة، وقد تابعت بكل ما نشر في صفحة (شواطئ الجزيرة) في عدد يوم الجمعة الموافق 9-4-1425هـ بعنوان: (خمس شهادات جامعية مع وقف التنفيذ)، وموضوعها يتمثل في إعجوبة قد تكون إضافة ثامنة لعجائب الدنيا السبع أو إضافة جديدة لموسوعة الأرقام القياسية العالمية.. لم لا وهي مصادفة عجيبة أن تجتمع تلك العائلة على عطالة وبطالة حقيقية وليست وهمية وهي بالطبع ليست غريبة لأن هناك شباباً وشابات بأعداد هائلة يشتركون في نفس القضية المطروحة من جانب البطالة.. ولعل مصادفة تلك الأسرة المكلومة أنهم من أسرة ومنزل واحد.والحقيقة بالتأكيد أنها مرة وعلقم في الريق لكل من قرأ أو علم بأمر هذه الأسرة العاطلة.. وعلى كل مسؤول وفي مقدمتهم الوزير المتجدد والمتحفز المتحمس معالي وزير العمل الدكتور غازي القصيبي وكذلك معالي وزير الخدمة المدنية الأستاذ محمد الفايز.وأقول إن هذا الموضوع كشف مستوراً وفجر قضية كبيرة وكشر عن أنياب البطالة.. ويا للعجب العجاب خمس شهادات جامعية متخصصة في مجالات مهمة وحيوية وهي: (لغة ألمانية واكتشاف مواهب ورياض أطفال وتربية فنية ودعوة إسلامية.. بلا وظائف؟!)، أسرة أفنت وقتها وعقلها بالعلم والمعرفة وسعت بكل جهد لتترجم الحلم إلى واقع ولكن يا للأسف طريق مغلق وموصد إلى أبواب الوظيفة وطلب المعيشة.هكذا هو الحال والمحال، أين الوظائف أين العمل.. تلكم شهادات وتخصصات وشباب متقد يرنون إلى الفلاح، ينشدون العمل دون شرط أو قيد، يناسب التخصص أولاً ويناسب أمراً آخر قد يحتاج إلى نقاش مستفيض، لأن هذا الوضع الذي ولد البطالة أمر ليس بيسير، وسؤال مستفيض للبحث عن الأسباب التي قد يكون ضمنها:
- مخرجات التعليم.. إلى أين يا وزارة التعليم العالي ووزارة التربية والتعليم والمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني؟.
- وزارة العمل.. ما العمل لدينا كوادر من شباب وشابات ومؤهلات مطلوبة، والبطالة تتضاعف؟.
- الخدمة المدنية.. دوركم أكبر بكثير ومسؤوليتكم تتعدى تزويدكم بالوظائف والاحتياجات.. أين شواغر المتقاعدين؟ هذا على أقل الأحوال.. سنوياً نحتفل بالتقاعد الجماعي في عدد من الوزارات والمصالح الحكومية، متى نحتفل بالتوظيف الجماعي؟.. إذا كان متوسط راتب المتقاعد 8 إلى 10 آلاف ريال لننظر إلى عدد المتقاعدين ثم نقوم بقسمة رواتبهم على وظائف مستجدين تتراوح بين 2500 - 3500 ريال.. كم المحصلة؟.
- مجلس الشورى.. الأمل كبير، والمسؤولية على عاتقكم.
عبدالله محمد الغاشم /الرياض |