ورحل الشيخ محمد بن علي بن سليمان السعوي بعد أن قضى قرابة الثلاثين عاماً وهو يُعلِّم أبناء بريدة القرآن والفرائض والمواد الشرعية في المعهد العلمي بأسلوبه العلمي الراقي وأخلاقه الفاضلة وتواضعه وتسامحه وطيبته الكبيرة.
رحل فقيد المنابر بعد أن أمضى سنوات طويلة وهو يخطب في الناس خطبة الجمعة بدءا من الجامع الكبير في بريدة مروراً بجامع الذياب في حي المنتزه الغربي وانتهاء بجامع الراشد الذي شهد آخر خطبة له في آخر يوم له في هذه الدنيا والتي تحدث فيها رحمه الله عن قتل النفس المعصومة.
رحل الشيخ فبكته المنابر والمحاريب قبل الناس وعم الحزن أرجاء الوطن لرحيله فلقد كان رحمه الله عالماً عابداً متواضعاً طيباً أسر بأخلاقه قلوب الناس واستحوذ على محبتهم.
يوم دفنه كان يوماً مشهوداً، (موعدكم يوم الجنائز) الآلاف حضروا وصلوا عليه وعلى زوجته وابنته رحمهم الله جميعاً، الآلاف مشوا في جنازته من المسجد الى المقبرة، الآلاف شهدوا دفنه وقدموا التعازي لذويه في المقبرة.
رحمك الله يا شيخنا فقد كنت لنا خير معلم وخير مربٍ وموجه، علمتنا بعلمك وعلمتنا بأسلوبك وطيبتك، كنت لنا أباً ومعلماً رحيماً.
لن أنسى توجيهاتهك ما حييت ولن أغفل عن نصائحك أبداً لأنها ستبقى نبراساً ينير دربي ويدلني على الخير الذي تحليت به طيلة حياتك وحرصت على نشره.
وداعاً شيخنا، وداعاً خطيبنا.. رحلت عن الدينا الفانية وبقي علمك وسيرتك العطرة بين الناس بقي ابناؤك الطيبون الذين أسال الله أن يكونوا خير خلف لك في هذه الدنيا.
اللهم ارحمه وارحم زوجته وابنته وموتى المسلمين.. ختاماً: يا شيخنا: