** نعم أيها السيدات والسادة.
** من يدعو لشهدائنا، ويقنت لمواطنينا في هذا البلد الكريم؛ المبتلى بالتشدد والتطرف والإرهاب..؟!!
** لمن أتوجه اليوم؛ بهذا السؤال العجيب؛ في هذا الظرف العصيب..؟!
** إلى وزير الداخلية..؟
** إلى أعضاء مجلس الشورى..؟
** إلى وزير الشؤون الإسلامية..؟
** إلى كل مسؤول في وزارة الشؤون الإسلامية..؟
** إلى خطباء الجمعة وأئمة المساجد..؟
** إلى الكُتَّاب والمثقفين والإعلاميين..؟
** إلى المعلمين والمعلمات؛ والطلاب والطالبات..؟
** إلى ضمير الأمة (الحي)؛ في بلدي الحبيب؛ (المملكة العربية السعودية)..؟
** إلى من يا ترى؛ يمكن لكاتب مثلي (حائر)؛ أن يتوجه بسؤال (حائر) مثله..؟!!
** منذ بداية الأعمال الإرهابية على التراب الوطني؛ ونحن نفقد شهداء أعزاء من أبنائنا؛ سواء كانوا من رجال الأمن؛ أو من بقية المدنيين والعسكريين؛ رجالاً ونساءً؛ كباراً وصغاراً؛ حتى أطفالنا الصغار؛ سقطوا تحت حراب الإرهاب..! أفلا يستحق هؤلاء (منَّا)؛وصف الشهداء؛ فندخلهم في دائرة من (ندعو لهم) بالرحمة، ومن (نقنت) على مصابهم الأليم؛ الذي هو مصابنا جميعاً؛ في الوطن الطود؛ الذي يتصدى لأبشع ألوان الإرهاب في هذا العصر المضطرب..؟!!
** ثم من هم أولئك (المجاهدون)؛ الذين ندعو لهم صباح مساء؛ بالنصرة والتمكين والغلبة على أعدائهم (!)؛ إذا لم يكن رجل الأمن الهمام؛ الذي يدفع عنا البلاء؛ فيسهر ونحن نيام، ويتلقى الضربات والطعنات، ويقدم حياته فداءً لوطنه وأهل وطنه؛ فهو يموت من أجلنا دفاعاً عن حياتنا؛ وعن كيان ترابنا الوطني.. إذا لم يكن هو الفدائي؛ والمجاهد الأول الذي (نقصده)..! بالدعاء؛ لأنه هو الأقرب، وهو الأولى بكل دعاء، فهو المجاهد الحقيقي، وليس أولئك الذين يرتزقون باسم الجهاد، ويقتلون الآمنين والمستأمنين باسم الجهاد..!
** إذا لم يكن رجال الأمن البواسل؛ هم المجاهدون الحقيقيون في هذه المعركة التي نخوضها؛ فبالله عليكم؛ من هم أولئك (المجاهدون)؛ الذين بحت أصواتنا من أجلهم؛ ونحن نلجلج بالدعاء لهم؛ ومن فوق المنابر كل جمعة..؟!
** وإذا لم يكن المواطن السعودي؛ الذي هو الضحية الأولى لهذا الإجرام؛ الذي يتستر باسم الجهاد، وهو الذي يواجه محنة حقيقية تتمثل في الإرهاب؛ من قتل وتدمير وتخويف؛ إذا لم يكن هو المستحق ل(قنوتنا) عقب كل صلاة؛ فمن ذا الذي يتقدم عليه في هذه المنزلة؛ حتى نغرب قنوتنا؛ مثلما غربنا ونغرب دعاءنا..؟!!
** لمن ندعو.. ولمن نقنت..؟!!!
** مرة أخرى.. أيها السيدات والسادة..
** من نسأل..؟!
** من يملك الإجابة..؟!
** ألسنا نعيش أزمة خلقها أذناب مأجورون؛ وأشباح ظلاميون؛ فوجب علينا أن نسهم في حلحلتها؛ ثم حلها إلى الأبد..؟!
** بكل تأكيد نعم، ثم نعم، ثم نعم.
** إذن لماذا يلوذ (بعضنا) بالصمت؛ ويركن (بعضنا) للسكوت؛ وإن تكلم (بعضنا)؛ تمنينا أن لو صمت وسكت هذا (البعض) إلى أبد الآبدين..؟!!
** هل يشك أحد في أن هؤلاء الذين يدعون الجهاد؛ إنما هم فئة ضالة؛ شاقت الأمة؛ فشقت عصا الطاعة، فاستباحت الدماء المعصومة؛ واستهدفت المواطنين والمعاهدين والمستأمنين، فلم تستثنِ أحداً؛ حتى رجال الأمن البواسل؛ الساهرين وعيون الآخرين في سبات..؟!
** هل يشك أحد في خطورة الأمر..؟ ماذا كان الحال لو تمكن هؤلاء المجرمون القتلة؛ من تنفيذ خططهم الإرهابية، بما في حوزتهم من أسلحة مدمرة، ومتفجرات وصواريخ وغيرها..؟ أليس مثل هذا كان كافياً؛ لإبادة أحياء سكنية كاملة؛ لولا لطف الله ثم يقظة رجال الأمن..؟!
** كيف لمواطني هذا البلد الطاهر؛ معرفة حقيقة الأمر؛ وإدراك فداحة الخطر؛ والتعاون والتراص في وجه الأعمال الإرهابية البشعة، التي تستهدفهم في وطنهم؛ إذا لم يكن هذا كله؛ في صلب خطابينا (الديني والإعلامي)؛ على مدار الساعة..؟!
** لمن نتوجه بدعائنا وقنوتنا..؟!
** إذا كنا ندعو من فوق منابرنا لمن نسميهم (المجاهدين)؛ ألا يمكن أن ينصرف مثل هذا الفهم؛ لمن يدعي الجهاد؛ من بين هؤلاء الإرهابيين؛ الذين يوجهون سهام الموت إلى صدورنا في كل مرة..؟!
** هل يمكن لعاقل؛ أن يسمي ما حدث في (غرناطة؛ أو الحمراء والمحيا ومبنى الأمن؛ وكذلك في جدة ومكة والمدينة والخضيراء والراكة)؛ عملاً جهادياً؛ حتى يستحق أصحابه الدعاء لهم بالفوز والتمكين..؟! إلا من ولغ مع الوالغين؛ وداهن مع المداهنين، ونافق مع المنافقين..؟!
** هل هناك من هو أولى بالدعاء والقنوت في هذا اليوم؛ من المواطن السعودي؛ ومن رجل الأمن السعودي..؟!
** وهل هناك وطن آخر في هذا اليوم؛ يستحق من أبنائه - مسؤولين ومواطنين وشيوخاً وخطباء وكُتّاباً ومثقفين وغيرهم - النصرة والدفاع عنه؛ غير الوطن السعودي؛ المهدد من بعض أبنائه؛ الذين خانوه وغدروه وباعوه، من أجل أفكار ظلامية، وأحلام كهفية؛ ومنامات سحرية؛ اعتنقوها وعاشوها؛ على أيدي زبانية الشر في تورا بورا..؟!!
** هل من جواب..؟!!!
** أفيدونا يرحمكم الله.
fax: 027361552
|