لا مساس فقد وقع الفأس على الرأس، والمثير أنه رأس بحجم الكرة الأرضية، بما جمع وأوعى من علم بظاهر الحياة الدنيا. وامكانياته الدقيقة العميقة الشاملة لم تحم دم الجنود الأمريكان وأشلاءهم من التدفق والانتثار في الصحاري والقفار، كأرخص ما يكون من الدماء والأشلاء، ولن يكون هذا الوضع مخاض هذه الامكانيات، ولا يمكن أن يهون عليه دم أبنائه، وهو الأنقى عنده من ماء السماء، والأثمن من كل سائل يُسيل اللعاب. وما كان لأفراد جيشه أن يُتخطفوا من كل جانب، وعلمه بدقائق الأشياء يفوق قدرة الشبكات العنكبوتية. ولو تصور الأعمى الأصم حجم الانفاق على مؤسساته:- الاستخباراتية والمعلوماتية وأقمار التجسس لقطع بأن أدق التفصيلات في حيوات الأناسي والمؤسسات والمنظمات لا تعزب عن علمه، ولتصور أن الكرة الأرضية ما هي إلا حبة مسبحة يقلبها بين أصابعه، وكيف يند عن علمه شيء من ظاهر الحياة، وهو ينفق أكثر من (ثلاثين مليار دولار) على المهمات التجسسية والمعلوماتية. ورغم ذلك ضاع دمه، وخفت هيبته في (العراق)، كما حصل من قبل في (فيتنام) و(لبنان) و(الصومال) ولم يتردد في الفرار من الزحف، وما كان فراره لتحرف ولا لتحيز، وإنما هو الفشل في التخطيط والخوف من تصاعد الخسائر. ومع المجازفات لن يكون القرن الواحد والعشرون قرناً أمريكياً كما يقول (بيارنيس) - ولنا عودة لهذا الكاتب - وأمام هذه النكسات الموجعة، والتدبير المرتبك، والحسابات الخاطئة، تستبعد طائفة من حملة الأقلام وقوع (أمريكا) في الخطأ، ولا تني في التبرير والتعذير. وما هي مع هذه الأخطاء الصارخة إلا كالعين المرمودة والفم السقيم. وصدق الله {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}.
وحجة المنكرين لأخطاء التقدير والتدبير أنه من المستبعد، بل من المستحيل أن يكون تصرف (أمريكا) مرتجلاً، فهي عندهم بما وهبها الله من علم بدقائق الأمور تواجه الأشياء عبر مؤسسات استشارية، ومطابخ سياسية، وفرق عمل تصيب المفاصل، تمشي وئيداً في خططها، متخذة (استراتيجيات) طويلة الأجل، لا تعدل عنها، ولا تساوم عليها. وهي تعرف ما سيلاقيها، وكل عمل تباشره يكون لديها عنه من المعلومات ما لا تحتاج معه إلى مزيد، كما أن لديها عدة طرق، وعدة احتمالات، وعدة (سيناريوهات)، لن تفاجأ معها بمقاومة، ولن ترتبك بتمرد، ولن تتراجع من أجل خسائر تعرفها سلفاً، وخططها مرسومة، ومسارها محدد، ذلك ظن المبهورين الذي أرداهم. وإن تعجب فعجب قولهم:- إن ما يراه الناس أو يسمعون به من قتل أو تفجير أو اكتشاف تعذيب وحشي إن هو إلا بعض لعبها التي أحكمتها وتمويهاتها التي رسمتها، وكل شيء عندها محسوب ومحدد. ذلك قولهم بأفواههم، يعللون الضربات الموجعة، ويعذرون عن الأخطاء الفاحشة. وإذ لم نكن دونهم في معرفة امكانيات (أمريكا)، فإنهم دوننا في تقدير حجمها أمام قدرة من بيده أزمَّة الأمور. وأحسبهم يجهلون أو يتجاهلون، ان فوق الكون رحمن لكل مخلوق رحيم بالمؤمنين، حرم الظلم على نفسه، وجعله بين خلقه محرماً، لا يعزب عن علمه شيء، وهو القاهر فوق عباده، وهو اللطيف الخبير، رب يدبر، وقضاء يمضي { وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}، لو عرف المخدوعون والمبهورون ذلك، لكانت لهم حسابات أخرى، لا تنكر الأسباب، ولكنها لا تسلم لها. نقول هذا ونحن نعرف الفرق بين التواكل والتوكل، ونعرف أن الأخذ بالأسباب واجب، وأن تركها دروشة، وأن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة، وأن الملائكة لن تخفّ مردفة لتقاتل عنا، وألا نصر باعداد العدة والتعاون والاعتصام.
