** حاوره - حسن محني الشهري:
بعد تعيينه سفيراً للمملكة في دولة لبنان حرصت (الجزيرة) على الالتقاء بسعادة الدكتور عبدالعزيز محيي الدين خوجة أحد الوجوه الدبلوماسية العربية المبرزة.. حيث يمثل الوجه المضيء المشرق للسفير السعودي المخضرم الذي خاض غمار العمل الدبلوماسي قرابة ربع قرن تخللها وسبقها عمله كوكيل لوازرة الإعلام وكأكاديمي في جامعاتنا التي كونت شخصيته العملية ذات المشارب المتعددة إضافة الى كونه أحد الأدباء الذين أثروا الساحة الشعرية بالعديد من الدواوين الشعرية ذات الأغراض المتعددة.. وكإلمامة بسيطة عن عمله الدبلوماسي فقد عمل أول عمل دبلوماسي له سفيراً للمملكة في تركيا ثم سفيراً للمملكة في موسكو (أول سفير بعد عودة العلاقات معها) ثم سفيراً للمملكة في المغرب.. والآن سفيراً للمملكة في لبنان ولأن الدكتور السفير والشاعر عبدالعزيز خوجة يتمتع بأريحية مع الآراء الأخرى التي تنقد أدبه وشعره.. فقد أشار في هذا اللقاء إلى أنه تعرض لنقد حاد من أحد النقاد على أحد دواوينه الشعرية وكان حينها وكيلاً لوزارة الإعلام.. وكان الناقد أحد موظفي الوزارة.. واعتبر ذلك النقد مفيداً لتجربته الشعرية.
في هذا اللقاء تحدث السفير الدكتور عبدالعزيز خوجة عن تجربته الدبلوماسية وعن دور السفارات في توضيح الصورة الأجمل والأنقى (والحقيقية) للإسلام ولحقيقة العرب والمسلمين بعد أن ساهم ثلثة من الإرهابيين في محاولة تشويه تلك الصورة المشرقة.
** مشواركم الدبلوماسي حافل بمحطات عمل دؤوب وانعطافات تاريخية في دول شتى.. هلاّ حدثتمونا عن هذا المشوار وتلك المحطات حتى وصولكم سفارة المملكة في لبنان؟
- هذا السؤال مكون من سطرين لكن إجابته تضم في طياتها عمل عشرين عاماً.. حيث بدأت حياتي العملية كدبلوماسي في سفارة المملكة في تركيا كسفير لحكومة خادم الحرمين الشريفين التي تمثل هذه المحطة بالنسبة لي الجامعة الدبلوماسية حيث كانت تركيا ومازالت دولة مهمة في علاقاتها مع المملكة التي كانت ومازالت وستظل قوية بإذن الله.. وكانت تجربة ثرية بالنسبة لي.. وفي تلك الفترة عاصرت الحرب العراقية الأولى مع إيران حيث كانت تركيا قريبة من الأحداث لموقعها الإستراتيجي المهم الملاصق للدولتين.. وجاءت الحرب العراقية الثانية وغزو الكويت وكان الدور مهماً جداً بالنسبة لي.. وكان مهماً بالنسبة لأي سفير في دولة مهمة كتركيا.. والعلاقات التي مازالت قوية بين المملكة وتركيا ساعدت على زخم العمل والحميمية بين البلدين حكومةً وشعباً.
تركيا مهمة جداً بالنسبة للمملكة وستظل كذلك.. جغرافياً وإستراتيجياً والحمد لله وفقني الله وخرجت من هذه التجربة بالنجاحات المطلوبة.
الانطلاقة الأخرى كانت تحمل الكثير من التحدي أن أذهب سفيراً للمملكة لدى الاتحاد السوفيتي وفي تلك الفترة حدثت الكثير من التغيرات المهمة.. فبدءاً كانت أوراقي قد كتبت للرئيس خورباتشوف رئيس الاتحاد السوفيتي.. وكان أمامنا تحدٍ آخر وهو بناء أكاديمية وعمل السفارة بالصورة التي تخدم حكومة بلادي.. وتم ذلك بعون الله ثم بدعم حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين وبجهود وكفاءة زملائي الذين هم الآن سفراء في دول مختلفة.
ثم جاءت مرحلة عملي كسفير في دولة المغرب التي تمثل انعطافة عمل ناجحة نظراً للعلاقات الوطيدة التي تربط بين القيادتين في المملكة والمغرب وبين الشعبين.. وهي علاقات شهدت تطوراً في المجالات كافة نظراً لتميز العلاقات كما ذكرت بين البلدين.
والآن المحطة العملية التي أعيشها سفيراً للمملكة في لبنان هي محطة مهمة أيضاً لمكانة لبنان بين الدول العربية والعلاقات التي تربط بين البلدين والمصالح الكثيرة المشتركة.. وأسألُ الله التوفيق والنجاح في هذه المرحلة.
