يحتاج قيام الهيئة العامة للاستثمار بإعداد الاستراتيجية الوطنية للهيئة, إلى تفاعل من الفئات المتأثرة بمخرجات الاستراتيجية، ومن الإعلاميين والباحثين، والاقتصاديين، ولعل الدور الأكبر في رسم ملامح هذه الاستراتيجية، سيكون لرجال الأعمال بالدرجة الأولى، وقد عبر عن ذلك معالي الأستاذ عمرو الدباغ محافظ الهيئة العامة للاستثمار في كلمته في ملتقى الاستثمار في حائل الذي عقد مؤخراً، حين أكد (أن أفضل من يضع مواصفات البيئة الجاذبة للاستثمار هم المستثمرون أنفسهم، مما يستوجب الاستماع إلى مرئياتهم، والاستفادة من خبراتهم، والاستجابة لهمومهم وتطلعاتهم).
وتأكيداً لهذه التوجه فإن الهيئة (ومن ضمن عدة وسائل لبلورة الاستراتيجية) سوف تعقد خمس عشرة ورشة عمل بمشاركة رجال الأعمال في كافة القطاعات وممثلي الجهات الحكومية التشريعية والتنفيذية، وإمارات ومجالس المناطق.
إن الهيئة العامة للاستثمار بإعداد الاستراتيجية تدخل مرحلة جديدة من التحديات (الحقيقية) في التعامل مع ملفات شائكة حول العديد من القضايا الاقتصادية الحيوية، مثل جذب الاستثمارات السعودية الخارجية، وتفعيل المشاركات النسائية في النشاط الاقتصادي، وتفعيل دور القطاع الخاص في زيادة الناتج المحلي الإجمالي، وتوظيف المواطنين، وتبني برامج (محددة) لدعم المشاريع الناشئة والصغيرة، والاستفادة من بعض التجارب الدولية المتميزة في جذب الاستثمارات.
وتلك الملفات ظلت مفتوحة منذ سنوات طويلة، وحاضرة باستمرار في العديد من الملتقيات والندوات والطروحات الإعلامية، دون أن توجد رؤية شاملة للتعامل معها وعدم وجود تنسيق كاف للأدوار المناطة بالجهات العديدة، ذات العلاقة.
وهكذا فإن هناك مسؤولية كبرى ملقاة على عاتق الهيئة العامة للاستثمار، والجهات الحكومية الأخرى, وإمارات ومجالس المناطق, والغرف التجارية.
ولا شك أن أداء هذه المسؤولية بصورة أفضل، يستوجب مشاركة تفاعلية من كافة الفئات المعنية بتحسين مناخ الاستثمار في المملكة، وخاصة في ظل تأكيدات معالي محافظ الهيئة العامة للاستثمار بأن تلك المشاركات ستحظى بأولوية قصوى في كافة مراحل إعداد الاستراتيجية.
|