و(أمريكا) التي يراهن عليها البعض، تعيش حالة من الارتباك، تبدت في مقولات متذمرة، تفوه بها صناع القرار ومباركيه، مفادها ألا مقام لهم إذا كان الشعب العراقي لا يرغب ذلك، فيما قال آخرون نقيض ذلك تماماً. ولسنا على يقين من القرار الحاسم، غير أن ذلك كله مؤشر اضطراب. ومصيبتنا أن هذه المآسي الموجعة سوف تمر بالذاكرة العربية كسحابة صيف، كما نسيت من قبل مآسي موجعة مارسها الاستعمار: (البريطاني) و(الفرنسي) و(الايطالي).
وعذر الناس أنهم ممتلئون بمصائب حية، قد تلهيهم عن مآسي التاريخ. وعتبنا غير المُعتَب يستدعي التساؤل عمن غرر بهذه القوة العظمى، وجر قدمها إلى هذا الوحل، وعمن قام رهانه عليها، وأنها تصرف ذاتها بحكمة وروية، وأنها قادرة على حسم المواقف، متى شاءت، وكيف شاءت، وأنها مسددة الرأي في تأديب المتمردين على مصالحها، وعمن يتصور أنها جادة وصادقة في تسويق (الديموقراطية)، وفرض الاصلاح, وحماية حقوق الإنسان. فكل المغررين والمراهنين والمصدقين يقترفون تزييف الوعي العالمي عبر وسائط النقل ووسائل الاعلام، والخطيئة التي لا تغتفر أنه عندما يتحصحص الحق، وتنجلي الغمة، ينسى الكتبة والراغون ما قالوه، وما كتبوه من رهانات وتزكيات، ولا يترددون في استئناف أحاديث جديدة، هيئت لهم فواتحها. وكم قرأنا لمفكرين وساسة وكتاب مقولات قطعية، صارت هباء، وصارت سدى، وآلت إلى مزبلة التاريخ. والمؤلم أنهم يشحذون أقلامهم ليخوضوا في حدث غيره، وليدخلوا في رهانات خاسرة، يزيفون فيها الوعي، دونما خجل أو تردد. ولو كان عند أحدهم أدنى قيمة للمتلقي، لرفع قلمه، وطوى صحفه، وكفّ لسانه.
وكيف يكون الوهم أو التردد والأحداث المتلاحقة تشي بأن أمريكا تتجرع مرارات غزوها ولا تحصد إلا الكراهية ولا تواجه إلا المقاومة، وكان الأولى لها أن تفكر بالمخادعين. وكيف لا تفكر بمن يشوهون سمعتها وينصبون لها الفخاخ، ويتعمدون تدمير كرامتها وسمعتها، قبل أن يدمروا مثمنات خصومها؟ وليس أدل على ذلك من مداولات مجلس (الكونجرس) الذي يصيخ كل أعضائه لشرذمة قليلة مغروسة فيه.
والتعويل على عصابات الشر، من الحسابات الخاطئة، التي يستبعدها المبهورون، وما من حصيف ينكر خطأ أمريكا في التعويل على (المعارضة العراقية)، التي زينت لها الدخول في الحرب، وخدعتها بدعوى قوتها وتفكك الجبهة الداخلية. ومهما كان الحكم السالف سيئاً وظالماً فإن الاحتلال الأجنبي أظلم وأطغى. والفراغ الدستوري الذي أحدثه سقوط النظام، أيقظ الخلايا النائمة، ومكنها من ايذاء المحتل وخلط أوراقه، والدول المصطلية بنار الغطرسة الأمريكية وجدت الفرصة مواتية لتصفية الحسابات المتراكمة. لقد كان لاسقاط النظام أثره السيئ على العالم بأسره. والعقوق بدا بأبشع صوره، حين قال (بوش الابن): لن أكرر غلطة أبي بالتوقف دون اسقاط النظام وحسم الأمور. فيما كان الأب أصوب رأياً وأحكم تصرفاً. جاء لتحرير (الكويت)، والتف العالم من حوله، تحت هذا الهدف المشروع، ولما حررها، توقف قبل أن ينفض من حوله الحلفاء، وخرج راضياً بنجاح خطته قبل استشراء المقاومة، ولم يأخذه زهو الانتصار على كل المستويات: السياسية والعسكرية. ولو أن (الابن) سمع تحذيرات المخلصين، وجنب العالم ويلات الحروب، وجنب أمريكا كره العالم، واكتفى بمضاعفة الحصار ودعم المعارضة، لما حصل ما حصل. ولو أنه حين ارتكب خطيئة الحرب، لم يتسرع في حل الوزارات، وتسريح الجيش، والتمكين من تسرب أسلحته، لكان في ذلك بعض التوفيق. لقد توالت الأخطاء في: انتشار الجيش المحتل في المدن والأحياء. وفي اعلان الاحتلال. وفي تشكيل مجلس حكم مرفوض. وفي العنف والأثرة، وفي التراجعات والاضطرابات، وفي العجز عن ضبط الأمن وعودة الحياة الطبيعية. وعجبي من غياب رجالات أمريكا وأساطين الفكر والسياسة عن مثل هذه التصرفات، وعلم الله أن أي حليف ل(أمريكا) لا يود لها هذا الوضع، إنها بحاجة إلى عقود لاستعادة مكانتها وسمعتها.
