** ترنحت الأسهم.. صعوداً ونزولاً.. وترنحت معها.. الحالة الصحية لآلاف المضاربين في سوق الأسهم..
** تقلَّبت وجوههم خلال أسبوع فقط.. بكل ألوان الطيف.. صُفرة.. وحُمرة.. وسواد.. وبُنِّي.. وكل الألوان.
** المؤشر يرقص.. ويفقد ألف نقطة في يومين.. والناس تتابع مذعورة.. وشركة الكهرباء وحدها.. تلعب بالمؤشر.. فتصل إلى حوالي مائتي ريال للسهم.. ثم تهوي إلى مائة ريال.. و(ريال) من أجل أن نكون أكثر دقة..
** (99%) من المضاربين.. لا يملكون معلومات.. وليس لديهم دراية عن أي شيء.. حتى نظام البيع والشراء.. والمحفظة والتحويل هم لا يدرون عنها أي شيء.
** ومشكلة سوق الأسهم لدينا.. أنه إلى الفوضوية أقرب.. إذ لا يوجد نظام واضح ودقيق.. ولا يمكن أن يقال.. إن لدينا بورصة.. كما لا يمكن أن يقال.. إنه لا يوجد لدينا بورصة.. ومثلها.. لا يمكن أن يقال.. إن لدينا معلومات.
كما لا يمكن أن يقال.. إنه ليس لدينا معلومات عن أحوال الأسهم والسوق.
** مشكلة سوق الأسهم أو البورصة لدينا.. أنها كمن يدخل يده في جحر.. بحثاً عن (ضب) فقد يجد ضباً.. أو تلدغه عقرب فيصاب.. أو تلدغه حيَّة فيموت.. أو ربما لا يجد ضباً ولا عقرباً ولا حيَّة.
** سوق الأسهم.. قائم على (الشائعات) فهي التي تغذِّي السوق.. فنحن نصحو يومياً على إشاعة أو إشاعتين أو عشر.. تتحكم في السوق وتغيِّر مساره.
** ويقال.. إن بعض المضاربين الكبار.. يجتمعون ويتفقون على إشاعة.. يطلقونها غداً.. من أجل البحث عن المزيد من المتغيرات في السوق.
** يقال.. إنه في يوم واحد.. كان حجم التداول (14) مليار ريال.
** ويقال.. إنه في يوم آخر (فحَّط) وعجز أن يصل لمليار.
** ويقال.. إن شركة الكهرباء.. يسمونها (المجنونة) لأنها تطلع وتنزل بسرعة.. وبأرقام خيالية.. وتتحكم في المؤشر بطريقة مزعجة.
** دخلوا سوق الأسهم.. سليمين معافَيْن من الأمراض.. وهم اليوم.. يشكون الضغط والقلب والقولون العصبي و(كَتْمِهْ) في الصدر.. وضيقاً في التنفس.
** يشكون تقلب المزاج.. ويشكون السهر.. والتَّعب والقلق.. ويشكون (شين النفس).
** وفي عالم (البلوت) هناك من يَنْسى ال (400) وهناك من ينزل على الشِّريا.. (هاص) وهناك من يقول خمسين بعد النَّزلة الرابعة.
** دخل بعضهم.. وله أربعون سنة لم يلمس سيجارة واحدة.. وخرج مدخناً شرهاً يشفط في اليوم.. خمسة (بكتات.. أبو بِسْ).
** ودخل بعضهم.. وهو يملك سيارة وبيتاً ورأس مال معقولاً.. وخرج ما عليه.. إلا ثيابه.. وهو بلا شك.. أحسن حظاً ممن يلاحقه الديَّانة والحقوق والبنوك.
** كل هؤلاء.. يشتكون من غياب المعلومة ومن غياب التوجيه.. ومن غياب كل من.. مؤسسة النقد.. ووزارة المالية أولاً.. ثم وزارة الاقتصاد والتخطيط وكل المعنيين الآخرين.
** سوق الأسهم.. أصدق ما يقال عنه.. إنه سوق الإشاعات.. وسوق الفوضى.. وسوق (شختك بختك) وسوق الأمراض المجانية .. وسوق (ما علينا منك).
** يقولون (طِبْ) في الأسهم ولا تشاور.. فالمستقبل.. مشرق.. حيث سيكون هناك سوق بورصة.. وسيتاح المجال للمستثمر الأجنبي.. وعندها.. ستطير الأسهم.. ويصبح (أبو) مائة ريال بألف.. وهكذا سيطير المؤشر من خمسة الآلاف إلى الخمسين ألفاً.
** كلُّ هذا.. يقال.. وكل هذا.. يشاع.. والناس.. (طَبَّتْ) ومؤسسة النقد (ساكته) (ملبده) و(لا جابت خبر أحد) وفي الرياض (الْحَالْها) ثلاث مقابر.. وكأنها مستفيدة مما حصل.
** نحن حتى الآن.. لا ندري.. هل هناك سوق بورصة قريب؟ وهل سيفتح المجال للمستثمر الأجنبي.. وهل.. وهل؟
** إن كل ما حصل لصغار المستثمرين المساكين.. هو في (ذمة) مؤسسة النقد.. وما زالت ذمتها مشغولة فيما حصل لهؤلاء المساكين.. ولا أقصد هنا (ذمة المال) حسب مصطلحات (الماليين) بل الذمة الشرعية.
** المساكين.. باعوا بيوتهم وسياراتهم ولوازمهم المنزلية.. وتسلفوا واستدانوا وجمعوا كل تحويشة ممكنة.. و(طبُّوا) في الأسهم.. وشفطها الكبار.. وطلعوا.. ما بين (نكسة) المواشي والكهرباء وغيرهما.
** أسهم بدأت قبل القفزة الأخيرة ب (15) ريالاً.. ووصلت إلى حوالي المائتي ريال.. لماذا؟!
** نحن لا ندري.. و(حِتِّيش لو درينا؟!)
** ويبدو .. أن أكثر المستفيدين من هذا التَّرنح والصعود والهبوط الكبير.. هي شركة الاتصالات.. ليس في سعر سهمها المتذبذب هو الآخر.. بل في عائد رسائل الجوال من جراء (التّنكيت) على المضاربين.. وعلى سوق الأسهم.
** ثم المستفيد بالدرجة الثانية.. شركات بيع وإنتاج دواء السكر والضغط وأمراض القولون والقلب والشرايين والأطباء المتخصصين فيها.. ونسأل الله.. ألا تستفيد مقبرة النسيم أيضا.
** ما حصل في سوق الأسهم خلال الأيام الماضية.. يعكس بوضوح.. غياب دور الجهات المعنية.. وغياب المعلومة الصحيحة.. وجهل أكثر المضاربين.
** نعم.. ما حصل.. قد يحصل حتى في أمريكا وغيرها من البلدان ولكن.. ليس بحجم ما يحصل عندنا.
** كما أن حصوله هناك.. قد يكون مبرراً وقد تكون الأمور واضحة.. ولكن هنا = عندنا = لا أحد يعرف شيئاً.. ولا أحد يريد أن يفيدك بشيء.. وكل شيء.. مسكوت عنه.. و(صِكُّوا) على (مواتركم) ترى (السَّرقان كَثْرَوا) !!
|