الحمد لله فنحن أمة مؤمنة.. نعلم علم اليقين أننا ميتون وأن كل شيء هالك إلا وجهه سبحانه وتعالى - ولهذا كانت الصدمة بوفاة الأستاذ الكبير والإنسان الكريم فهد العريفي رغم عظمها ورغم ما تركته في نفوسنا من حزن وألم إلا أن ايماننا وايمان أبنائه والمقربين منه جعلنا نخصه بالدعاء إلى المولى عز وجل أن يرحمه ويسكنه فسيح جناته.
فقد كان -رحمه الله -رغم كونه هرماً ثقافياً وتاريخياً إلا أنه كان قمة في التواضع الإنساني محباً ومشجعاً وإنساناً ودوداً يشعرك أنك تحادث أحد أصدقائك المقربين ويأخذك بعيداً ليشعرك بزمالته مع أن الفارق كبير لصالح عطفه وثقافته والتاريخ الذي يحمله (رحمه الله) والذي لم يبخل علينا نحن محبيه وقراءه به.
لقد كان -رحمه الله -مشجعاً إلى أقصى درجات التشجيع متواضعاً إلى أعلى درجات التواضع.. وهذا لا يشعر به المقربون منه فحسب بل وحتى ممن لم يحصل لهم شرف لقائه ولم تتعد معرفتهم به سوى عن طريق الاتصال الهاتفي الذي لم يبخل من خلاله -رحمه الله -أن ينصح ويشجع ويدعم ويظل أحدنا يفتخر بهذه المعرفة حتى وان كانت تليفونية.
وقد كنت واحداً من محبيه -رحمه الله - ممن اتصلوا هاتفياً للاطمئنان بعد العملية الجراحية في رمضان الماضي ولم أكن اتوقع أن يرد إلا أنه أشعرني وكل المتصلين أنه لا يريد إلا أن يجيب بنفسه على كل من سأل عنه رغم ما يشكله ذلك من إرهاق إلا أنها من صفاته طوال حياته الحافلة بالعمل والإخلاص. رحم الله فهد العريفي الذي اسماه محبوه الجيل الثالث وألهم ذويه الصبر والسلوان.
|