وبوادر الأوضاع تؤكد أن التغرير قائم على أشده, تحركه عدة قوى: مؤسساتية وغير مؤسساتية. وليس هناك ما يمنع من تعرضها للتغرير، ومؤشراته فيما يتسرب من تصريحات اسقاطية، تدل على الوقوع في مصيدته. وتمادي المغررين بالغي قائم بأبشع صوره، وها نحن نسمع بالمجموعات المتشددة في (الكونجرس) وهي تنحرف لمكائد جديدة، وهم الذين طرحوا من قبل مشروعاً لتحرير العراق، وشرعنوا لذلك بحتمية القضاء على سلاح الدمار الشامل، واعادة الحرية والديموقراطية، وفك الأسرى والمساجين، وعودة الهاربين من ظلم البعث، وما شيء من ذلك تحقق. وأمام ذلك لا بد من البحث عن دوافع أخرى غير معلنة أو الاعتراف بأن دولة ك(أمريكا) يمكن أن تخدع، وبالتالي تسقط رهانات المزكين، ويصبح كل ما قيل وما حصل كذبة غير محكمة، مكنت لها أخطاء التدبير والتقدير والتوقيت. وعلى الذين يراهنون على تفوق (أمريكا) بكل شيء أن يلتمسوا لها المعاذير، ولا مجال للتبرير ولا للتعذير، فما يشاهده العالم من قتل وتفجير وتعذيب لا تمارسه الوحوش الضارية، فأين الحرية؟ وأين الديموقراطية؟ وأين الحقوق؟ وأين التاريخ النزيه؟ وأين المبادئ والمواقف؟ ومع كل هذه النكسات الإنسانية والحضارية نسمع ونرى أعضاء من (الكونجرس) لا يتحرجون من جر قدمها لمزيد من التوحش مرة ثانية وثالثة. وها هم أولاء يتحرفون لمشروع قانون جديد، خاص ب (سوريا) و(لبنان), باسم قانون تحرير (سوريا ولبنان), وكان حقاً أن يطالبوا بتحرير (الجولان) و(مزارع شبعا), أو منع اسرائيل على الأقل من القتل والهدم, ومنع أمريكا من امدادها بالسلاح ودعمها بالتأييد في كل المحافل، وكان حقاً على الطابور الخامس أن يكف عن جلد الذات الإسلامية ونبش تاريخها. وإذا كانت (أمريكا) و(بريطانيا) قد خسرتا الأموال والأنفس والمعدات والسمعة في دخول العراق، فمن ذا الذي يرضى لأهله وعشيرته التورط في جناية أخرى. وعلى الرغم من كل هذه الترديات، فقد أعطى الرئيس ضوءاً أخضر لتضييق الخناق على (سوريا)، وجاء ذلك على شكل اصدار عقوبات اقتصادية. والأسلوب الفج المرفوض بكل المقاييس لن يزيد الوضع العربي إلا تعقيداً وتصعيداً، وحتى المخادعة بالاصلاح لم يتعاطف معها إلا المتعلمنون المتسطحون, وهل عاقل يقبل من دولة تحكمه أن توجه لحاجات شعبها من الخارج؟ وهل أحد يتصور أن الخطأ لا يمكن اصلاحه إلا بالضغط الخارجي؟ العالم العربي أحوج ما يكون إلى الاصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي والتربوي، ولكنه بالوصاية لن يكون كما يريد المواطن، لا من حيث الصبغة, ولا من حيث الأولويات. وما جدوى الاصلاح الذي تحمل عليه الدولة كرهاً. وما الاصلاح الذي تنادي به دولة لها دينها وللآخرين دينهم, ولها حضارتها, ولهم حضارتهم إلا مسخ وانسلاخ. والشعوب المتطلعة إلى الاصلاح حين يخدعها المحتل، تكون كالمستجير من الرمضاء بالنار.
وإذا اخترق المتشددون (الكونجرس) وأضلوا كثيراً من المعتدلين, وحملوهم على الزج بمثمنات دولتهم البشرية والمادية والأخلاقية فإن اختراقات الدول الصغيرة من باب أولى. والمجموعة المتآمرة على مصالح أمريكا في (الكونجرس) تسمى من باب المخادعة (مجموعات متشددة) والحقيقة أنها عصابات متآمرة على مصالح (أمريكا) وسمعتها، وعلى الموفين بعهدهم لها.
