حقوق الإنسان قبل أن تكون معطى غربياً، هي في الأصل مبدأ إسلامي راسخ، قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ}، وعلاقة المسلم بأخيه المسلم هي امتداد لعلاقة العبد بربه، فالمسلم الذي لا يظلم أخاه، يكون - تلقائياً - قد وطد علاقة طيبة بالله، بوصف ذلك أمرا ربانيا كريما على لسان نبيه: (لا تظالموا).
الإشكال أن يسعى المسلم إلى علاقة وطيدة بالله من خلال ضرر مصيري يلحقه بأخيه متجاوزاً بذلك كل الحدود الإلهية الكريمة التي تحفظ (الحرث، والنسل) ويزداد الإشكال إشكالاً عندما يتقرب القاتل بذلك الضرر من الله تحت أسباب واجتهادات قد لا تستقيم مع المبدأ الإسلامي الصحيح والتي يرفضها جمهرة العلماء الثقات استنادا إلى النصوص الشرعية التي تحفظ حرمة المال والنفس والعرض.
إننا أمام (نص) إرهابي جديد مكتوب بصيغة آحادية، تدفعنا نتائجه المروعة إلى قراءته بعمق بأدوات نقدية - شرعية - ثقافية، فكل شيء موجود في هذا النص ولا شيء خارج النص.
إن العزل الصارخ بين حقوق العبد تجاه أخيه المسلم وبين حقوق العبد تجاه خالقه، والفرق الشاسع بين من يذهب ليقتل الناس جميعاً وبين من يدافع ليحيا الناس جميعاً، والتباين الواضح بين من يفسر النصوص الشرعية لصالح حزبه وبين من يفسر النصوص الشرعية لصالح المسلمين تمثل علامات كبرى تحوي ألف دلالة سنكتبها كلها لو قرأنا الحدث الإرهابي كنص أكثر منه لو أثارنا كسلوك فحسب.
|