* الرياض - محمد المناع:
برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز رئيس اللجنة العليا للسلامة المرورية بمدينة الرياض عقدت اللجنة العليا مساء أمس الأول اجتماعها الثالث بقصر الثقافة بحي السفارات.
جاء ذلك في تصريح للمهندس عبداللطيف بن عبدالملك آل الشيخ عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض ورئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة الذي افاد بأن الاجتماع قد ناقش عددا من القضايا المتعلقة بالسلامة المرورية في مدينة الرياض ومن أهمها مشكلة الحوادث المرورية وما تخلفه من مآس اجتماعية وإنسانية أصبحت تمثل إحدى أهم القضايا والمشكلات المتنامية التي تواجه مدن المملكة بشكل عام ومدينة الرياض بشكل خاص، حيث تشير الإحصاءات المرورية إلى أن منطقة الرياض تشهد سنوياً حوالي 90.000 حادث مروري تؤدي إلى وفاة أكثر من 13500 شخص وإصابة أكثر من خمسة آلاف شخص جراء هذه الحوادث، تشكل 40% من تلك النسبة فئة الشباب التي تتراوح أعمارهم بين 18-40 عاماً. وبالإضافة إلى الخسائر الإنسانية والبشرية التي تخلفها الحوادث المرورية فإن تكلفتها الاقتصادية باهظة جداً حيث تقدر حجم الخسائر الاقتصادية للمدينة الناجم عن هذه الحوادث بحوالي 3 مليارات ريال سنوياً كما أصبحت 30% من أسرة المستشفيات الحكومية مشغولة بمصابي حوادث السيارات وحوادث الطرق.
وأشار عضو الهيئة ورئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة إلى أنه قد تم في هذا الاجتماع استعراض سير العمل في خطة العمل التنفيذية السنوية لعام 1425هـ التي تمثل العام الأول من الخطة الخمسية، التي اشتملت على المهام والمسؤوليات الموكلة إلى الجهات ذات العلاقة بالسلامة المرورية في مدينة الرياض مبيناً انه تم تكوين وحدات متخصصة للسلامة المرورية في كل من الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض وأمانة مدينة الرياض ووزارة التربية والتعليم يتركز دورها في الأعمال والنشاطات المتعلقة برفع مستوى السلامة المرورية.
وذكر المهندس عبداللطيف بن عبدالملك آل الشيخ أن الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض تقوم حالياً بإجراء دراسة شاملة لتكلفة الحوادث حيث تقوم حالياً بالعمل مع مرور منطقة الرياض على تحديث برنامج معلومات الحوادث.
كما بين عضو الهيئة ورئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة أن الاجتماع وقف على الجهود التي قامت بها أمانة مدينة الرياض وخاصة عدد المنعطفات الخطرة ويتم التنسيق مع وزارة النقل حول ذلك، بالإضافة إلى قيام الأمانة بوضع الحلول العملية لحل مشكلة خطوط مسارات الطرق.
واطلع الاجتماع على ما أنجزته وزارة النقل في جانب السلامة المرورية حيث قامت الوزارة مؤخراً بإعادة تأهيل اكتاف الطوارئ على المسار الأيسر للطرق السريعة إذ أعيد تأهيل الكتف في الطريق الدائري الشرقي، منوها إلى من ضمن المهام التي تقوم بها الوزارة لهذا العام هو وضع وتثبيت موازين متنقلة على الطرق وعند مداخل المدينة، بالإضافة إلى قيامها حالياً على إعداد لائحة لتنظيم نقل البضائع والمواد الخطرة على الطرق داخل وخارج المملكة.
وأضاف المهندس عبداللطيف بن عبدالملك آل الشيخ أن الاجتماع استعرض الدور المناط بمرور منطقة الرياض في استراتيجية السلامة المرورية حيث تم تكوين وحدة خاصة بمكافحة السرعة في مرور منطقة الرياض خلال هذا العام، وكان لتأسيسها نتائج إيجابية على ضبط المخالفين وبالتالي انخفاض في أعداد الوفيات والجرحى جراء الحوادث المرورية.
وذكر عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض أن العمل يجري حالياً على توحيد نظام المواقع الجغرافية لتحديد مواقع الحوادث بين مرور منطقة الرياض وجمعية الهلال الأحمر السعودي مشيراً إلى أن الاجتماع اطلع على المهام التي تعمل وزارة الصحة على إنجازها حيث يسير العمل في دراسة تقويم آثار واعباء ضحايا الطرق على عاتق النظام الطبي بمدينة الرياض ودراسة تقويم خدمات الإسعاف والطوارئ بمستشفيات مدينة الرياض.