والتطوير والاصلاح مطلبان حضاريان، لا يجوز اتخاذهما مبرراً للتدخل. و(اسرائيل) المغروسة في الخاصرة العربية لا تريد للشعوب أن تملك ارادتها، ولا للحكومات أن تصالح شعوبها، ولا أن تصلح أوضاعها، لأن في ذلك مواجهة معها وسعياً جاداً لتقليم اظفارها. وما كانت (اسرائيل) التي غرست في (الكونجرس) عصاباتها تريد الرشاد للعباد. واقدام أمريكا على فعل عسكري أو سياسي ضد أي بلد عربي، سيمتد أثره السيئ إلى أمريكا نفسها. وها هي قد بدأت تفقد الأصدقاء والأعوان, وأخذت مصالحها تتعرض للاعتداء في آفاق المعمورة، ولن يبقى معها إلا العملاء والمأجورون، وهؤلاء غير مؤثرين، فالقبول أهم من القوة، والعدل أبقى من الظلم. ومن مصلحة أمريكا والعالم بأسره كشف هذه العصابات التي تتذرع بالشدة، وما هي في حقيقة الأمر إلا عدو متقنع، يخدم مصالح صهيونية، تضر بأمريكا وبأصدقائها، وتعرض وحدتها للتفكك. ومؤشرات افساد الأوضاع العربية، وتدمير العلاقات مع دولة القطب الواحد وجهت تلك العصابة إلى تقديم الدعم للمنظمات والأفراد داخل (سوريا) وخارجها، تحت ذرائع واهية، تتمثل بتعزيز مؤسسات المجتمع المدني، ولست أعرف كيف يكون دعم المجتمع المدني بدعم الحملة الإعلامية ضد حكومة قائمة، وتدريب فصائل المعارضة على حمل السلاح، أليس في ذلك اخلال بالأمن، وإثارة للفتن، وتحويل البلد المستقر إلى بؤرة من التوتر والصدام. وإذ نزكي أحداً، ولا ندافع عن أحد، ولا نجرم المعارضة، ولا يحق لنا التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد، إلا أننا نود تفهم التلويحات الأمريكية، والبحث عن المغررين بها المعرضين لسمعتها المضرين بمصالح الشعوب المتصالحة مع حكامها.
وأمام هذه المغامرات الهوجاء وتتابع الترديات, تنفست حكومة الظل وبدأت تعليقاتها اللاذعة للرئيس (بوش) ولسياسته الموصوفة بالرعونة، وحين يتقاطر المعلقون على الأحداث بطريقة ساخرة، يصل الفعل إلى طريق مسدود، وحتى رؤساء الحكومات الموالية لأمريكا، استهوتهم التعليقات الساخرة أو الشامتة، فالرئيس (الفنزويلي) طلب من (بوش) الركوع أمام الباب وطلب المغفرة من الانتهاكات، و(آل جور) يسخر من (بوش)، ويصف تعذيب السجناء بوصمة عار على سمعة أمريكا، وتهافت القادة والزعماء والمعارضين على اجترار الكلمات الشامتة دليل على أن اللاعبين الاذكياء فوتوا لعبهم على دولة المخابرات والاستخبارات والأقمار الصناعية لجمع المعلومات. وواجب العالم العربي انتهاز الظروف، والنفاذ من هذا الواقع المتوتر، فالأمة العربية متخمة بالمصائب مثخنة بالجراح مفعمة بالأزمات، ومصلحة الشعوب في الحِلم والأناة والسكينة، ولن يتحقق شيء من ذلك إلا بوحدة الصف والهدف، وتنقية الأجواء، وتفعيل المؤسسات، ومصالحة الشعوب، والسعي بمصالحها، ومبادرة الاصلاح، وتلافي الأخطاء، وفضح المرجفين والمخذلين، والاعتصام بحبل الله المتين لدرء الخطر القادم، خطر التآمر من داخل (الكونجرس)، فالمسألة ليست مسألة تشدد، ولا مسألة تعصب كنسي. المسألة مسألة ابادة للإنسان العربي من خلال التغرير بدولة ليست لديها الخبرة الكافية بأوضاع الشعوب الرافضة للاحتلال. إن الوجود العسكري على أي أرض عربية يعني تفجر الأوضاع، واستشراء القتل العشوائي، وأمريكا خارجة من المنطقة عاجلاً أو آجلاً، ومن الخير لها أن تدع ما لقيصر لقيصر وما لله لله.
|