تعيش فئتان من شباب المجتمع الإسلامي بين طرفي نقيض كل واحد منها مرفوض ويشكل خطراً داهماً على مستقبل من يتبعه، هذان الاتجاهان المتناقضان يمثل الأول منهما الدعوة إلى الغلو والتطرف ومن ثم الإرهاب والتدمير. ويمثل الطرف الثاني التغريب والميوعة ومن ثم الانحطاط والضياع.
يعمد قادة الاتجاه الأول إلى استغلال الشباب لتحقيق مآربهم المشبوهة وذلك لسهولة التأثير على الشباب وإغرائهم واستغلال ما لديهم من نقاط الضعف التي أهمها قلة خبرتهم بالحياة وضعف تحصينهم المعرفي، بل ان هؤلاء المضللين من القادة المحرضين يعمدون إلى شحن هؤلاء الشباب بالأفكار المغلوطة عن الثوابت لدى المجتمع المسلم التي من أهمها علاقة الحاكم بالمحكوم وحقيقة الشهادة في سبيل الله وضوابط التكفير وعلاقة المسلمين بعضهم ببعض وما يترتب عليها من حقوق وواجبات تستلزم الإحسان المتبادل فيما بينهم وتحرم الاعتداء بجميع أشكاله.
لكن الشباب بحكم قلة خبرتهم بالحياة وضحالة مخزونهم المعرفي من العلوم الشرعية تنطلي عليهم هذه الحيل وما تحتويه من شبهات الدافع الحقيقي لإثارتها هو ما يخالط قلوب هؤلاء المحرضين من شهوات مشبوهة.
إنه لمن المؤسف ان يضحى شباب في مقتبل العمر وريعان الشباب بنفسه ودينه وأهله ومجتمعه مقابل تحقيق الخيال والسراب والحقيقة انه لم يحقق إلا المقت والدمار والتعرض لوعيد الله بجهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيما.
أما أصحاب الطرف الثاني من طرفي النقيض فهم شباب الميوعة والدلع والتخنث ممن تشك في انتمائهم لهذا البلد الأصيل في عاداته وتقاليده وشيمه.
شباب بكل أسف جعل قدوته المخنثين من المغنين الساقطين من العرب ومن العجم والذين مكنوا الحلاقين من رؤوسهم ليعبثوا بها باسم (القصات) ثم ليكملوا وضعهم الداعي إلى السخرية بملابس تتناسب مع عقلياتهم المنحطة مما يوحي إليك من منظرهم انهم يريدون ان يقولوا عن أنفسهم كلاماً ووصفاً أترفع عن التصريح به وأنزه عيني القارئ الكريم وذوقه الرفيع عن ذكره لكن السؤال الجدير بالطرح في هذا الجانب هو أين ولاة أمر هؤلاء الشباب من الآباء أو الإخوة الكبار؟
علما أني لا أخفيكم سراً ان عمر بعض هؤلاء السفهاء قد تجاوز الخمس وعشرين سنة بل بعضهم الثلاثين سنة ما أقساها من صورة مزعجة ينحط فيها بعض الناس إلى درجة قد رفعه الله عنها ولكنه يأبى إلا الانحدار الغريب ان هذا الفكر الشاذ ليس مقتصراً على أولاد المترفين بل تجد من يسلك هذا التيار من لا يجد إلا بنطلونه الواسع وفنيلته بل قل (بلوزته) المزركشة.
إنه ليندى الجبين ويذوب القلب من كمد ان يكون هؤلاء الشباب من أصلاب من عرفنا من الرجال الأفاضل النجباء من الأعمام والأخوال والجيران وغيرهم من رجال هذه البلاد أحفاد الصحابة والتابعين من السلف الصالح رحمنا وإياهم الله رحمة واسعة.
|