الحمد لله الذي جعلنا مسلمين، والحمد لله لقد رضينا بما كتب الله لنا، ما أصعب على الانسان ان يفارق من يحب ويعز في هذه الحياة الفانية، لقد افتقدنا قبل أمس الأول رجلا طيباً، صادقاً، شهماً، شجاعاً، كريماً، فذاً، مثّل بلاده ووطنه في العديد من الدول الأوروبية والعربية حيث كان آخرها في سفارة خادم الحرمين الشريفين بواشنطن انه أخي وصديقي العزيز الدبلوماسي عبدالمحسن بن ابراهيم المحيسن الذي انتقل إلى جوار ربه اثر حادث مروري شنيع بالرياض.
رجلاً يعرفه القاصي والداني خاصة الذين يأتون السفارات أو القنصليات خارج أرض الوطن الغالي، حيث انه يقدم خدماته للجميع، ويساعد المريض والمسافر والغريب، حيث له مواقف كثيرة سواء عندما كان بسفارة خادم الحرمين الشريفين بالمملكة الأردنية الهاشمية أو عندما كان بسفارة خادم الحرمين الشريفين بواشنطن وذلك برفقة صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود (السفير فوق العادة) بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث عمل بواشنطن عدة سنوات، إلى ان عاد لوطنه ومملكته وذلك لظروف والدته (المريضة) والكبيرة بالسن، هاتفني قبل عدة أيام وقال لي رشحت مؤخرا للعمل في سفارة خادم الحرمين الشريفين بدولة عمان (مسقط) ولكن ظروف والدتي صعبة وتتطلب بقائي بجوارها في الرياض ولا أعرف ماذا سأعمل..
هل أسافر واترك والدتي؟؟ أم انني أبقى بجوارها وأسعى لرضائها، ولكن لم يكن يعلم انه هو الذي سيرحل رحيلا أبديا إلى خالقه، ويترك والدته تصارع المرض والكبر بعيدا عنه، إلى جنة الخلد يا أبا ابراهيم، وستبقى في خلجات الشعور، وبداخل الأنفاس، وفي عمق الأرواح، أسأل الله الكريم ان يتغمدك بواسع رحمته وان يسكنك فسيح جناته وأن يلهم والدتك وزوجتك وابناءك واخوانك الصبر والسلوان.{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} ولا حول ولا قوة إلا بالله.
|