يعتبر مرض القولون الخبيث من أكثر سرطانات الجسم انتشاراً , ولذلك انصب الاهتمام عليه , وتمت دراسته بشكل كبير جداً في الآونة الأخيرة.
وحول هذا الموضوع التقينا الدكتورة - رنا مسوح استشارية أمراض الجهاز الهضمي والكبد بمستشفى الحمادي بالرياض التي تحدثت قائلة : إن النسبة الوسطية للإصابة بسرطان القولون في فرنسا مثلا تصل حتى 3.5 % من السكان قبل عمر 74 سنة , كما أن نسبة الإصابة به كانت في تزايد مستمر خلال الفترة ما بين 1970 1990 حيث توقفت الزيادة بعدها , وانخفضت بشدة نسبة الوفيات بسبب التطورات الكبيرة التي تمت في مجال الكشف المبكر ووسائل العلاج حيث لم يعد ورم القولون وحشاً مخيفاً كما كان.
لقد تبين أنه في حالات الكشف المبكر , وعندما يكون الورم صغيراً ومتوضعا في الطبقة المخاطية تصل نسبة الشفاء بكل ما في هذه الكلمة من معنى إلى 90%. كما أن التحسن الملحوظ في طرق المعالجة المختلفة الجراحية منها والدوائية والاستجابة المدهشة لهذه المعالجات دعت الأطباء إلى الإصرار على الكشف عن هذه السرطانات ومعالجتها خاصة في مرحلة مبكرة.
كما يتم التركيز بشدة على كشف الأمراض السليمة المؤهبة للسرطان ومعالجتها وتجنب حدوث السرطان , وهذا ما دعا جمعية التنظير الأوروبية اعتبار إحدى السنوات مخصصة لهذا الموضوع, وقد جرت حملة إعلامية كبيرة وحملة توعية للأطباء والمرضى لجعل هذا الموضوع واضحاً ومبسطاً في متناول الجميع.
الدراسات الحديثة قسمت السكان إلى ثلاث مجموعات ؛ - مجموعة الخطر العادي وهي كما ذكرناه أعلاه تصل إلى 3.5% من السكان .. مجموعة الخطر المرتفع وتصل إلى 1060% من الأشخاص المصابين بأمراض معينة معروفة ومؤهبة بعد سنوات عدة لحدوث السرطان.
- مجموعة ثالثة ذات نسبة الخطر المرتفع جداً وهي تشمل بعض الأمراض الوراثية , التي تتميز بعمل معين ومورثات محددة يمكن كشفها ومتابعة حالة المريض بشكل متقارب سنوي.
كانت المؤتمرات المتعددة في هذا المجال تحاول الإجابة على الأسئلة التالية من خلال بحوث ودراسات إحصائية متعددة.
1 هل يمكن الوقاية من سرطان القولون والمستقيم ؟
2 هل يمكن إجراء بحث وكشف جماعي عن سرطان القولون ؟
3 ما هي الإجراءات والفحوص المفيدة في التشخيص والعلاج ؟
4 ما هي المعالجات المطروحة وما هي إمكانات تطويرها ؟
5 ما هي الخطة المتبعة بعد إجراء معالجة بهدف الشفاء, وكيف يتابع المريض ؟
6 ماهي المعالجات المقترحة في مجال الكشف المتأخر سواء كان موضعيا أو مع انتقالات؟
طبعا لا يمكن في هذه العجالة أن تجيب على هذه الأسئلة لأنها دقيقة جداً لأنها تختلف من دولة إلى دولة أخرى, ومن حالة إلى حالة, ولكن يمكن أن تحدد بعض النقاط المفيدة.
بالنسبة للوقاية ثبت أن تناول الخضروات والأغذية التي تحتوي على نسبة كبيرة من الألياف يخفف من إمكانية الإصابة.
كما أن إعطاء بعض الأدوية بشكل يومي مثل الساليسيلات (أسبرين) يخفف أيضا من احتمال الإصابة, ولكن يجب الحذر من التأثيرات الجانبية, ويجب أن يتم ذلك تحت إشراف طبي وضمن مجال الوقاية لا بد من التأكيد على كشف بعض الأمراض القولونية السليمة مثل البوليبات وبعض التهابات القولون وذلك بإجراء تنظير هضمي سفلي تشخيصي وعلاجي (أخذ خزعات أو استئصال بوليبات عبر التنظير), وهكذا نستطيع معالجة الآفة قبل أن تتحول إلى سرطان.
أما بالنسبة للأشخاص العاديين أي السكان عامة فينصح على الأقل بإجراء تنظير سين أو تنظير قولون كامل حسب ما تقتضي الحاجة في الحالات التالية :
1 - مشاهدة دم أحمر مع البراز أو قبله أو بعده, وهو ناتج عن أسباب سليمة, ولكن يجب إجراء هذا التنظير وتحديد السبب بشكل أكيد.
2 - الحالات التي يحدث فيها تغيير في عادات التغوط وإمساك وإسهال حديث العهد خاصة بعد عمر 40 سنة.
3 - في حالات الدم غير المفسر.
4 - الآلام البطنية المفسرة خاصة بعد عمر 45 سنة .
وأخيراً لا بد من التنويه إلى أن تنظير القولون أصبح بسبب التقدم العلمي من خلال الأدوات المستخدمة وطرق التحضير الممكنة فحص غير مؤلم وبسيط وآمن إذا أجري بأيد خبيرة.
|