تتزاحم في الصَّدر حشرجات ألم
تنزاح عنه إيضاحات، الصَّدر بما يتنفَّس تتبدَّى منه إيضاحات:
متى اكتظَّ في داخلك الألم، ولماذا تزاحم فيك؟
منذ متى أيُّها الصَّدر تعاني؟ وإلى متى أيُّها الصَّدر تحتَمل؟
تلك حروف جمَّعتها في شكل جُمَل، كثيفة بالمشاعر لأُمَّهاتٍ غاب عنهنّ رجالهن: أزواج وأبناء، ثمَّ ما لبثن أن وجدنهنّ صوراً مطلوباً أصحابها للعدالة...
وحين غابوا ارتهج الصَّدر هلعاً عليهم...
لكنَّ الأمر لم يكن يبعُد عن فكرة متسطّحة للغياب،ولأنَّ (الرِّجال) من حقهم الغياب، والسَّفر، وعمل ما ليس من حق آخر أن يبحث فيه، أو يحاول معرفته، كان أن هدأت الصُّدور بما فيها من مراجل تغلي خوفاً وتوجُّساً، شأن الإنسان الذي جُبِل على النسيان، وعلى التعوُّد، بعد انتهاء لحظة الانفعال.
الآن: يُخيَّل إليَّ أنَّ حشرجات الألم تعود للصُّدور وبقوة، وأنَّ كثيراً من الكفوف تمتدُّ إلى النواصي بصفعاتٍ وصفعات فالجميع يشتركون في الأمر، وتُنَاطُ بهم المسؤوليَّة.
مَن الذي صنَع هذا التَّداخل، ومهَّد لهذا الذي يحدث؟
في مجتمع ألِف السُّكون، والهدوء، وأمان المَرْقَد والموْفَد؟
ما يحدث بين فينة وأخرى
صورة (لانفلاتة) سابقة في ضوابط الحدود، وفراغ مؤكّد من إحساس الانتماء، وفهم خاطئ لمتطلَّبات الدِّين،
الإسلام لا يقرُّ الذي تفعله هذه العناصر التي فلتت ذات يوم من رقابة أهلها: أُسرتها ومجتمعها لتتكوَّن في داخلها مشاعر متداخلة، وفق نظرة قاصرة تستهدف الإنسان، والأمان، وهما من أوصى عليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحرب المشروعة، فما بال في الاعتداء غير المشروع؟!. لعلَّها مناسبة كي يُعاد النَّظر في أمر السُّلوك مع الإنسان (الرَّجل)، هذا الذي إن لم يُرَبَّ على الفهم السَّليم لدِينه، فلسوف يتحوَّل بما تمنحه (تقاليد) و (أعراف) و(قِيَم) التربية الفرص الواسعة كي تتكوَّن لديه في الخفاء دوافع تظهر في هذا الشَّكل السَّافِر من السُّلوك الاعتدائي الخاطئ.
إنَّها صورة (مأساويَّة) منها الدِّين الإسلامي بريءٌ، فمن الذي صنَع دوافعها، وشكَّل أهدافها؟
حشرجات ألم تمتدُّ لتشمل جميع الصُّدور...
|