وزير الصحة الفلسطيني لـ « الجزيرة »:
حادثة اختطاف الفتى الجريح عاهد فوازعة لم تكن الأولى

* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
اختطفت قوات الاحتلال الصهيوني، صباح يوم الأحد، الموافق 30-5-2004م جريحا فلسطينيا من مستشفى الشهيد الدكتور ثابت ثابت الحكومي، بمدينة طولكرم الفلسطينية، حيث كان يتلقى العلاج جراء إصابته برصاص قوات الاحتلال فجر اليوم ذاته. مصادر أمنية فلسطينية في مديرية الأمن العام قالت لمراسل (الجزيرة): قامت القوات الاسرائيلية بمحاصرة المستشفى الحكومي في المدينة بالكامل، وطالبت إدارة المستشفى والأطباء بتسليمهم الجريح، علماً بأن حالته الصحيّة بالغة الخطورة، حيث تعرّض لنزيف شديد جرّاء إصابته في الوجه واليد والصدر، كما تمّ بتر أصابع يده.
شهود عيان في المدينة قالوا لمراسل (الجزيرة): إن قوة إسرائيلية حاصرت المستشفى في تمام السادسة صباحاً، واقتحم أفرادها قسم الطوارئ، واختطفوا الفتى سليمان عاهد فوازعة (17 عاماً) من داخله وهو في حالة صحية سيئة، حيث يعاني من نزيف في اليدين، بعد أن قام الأطباء ببتر بعض أصابع يده اليمنى، جراء إصابته بشظايا رصاص الاحتلال لحظة اجتياحهم مخيم طولكرم فجر أول أمس الأحد.
وكان الفتى فوازعة أصيب بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم طولكرم للاجئين، فجر أول أمس الأحد، بعد أن اقتحمت قوّة عسكرية إسرائيلية كبيرة، المخيم عند الساعة الثانية والنصف فجراً، وسط إطلاق نارٍ كثيفٍ وعشوائي، ما أدّى إلى إصابة الفتى فوازعة بجروح خطيرة نقل على أثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج، إضافة إلى إصابة المواطن زياد منصوري (17عاماً) بعيار ناري في البطن ولا يزال يرقد في المستشفى لتلقي العلاج ووصفت إصابته بالمتوسطة.
وفي سياق التعديات الصهيونية على المرافق والمؤسسات الصحية الفلسطينية، قال د. جواد الطيبي وزير الصحة الفلسطيني، معقبا على الحادث لمراسل (الجزيرة): إن الاحتلال الإسرائيلي يواصل ارتكاب الانتهاكات المتكررة والمستمرة بحق الطواقم الطبية الفلسطينية وسيارات الإسعاف التي لم تسلم من بطشهم وقصفهم، مؤكدا ل (الجزيرة) أن دولة الاحتلال تطلق حملة من الأكاذيب المبرمجة التي تستهدف تبرير انتهاكاتها المستمرة للقانون الدولي والإنساني في التعاطي مع حرية عمل رجال الإسعاف والأطباء خلال الحرب التي تشنها على المدنيين العزل في الأراضي الفلسطينية، وأن جيش الاحتلال تعمد في الكثير من المرات ترك الجرحى ينزفون حتى الموت، وأضاف الوزير الفلسطيني يقول ل (الجزيرة): إن الدولة العبرية لا تسمح على الإطلاق للسلطة الفلسطينية بنقل جرحى عبر سيارات الإسعاف الفلسطينية إلى داخل إسرائيل، مؤكدا أن قوات الاحتلال دمرت (40) سيارة إسعاف، فيما تضررت (150) سيارة إسعاف أخرى نتيجة القصف أو إطلاق النار.. وأشار في حديثه الخاص ب(الجزيرة) إلى أن وزارة الصحة الفلسطينية سجلت أكثر من 400 اعتداء على سيارات الإسعاف والمسعفين، كما أعاق جنود الاحتلال سيارات الإسعاف أكثر من 1500 مرة ليحولوا بينها وبين أن تصل إلى المصابين والمرضى، فيما اعتدت قوات الاحتلال بإطلاق النار والقصف والاقتحام أكثر من 350 مرة على المستشفيات والعيادات الطبية الفلسطينية.