** الإرهاب الدولي الذي يعصف بالعالم ألا ترون أنه أساء للفكرة الحسنة المأخوذة عن العرب والمسلمين.. وما هو دور السفارات في محاولة تصحيح المفهوم بأن ما يحدث لا يمثل الشعوب العربية الطيبة ولا حكوماتها المتزنة؟
- من دون شك أن ما حدث في السنين الأخيرة خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر آثار كثيراً من التساؤلات والأفكار حول الإسلام والمسلمين والعرب بشكل خاص وهي ظاهرة خصوصاً لنا في العالم العربي غريبة وجديدة أما بالنسبة لبقية العالم كانت موجودة فالمنظمات الإرهابية كثيرة في أوروبا وأمريكا واليابان ودول كثيرة وبالنسبة لنا كمسلمين وكدولة المملكة العربية السعودية كانت يقتدى بها في الأمن.. وكان ما حدث صدمة.. والمفهوم لكي نصححه لابد من فهمه ولماذا حدث؟ ولماذا خرجت هذه المجموعات الإرهابية المتطرفة من عندنا ولماذا قامت هذه المجموعات بهذه العمليات وهم من السعوديين أبنائنا؟
في الواقع السفارات والمفكرون والأدباء والعلماء وكل فئات الوطن يجب أن تشارك في تصحيح هذا المفهوم ويجب أن نعرف تماماً ما هي الأسباب التي جعلت هذه الفئات تخرج ومن وراء هؤلاء ومنذ متى كانت وهل هي نتيجة للظروف العالمية ولسياسة القطب الواحد والتميز الواضح في الصراع العربي الإسرائيلي؟
هل هي قضية العدل العام العالمي؟ وكل هذه أفكار وقضايا يجب أن نطرحها بوضوح وبجدية وصراحة وشفافية.
وأنا اعتقد أن المسؤولين الآن في المملكة قد انتبهوا لهذا الأمر وبدؤوا فعلاً طرح هذه التساؤلات والدين الإسلامي واضح الحمد الله ونحن في السفارات يجب على كل السفارات أن تتنبه لهذا الموضوع لكن كادر السفارة ليس فيه علماء ومتخصصون في هذا الموضوع.. لكن كل سفير يحاول يدلي بدلوه في هذا الأمر.. وأنا قلت في كذا حوار تلفزيوني وإذاعي وصحفي وأحاول أن أشرح دور الإعلام الحقيقي وأن الإسلام بريء من هذه الأشياء وبيئتنا ومجتمعنا بريئان من هذه الأشياء وهي غريبة علينا.. ولكنها حدثت يجب أن نفكر بجدية على حل هذه الأشياء وحسمها بكل العوامل الممكنة ونحاول أن نجابه هذه القضية بحزم وبصراحة وشفافية.
والحمد لله بلادنا كبيرة وتعتمد في دستورها وقانونها على الشريعة الإسلامية السمحة ولست منظراً إسلامياً حتى أقول لكل الناس والعالم: إن الإسلام يحرم قتل النفس ويشدد على عدم إيذاء الغير وتاريخنا حافل بالمواقف الإنسانية.. والقضية بالنسبة لنا جديدة، ويجب أن نصحح جميعاً كوطن وأبناء وطن هذه الصورة في الداخل وفي الخارج. وأنا أعتقد أن السفارات لها دور مهم جداً والسفراء الآن دورهم لم يصبح الدور التقليدي القديم فقط وإنما تضاعفت المسؤولية ويجب أن يكونوا في بؤرة الضوء وبؤرة أي حدث يحدث لتصحيح المفاهيم هذه وتصحيح الأمور أولاً بأول.
