بل إني أؤيدكما تمام التأييد على ما تقومان به من استمرار نشركما لمقالات وقصائد رثائية عديدة عن فقيد الصحافة والأدب والأعمال الإنسانية، فقيد الوطن والصراحة والنقد الهادف البنّاء بأسلوب رفيع ومنطق حصيف وقلم عفيف. وذلكم هو الأخ العزيز (أبو عبدالعزيز) فهد العريفي، فالشكر مبذول لكما من محررين وكتَّاب لا يزالون يواصلون نشر المرثيات في هذا الرجل الطيب والجندي المجهول والإنسان الفذِّ بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، وما دام هذا الرجل لم يَلْقَ في حياته التكريم الذي يستحقه فليحصل على التكريم بعد مماته على الأقل، وصدق الشاعر: والذكر للإنسان عمر ثانٍ.نعم أيها القارئ الكريم، لقد نُشِرَتْ عشرات المقالات عن هذا الراحل الجليل في كلتا الصحيفتين الغرَّاوين، وإنه ليستحق ذلك وأكثر.
فلقد عاش مغموراً بعيداً عن الأضواء في حياته المليئة بالعمل والإنتاج رغم تألقه وخدماته الإنسانية التي كونتها عنه بعد رحيله إلى جانب أعماله الثقافية والإدارية. رحمه الله رحمة الأبرار، وغفر له، وجعل ما قدمه من خيرٍ في موازين حسناته؛ إنه سميع مجيب.
نعم إنني أعرف عنه أنه كان لا يحب الظهور، ويكره بريق الأضواء، ولمعان الشهوة. ويعتبر أن كل أعماله التي كان يؤدِّيها إنما هي من قبيل الواجب لخدمة أمته ووطنه ودولته.ولا شكر على واجب في مفهومه العميق ونظرته البعيدة، فحياه الله من مواطن صالح، وكاتب اجتماعي، وفردٍ من أفراد المجتمع النافعين الإيجابيين.
فالشكر موصول مرة أخرى للصحيفتين ومحرريهما.
وأخيراً.. يا ليت أحد أبنائه أو أقربائه أو أصدقائه يُؤلف عنه كتاباً مفصلاً يشمل مناقبه وسجاياه وآثاره ومزاياه وما خفي عنا من صفاته النبيلة وخلاله الحميدة، فهل يفعلون؟ عسى ولعل.
وشكراً مرة ثالثة للجميع، والله المستعان.
بقلم: عبدالمحسن بن محمد التويجري |