لقد نشرت صحيفة الجارديان البريطانية وغيرها من الصحف الأوروبية عدة مقالات في انتقاد أساليب التعذيب التي قامت بها قوات التحرير (التدمير) في العراق.. وكان هدفهم بالطبع ليس دفاعاً عن الإنسانية فحسب، بل الأهم منه سمعة الحضارة الغربية التي قال أحدهم: إن هذا الأحداث سوف تبقى ذاكرتها إلى 100 سنة.
فلا نريد أن نضع اللوم في تلك الممارسات الإجرامية على الجنود الأمريكان أو البريطانيين، بل ولا حتى على الرئيس بوش أو من تحته في وزارة الدفاع أو (توني بلير). فاللوم الحقيقي يقع على عناصر عديدة ممن أحسنوا النية في وجود قوات الغزو، حيث اعتبرها بعضهم قوات التحرير:
العنصر أو الفئة الأولى: هم أعضاء مجلس الحكم الانتقالي الذين كانوا ينكرون (لمدة سنة كاملة) وجود أي نوع من التعذيب أو أي إهانة لحقوق الإنسان من قبل قوات التحالف، ومع الأسف فإنه بعضهم ينتمي إلى تيارات تسمي نفسها (إسلامية!!), ومن المؤسف أيضاً أنهم وعلى الرغم من هذا الزخم الإعلامي لفضح تلك الجرائم لايزال غالبيتهم على صمتهم ولا يذكرون إلا تجاوزات النظام الصدامي في قضائه على الانتفاضة الإيرانية بعد تحرير الكويت التي أصبحت حوادثها لا تذكر لما قام به المحتل، فالسؤال هنا هل سيكون أعضاء الحكومة الانتقالية أكثر خيراً لوطنهم؟
العنصر الثاني: هو أن بعض المؤسسات الإعلامية العربية حاولت أن تخفي وتنكر أي جرائم لتعذيب العرب والمسلمين والاعتقال اللا إنساني الذي مارسته وزارة الدفاع الأمريكية في سجن البحرية الأمريكية في جزيرة جوانتاناموا، حيث قرأت في أحد العناوين وعلى الصفحة الأولى لإحدى الصحف وقبل أسبوع فقط من إعلان فضائح سجن (أبو غريب) أنه لا يوجد أي ممارسات لا أخلاقية، بل لا يوجد أي نوع من التعذيب في ذلك المعتقل الفريد من نوعه، فلا أدري أين الأمانة الصحفية!! أم أن بعض الصحف العربية أصبحت مكاتب محاماة تطوعية للدفاع عن أعداء هذه الأمة؟
العنصر الثالث والأخير: أن ما قامت به الحكومة الأمريكية من التجاوزات اللا إنسانية في العراق كانت بحضور مترجمين يقال: إنهم من العراق!! فلا أدرى كم هو مؤسف أن تأخذ هذه التجاوزات الأشهر ولم يكن عند هؤلاء أي تأنيب للضمير لما يحصل لأبناء بلدهم؟!! ولكني أشك كثيراً في أصول هذه الفئة، كما نشكر الله على ظاهرة السبق الإعلامي وصراع الأجنحة التي كشفت المدافعين عن الحرية وأصحاب القيم النبيلة على حقيقتهم التي يستحقون عليها أن يكونوا أصحاب الامتياز والتصرف في محاربة الإنسانية.
|