** كان لكم مشوار حافل مع الإعلام هلا حدثتمونا عن تلك المرحلة وكيف تنظرون إلى ما وصل إليه الإعلام السعودي الآن مع فارق الإمكانات؟
- بدأنا العمل في الإعلام وكان رئيسنا معالي الدكتور محمد عبده يماني وكان كثير من الزملاء موجودين وكنا كمجموعة وحدة نعمل وخضنا تجربة ثرية جداً والإعلام نفسه فتح آفاقاً كثيرة بالنسبة للثقافة والاطلاع والمثقفين العرب والأدباء بشكل عام وأصبح سواء في الداخل أو الخارج تجربة كبيرة لها ظروفها المحلية والإقليمية وتجربة حاولنا فيها بشجاعة أن نجتاز كثيراً من الحواجز حاولنا من خلالها أن نلحق بركب الإعلام العالمي في ظروف كان كل شيء فيها بسيط ولكن أنا اعتقد رغم قساوتها كانت تلك المرحلة مدرسة تعلمت منها ما جعل الصورة واضحة سواء من الداخل أو الخارج تماماً.. وأعتقد أن الإعلام تطور كثير جداً الإخوان في الفترة الأخيرة خطوا خطوات كبيرة جداً وموفقة وأنا أعتقد أن معالي الوزير كان منجزاً فيها وموفقاً وأعتقد أن المملكة لها ظروفها الخاصة ومها قلنا أو مهما عدنا المملكة هي المملكة بظروفها الخاصة ووضعها المتميز.. وعلى كل حال الآن التطور واضح فالأخبارية والقنوات المتخصصة الأخرى أثبتت تفوقاً عظيماً وملحوظاً ولكن نحتاج إلى قدر من الحرية لكي نستطيع أن نقدم الصورة الحقيقية للمملكة ولكي نستطيع أن نقول إنه إعلام حقيقي وحتى كلمة إعلام يجب أن يكون كل من ينتمي لها أن يقدم الإعلام الحقيقي لهذا العمل وأي عمل صحفي أو إذاعي أو تلفزيوني يحتاج إلى قليل من الحرية وإلى انطلاقة والفضائيات الموجودة والإمكانات المتطورة أصبحت للإعلام السعودي أن يقدم شيئاً إذا لم يواكب هذه الثورة لأن العالم الآن أصبح مكشوفاً وقرية صغيرة ولا يجوز أن نداري أشياء موجودة أو نغفلها ويجب أن نبادر ونأخذ المبادرة بشجاعة لنخوض المعركة بأنفسنا ونظهر هذه الأمور قبل أن يظهرها الغير.
ويجب أن يكون لنا الدور الأول في الخبر وتصحيح المعلومة بصراحة وشفافية لأن المدارة لن تنطلي على أحد ومع الأيام نتطور لنصبح إعلامياً بالمقدمة ونستطيع أن نعتمد على إعلامنا في كل شيء.
** قبل أن نتحدث عن الشعر هل صحيح بأن أحد موظفي الإعلام انتقد شاعريتكم صحفياً وأنت وكيل وزارة وكيف تعاملت مع ذلك الموقف؟
- أي شاعر يكتب معرض للنقد والأخ عبدالله عبدالرحمن الزيد كان زميلي في وزارة الإعلام وله رؤية مختلفة تماماً عن رؤيتي في الشعر وأول ديوان لي كتجربة أولى لي كان أول من انتقده بعنف وبشدة وبعض الزملاء كانوا يقولون أن هذا وكيل وزارة ربما يحاول أن يستعرض لهذا المنتقد أو يحتك به ولكني اتصلت به وطلبت منه الحضور وقلت له إن هذه وجهة نظرك ورأيي أنا أحترمُهُ وأعتزُ به ولا يمكن أن يدخل ذلك في مجال العمل وبالعكس أنا استفدت من النقد والنقد حق مشروع وعام ولا يفسد للود قضية وكل إنسان له وجهة نظر ونحتاج إلى النقد في كل شيء ولكن النقد الملتزم بالتوضيح البعيد عن التجريح.
** النقد يمثل منهجه العلمي العميق إلا أننا نرى من تسنم هذه المهمة صحفياً وأصبح أو نصب نفسه ناقداً كيف تنظرون لنقد الصحافة للأدب على وجه الخصوص؟
- حقيقة النقد كما أسلفت مشروع وليس هناك ما يمنعه ولكن يجب أن يكون من منطلق التوضيح لا التجريح كما يجب أن يكون النقد بعد دراسة دقيقة ومتفحصة تصدر عن دراية وخبرة بعيداً عن أي أمور شخصية أو ميول والنقد المتزن ظاهرة صحية متى ما التزم الناقد بالموضوعية وابتعد عن الذاتية في الطرح والحركة النقدية في صحافتنا الآن يجب أن ننمي ونطور ونتخذ شكل التخصص ليكون النقد من منطلق سليم وواضح وبعيد عن العواطف لأن العواطف إذا دخلت في النقد تحدث خللاً كبيراً وسيكون هناك فرق كبير يؤثر على الحركة النقدية الأدبية والصحفية كذلك.
وبالنسبة لي من خلال متابعتي لما يطرح الآن من نقد في الصحافة المحلية بشكل يومي أجدها تتدرج بين نقد صحيح ونقد عاطفي وأحياناً نسمع عن الشللية ولكن أعتقد أننا بدأنا نتجاوز هذا الأمر الآن والحركة النقدية في تطور إن شاء الله.