وقد أشار المهندس عبداللطيف آل الشيخ إلى أن الاجتماع تطرق أيضاً إلى مناقشة الجانب المتعلق بالتوعية، حيث تقوم وزارة الثقافة والإعلام بالتنسيق مع وزارة الشؤون الإسلامية ووزارة التربية والتعليم ومرور منطقة الرياض وجمعية الهلال الأحمر بوضع معايير لتطوير الرسائل الإعلامية بالإضافة إلى ما تقوم به جمعية الهلال الأحمر من تزويد وزارة الثقافة والإعلام ووزارة التربية والتعليم برسائل وبرامج في الإسعافات الأولية لمصابي الحوادث المرورية، وكذلك وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد التي تقوم حاليا بتحديد الموضوعات الرئيسية التي سيتم التأكيد عليها من خلال خطباء الجمعة والأئمة والوعاظ، وسوف تقوم الوزارة خلال العام الدراسي المقبل بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم للمشاركة في توعية الطلاب فيما يختص بموضوعات السلامة المرورية.
وبين رئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة أن الاجتماع استعرض أيضا الدور الذي ستقوم به وزارة التربية والتعليم فيما يتعلق بتحسين مواد تعليم السلامة، وطرق التدريس بالمدارس بالإضافة لتوفير التدريب المناسب للمدربين حيث تم إسناد مهمة تعليم السلامة المرورية إلى رواد النشاط الطلابي بمدارس مدينة الرياض، بالإضافة إلى التنسيق مع وكالة التطوير التربوي بالوزارة حول زيادة مساحة التوعية بقضايا السلامة المرورية في المقررات الدراسية وتفعيل طرق تدريسها.
وأشار عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض إلى أن الاجتماع اطلع بعد ذلك على الخطة الخمسية الشاملة التي قدمتها جمعية الهلال الأحمر السعودي، واتخذ بشأنها القرارات اللازمة، كما استعرضت اللجنة العليا بعد ذلك الخطاب المرفوع لصاحب السمو الملكي الملكي رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض من المواطن عبدالرحمن بن فهد الكريديس الذي اشتمل على بعض المرئيات والملاحظات المتعلقة بالسلامة المرورية في مدينة الرياض وتم تضمين بعض هذه المرئيات بعد دراستها من قبل الفريق الفني الممثل للجهات المشاركة في اللجنة العليا للسلامة المرورية ضمن الاجراءات الواجب اتخاذها في استراتيجية السلامة المرورية بمدينة الرياض.
وأكد عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض ورئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة أنه على الرغم من مرور فترة قصيرة لا تتعدى ثلاثة اشهر فقد حصل تقدم في العملية التنفيذية لاستراتيجية السلامة المرورية حيث تقوم جميع القطاعات المعنية بتنفيذ الخطة الخمسية لاستراتيجية السلامة المرورية، ويمكن في هذا الجانب النظر إلى بعض المؤشرات المتعلقة بالحوادث المرورية وما يصاحبها من خسائر بشرية، حيث إنه بالمقارنة بين عدد الوفيات في أشهر محرم وصفر وربيع الآخر من عام 1424هـ بنفس الفترة من هذا العام 1425هـ يتضح أن هناك انخفاضا في عدد وفيات حوادث الطرق داخل مدينة الرياض من حوالي 116وفاة إلى حوالي 85 حالة وفاة في الربع الأول من هذا العام، بالرغم من زيادة عدد الرحلات المرورية داخل المدينة.
وأوضح المهندس عبداللطيف بن عبدالملك آل الشيخ في ختام تصريحه أنه من ضمن الإجراءات التي تم اتخاذها بعد اعتماد استراتيجية السلامة المرورية بمدينة الرياض عملية استبدال النظام السابق المستخدم في معلومات الحوادث، بالنظام الحديث لجمع وتحليل معلومات الحوادث، حيث قام مرور منطقة الرياض بالتنسيق مع الهيئة بتثبيت البرنامج في اقسام المرور، ويتميز هذا النظام بقدرته على تحديد مواقع كافة الحوادث المرورية على شبكة الطرق في الخريطة الأساسية للمدينة وتحليلها اعتماداً على إحداثيات المواقع الجغرافية (GPS) التي يتم تسجيلها في موقع الحادث إضافة إلى المعلومات الضرورية الأخرى مثل المواقع الخطرة في المدينة وتفاصيل الحادث مثل الموقع، التاريخ، الحالة الجوية، وتفاصيل الضحايا مثل: العمر، الجنسية، نوع الإصابة، وغيرها، الأمر الذي أسهم في توفير قاعدة معلومات دقيقة عن الحوادث المرورية كما يمكن أيضا ربط نظام معلومات الحوادث في جميع فروع إدارة مرور منطقة الرياض بالمركز الرئيسي للمرور وإصدار تقارير وإحصائيات دورية حول نتائج عملية تحليل المعلومات.
|