قالت العرب آنفاً (الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك)، وهذه المقولة حقيقة لا غبار عليها، فالوقت يمضي سريعاً مثل السيف، والقلة يدركون قيمته الحقيقية ويستفيدون منه، خاصة ونحن على عتبة بدء العطلة الصيفية التي يقضيها معظم الناس في فراغ مميت، وسهر طويل دون جدوى، ويضيع من أعمارهم سنوات دون طائل! فالوقت إذا لم يعد على صاحبه بالفائدة المرجوة فإنه ينعكس عليه بالوبال والضرر، ذلك أن الكثيرين لا يقدرون قيمته، فتبقى الغالبية العظمى في حيرة دائمة والبحث عن كيفية إشغاله فمنهم من يقضيه في السفر، وآخرون في العبث والنوم وغيرهم في التحصيل المفيد، مثل تعلم مهارة أو صنعة مفيدة وهذه حال الناس بين خامل وعامل، ولكن العاقل من يستثمر هذه الأشهر القليلة حتى تعود عليه بالفائدة المرجوة!
ومما لا شك فيه، فإن للأسرة دوراً فعالاً في التوجيه التربوي الصحيح، حيث تمكن أبناءها أن يجنوا ثماره بتحصيل علمي وثقافي، وذلك بتخصيص أوقات للترويح وأخرى، تعلم مهارات مثل اللغات والحاسب الآلي ومدارس وحفظ أجزاء من القرآن الكريم ومهارات يدوية، وغيرها!
والمؤلم حقاً حين يعتاد الأبناء السهر الطويل حتى ساعات الصباح الأولى وهم يطالعون قنوات التلفاز فتمضي الإجازة بين سهر طويل ونوم أثناء النهار دون جدوى أو فائدة خاصة وأن هذا الزمن المنقضي من أعمارهم في غياب التوعية الأسرية وإهمال الوالدين دورهما الحقيقي في النصح والإرشاد!
ولدينا ما يقارب المائة من المراكز التعليمية التي تنمي قدرات الفرد في جميع المجالات، وكذلك الأندية الرياضية التي تعني بالصحة واللياقة البدنية مع ممارسات نشاطات مختلفة، ونرى ثمة أبناء، صغار وكبار، يقضون أوقاتهم في اللهو والعبث في قارعات الطريق مما يضر بخلقهم وسلوكهم ويعلمهم عادات سيئة فعلى الوالدين أن يغنموا هذه الإجازة ويعوّدوا أبناءهم على استثمار أوقات الفراغ، حتى يحققوا فوائد مرجوة وليكونوا أفراداً نافعين لأنفسهم ولوطنهم في الغد القريب إن شاء الله.
مرفأ:
العاقل من يقدّر قيمة الوقت الذي يمضي مثل سرعة البرق، فيحصد منه ثماراً جنية.
|