** لنعد للشعر ومشواركم الشعري يحمل عقوداً من الزمن وعدة دواوين والعديد من الدراسات.. حول شعرك أنت بعد هذه المرحلة الطويلة كيف تقوم شعرك؟
- صعب جداً أنني أقوم شعري ولا أريد أن أقول المقولة القديمة: (إن كل قصائدي أبنائي) طبعاً ما في شك هناك فرق - التجربة من ديوان حنانيك وشعري الان هو ما بين عطائي وهناك فرق بين كل مرحلة وأخرى وهذا شيء طبيعي جداً خصوصاً أن الإنسان يتطور ويرتقي وينضج وتكون له مراحل يستفيد فيها من سابقه وأنا حقيقة أرى أنني استفدت كثيراً من خلال بعض المراحل وكان ذلك واضحاً في شعري من خلال القراءة والتجربة الحياتية وعملي بالخارج دبلوماسياً أثرى تجربتي الشعرية وجعلني أكثر اطلاعاً على ثقافات وعلى شعوب وعلى تجربة الآخرين وتجربتي الإنسانية أصبحت أكثر نضجاً والتصاقاً بالواقع مما أكسبني في شعري منهجاً خاصاً ورؤيةً خاصةً انعكست على إنتاجي ومافي شك أن هناك فرق بين البدايات والآن بحكم الاطلاع والسن.
** هلاّ حدثتمونا عن دواوين الشعر التي مثلت مراحل عمركم وهل المسميات ترمز إلى أحداث معينة؟
- هناك دواوين منها ديوان حنانيك التي تحمل أجمل قصيدة لي وأعتبرُها أقرب قصيدة لي في هذا الديوان وليس هناك من شك أن هناك قصائد لها معزة خاصة في نفسي وبلا شك كل قصيدة أو ديوان له ذكرياته وله حس خاص في القلب.
** ارتبطت المعاناة بعمق الشاعرية هكذا تقول الكثير من التراجم ولكننا نلاحظ هناك شعراء مرفهين يصعب على المتلقي التصديق بأنهم يعيشون المعاناة كيف تنظر إلى هذا المفهوم؟
- أعتقد أن المعاناة مهمة جداً والمعاناة التي تحمل هم الأمة أو التفكير بما يحدث في الأمة شيء موجود ومتجذر في كل أبناء الأمة مع اختلاف الأعمار أو الطبقات وبالنسبة للمعاناة على صعيد الشخص لكل إنسان مِنَّا همه وأحلامه وأمانيه ولكل مِنَّا محركات خاصة لمشاعره ولا أعقد أن هناك مَنْ يكتب الشعر أو يُعبِّر من فراغ إلا المتصنع وهذا المتصنع حتى وإنْ كتب في شيء أو عن أمر معين سيكون واضحاً ولن يملك أدوات التعبير الصادق كما أنه سيكون بلا طعم في حرفه أو حضوره لأنه متصنع وعوداً على بدء أرى أن كل حرف يكتب كتعبير عن هم أو طموح أو أمل لن ينتج عن فراغ وإن نتج سيكون بلا معنى. كما أن الأمر يعود على المعاناة الشخصية إذا كانت كذلك فلا فرق بين حرفة أو غيره فالإنسان هو الإنسان.
** زمن الشعر هل مازال متوهجاً؟ وهل تشعر بأنه موجود ويؤدي دوره كشعر رصين مؤثر في ظل وجود وسائل اتصال وتسلية أخرى وقنوات وإنترنت وصحف ومسارح وسينما وغيرها؟
- أنا اعتقد الشعر يبقى ويتوهج وإذا مات الشعر مات الإنسان والكرة الأرضية أو الإنسان بدون شعر يختفى الوهج الإنساني لديه ونحتاج للشعر في هذا الوقت بشكل كبير لأنه يحمل مضامين أكثر إنسانية وأكثر توهجاً والتلفاز الآن والوسائل الإعلامية الأخرى صارت تقوم بما يقوم به الشعر في العصر الأول كالعصر الجاهلي لكن الآن الشعر دوره أصبح أكثر وأنا أعتقد أنه ستخرج مدارس شعرية أكثر وستخرج أنماطاً شعرية وقوالب شعرية أكثر تناسب هذا العصر بما فيه من تطور وتناسب أيضاً وظيفة الشعر الخاصة بهذا العصر.
** ما هي القصيدة التي أثرت فيك من قصائدك وترددها باستمرار؟
- آخر قصيدة دائماً هي التي تبقى في الهاجس وكل قصيدة تكون أخيرة تكون قريبة لأن الشاعر يبقى يرددها وأنا أعتقد أن المنطلق الحقيقي هي الشاعر وبالنسبة لي قصيدة (لو أنهم جاؤوك) قصيدة أحبها وأقدرها جداً وهي طبعاً بالنسبة لي من أقرب القصائد إلى قلبي.
والقصيدة التي أعتز بها كثيراً هي قصيدة كتبتها في أمي بعد أن توفت رحمة الله عليها والأم أثمن وأغلى حرف ينطقه الإنسان في حياته لأنها هي المعنى الحقيقي والمورد العطر.
|