أودُّ لفت النظر الى موضوع مهم يحدث أحياناً من الطلاب، خاصة المرحلة الجامعية، فمثلاً تعتبر كليات المعلمين إحدى أهم مصادر تخريج المعلمين الأكفاء الذين نؤمل فيهم الكثير؛ حيث إنه في كل عام يتم قبول آلاف الطلاب المستجدين، وفي المقابل يتم تخريج أيضاً آلاف المعلمين. وعندما يدخل الطالب المستجد في هذه المرحلة فإنه يبدأ منعطف مهم في حياته، ويبدأ التغيير فيه من نواحي متعددة؛ منها السلوك الأخلاقي. وطوال مدة الدراسة إما يكتسب صفات حسنة أو سيئة، وذلك يتحدد من خلال الزملاء الذين معه. والحمد لله أكثر الطلاب يتمتعون بأخلاق حميدة مبشرة بمستقبل زاهر لمربي الاجيال الأفاضل في العملية التعليمية. وبحكم أنني احد هؤلاء الطلاب شد انتباهي بعض الأمور التي هي غير متوقعة من شخص سيكون في يوم من الأيام احد معلمي المستقبل، ومنها إتلاف بعض ممتلكات الكلية؛ كالكراسي والمكيفات والكتابة على الجدران؛ كجدران القاعات الدراسية أو دورات المياه. وإنني لأعجب ممن يقوم بذلك؛ حيث نجدها مملوءة بالكتابات العجيبة؛ منها الذكريات، أو قد يسب فلاناً وفلاناً، والبعض يكتب الشعر وكأنه في حديقة. وهذه الأفعال لا تصدر من شخص عاقل أبداً، ومن قام بهذا العمل غير مؤهل في يوم من الأيام ان يكون مربياً لأبناء المستقبل، كيف وصل الى هذه المرحلة ولا يزال يحمل هذا السلوك؟ أين تعاليم الدين الحنيف؟ أين تربية البيت؟ أين تربية المدرسة؟ أين تربية المجتمع الذي يعيش فيه؟!!
إن هذه المشكلة متأصلة في بعض الطلاب؛ حيث ان ما حدث ما هو إلا امتداد لبعض ما تعلمه وتربى عليه منذ الصغر، ويستمر وللأسف مع البعض كما حصل لبعض تصرفات الشباب الذين ذكرتهم، لماذا دائماً ما نشاهد الكتابات على المرافق العامة أو إتلافها كقطع الأشجار وغيره كأدوات الإنارة. غريب من هؤلاء المراهقين القيام بهذا الأمر، فهذه المرافق هي ملك للجميع، وهذه الأمور لا تحدث في الدول المتقدمة وحتى في الدول العربية القريبة منا؛ حيث انني شاهدت هذا الأمر بعيني لأنني قد أمضيت فترة دراسية سابقة في دولة البحرين، فصدقوني من النادر جداً ان ترى مثلاً الكتابة على الجدران خاصة في المدارس، حتى ان بعض المدارس عندما تدخلها لأول مرة تعتقد انه تم افتتاحها قبل فترة وجيزة. دائماً ما نسأل أنفسنا عن سبب ضعف الطلاب لدينا وأحياناً نقول: انه المعلم المسكين الذي يتعب من اجل طلابه، وأحياناً نلقي اللوم على المناهج التي هي بعيدة كل البعد عن ذلك، فكم تخرج من هذه المناهج مَن نفاخر بهم الجميع، لماذا؟ أعتقد ان الخطأ يكمن في أمور عديدة؛ منها التربية التي نشأ عليها الفرد منذ صغره؛ حيث إن البعض لم يتم تربيته على ما يرام؛ إما يربى على الإهمال وعدم المبالاة وعدم تحمل المسؤولية، أو يربى على العنف... إلخ.
إذاً كيف يمكن ان يكون مربياً لأجيال وهو أصلاً يحتاج بعينه إلى تربية، فالأمر هنا كمن يضع الملح على النار، وبرأيكم ماذا ستكون النتيجة؟
أعتقد ان حال هؤلاء الشباب بحاجة الى دراسة عميقة وعاجلة من أهل الاختصاص؛ فالموضوع أهم مما يتصوره البعض.
وتقبلوا تحياتي
عدوان العوني العنزي |