استشارة نفسية ......
سرقة الابن للسيارة
يجيب عنها د. عزت عبدالعظيم استشاري الأمراض النفسية والعصبية

** لدي ابن عمره 18 عاماً يسرق سيارات بشتى الحيل والطرق ويخرج بها في الشوارع ليقودها بصورة تسبب مشاكل كثيرة بالرغم أنه ليس لديه رخصة قيادة, لقد أتعبني معه واستعملت معه كافة الوسائل لكن دون فائدة, فماذا أفعل؟
م. أ. ع - الرياض
بالطبع الابن في مرحلة عمرية حرجة فهو الآن في مرحلة المراهقة ولا يخفى على الجميع ما فيها من تهور وعناد ومحاولة إثبات الذات أمام الآخرين ومن هنا فربما يكون الابن فعلاً يمر بهذه المرحلة والتي تتطلب معاملة خاصة وتفهم لطبيعة نفسية المراهق وكيفية التعامل الصحيح قي مثل هذه الظروف من خلال التفاهم والإقناع والحزم دون اللجوء للضرب أو الطرد من المنزل لأن هذا الأسلوب قد يزيد الأمور تعقيداً لكن أيضاً يجب ألا نغفل أموراً أخرى قد تكون السبب في هذه المشكلة فليس كل مراهق يتصرف بهذا الأسلوب ويسرق سيارة أبيه ويقودها بتهور ويتسبب في المشاكل وإذا فعلها مرة فقد لا يكررها ثانية إذا تمت معاقبته على فعلته, أنا أعتقد أن هناك أموراً نفسية أخرى قد تكون السبب وراء ذلك وحتى تكون الصورة أوضح وبمنتهى الصراحة يجب على الأب (بل على كل الآباء) الانتباه جيداً لأبنائهم في هذه المرحلة فقد يكون للابن أصدقاء سوء يقودونه للانحراف السلوكي وتعاطي المخدرات لا قدر الله وقد يستغلونه في ذلك باستخدام السيارة لجلبها أو التعاطي فيها أو إحضار الأموال اللازمة لذلك ولهذا وجب التنبيه حتى نتنبه جميعاً لأبنائنا في هذه المرحلة وإذا لاحظنا أن هناك تغيرات سلوكية في الأبناء عن الأمور التي عودناهم عليها يجب عدم السكوت بل استشارة الطبيب النفسي فربما يكون ذلك بوادر اضطراب نفسي ربما نتيجة لتعاطي شيء ما أو ربما يدل على اضطراب نفسي آخر كما في حالات الهوس أو اضطراب الشخصية فكل هذه الأمور قد تجعل المراهق يتصرف تصرفات غير مسؤولة منها تكرار سرقة السيارة والتفحيط بها وأمور أخرى كثيرة منها إهماله لدراسته واضطراب النوم وسوء معاملة الأم والإخوة, عموماً في مثل هذه الأمور وإذا تكررت السرقة يجب مراجعة الطبيب النفسي لاستيضاح الأمر دون حرج وحتى لا يضيع الابن منا بعد ذلك بإهمالنا.