يضيف الإرهابيون يوماً بعد الآخر ما يعمق الكراهية لهم، فبعد القتل المتتالي للأبرياء، وبينهم النساء والأطفال، لن تستطيع أي مبررات أن تحجب مثل هذه الكراهية، وهي الشيء الوحيد الذي ينجح هؤلاء الإرهابيون في بنائه.. صرح من الكراهية ضدهم.. ولن يجد زملاء الطفل المصري الذي تفحم داخل سيارة تنقله إلى مدرسته، ما يقنعهم على فهم قتل زميل لهم وبهذه الطريقة الشنيعة، لكنهم سيضمرون في دواخلهم كراهية تنمو مع تقدم أعمارهم.. فالإرهاب بلا مستقبل، وفي كل وقت يقدم الإرهاب كل مبررات زواله، وهو يقف على أرضية رخوة سرعان ما تنهار تحته، ولا يستشرف أي مستقبل باستثناء ما يضمره الجميع له من رفض ومن كراهية.
وطوال أكثر من 24 ساعة التف الناس بصلابة حول رجال الأمن البواسل الذي يتصدون بشجاعة لهذا البلاء، وتابع الجميع في الوطن وفي غيره على مدار الساعة، متضرعين إلى المولى عزّ وجلّ أن يزيل هذا البلاء، رجال الأمن وهم يقبلون بكل تجرد ونكران للذات على واجبهم في حماية البلاد والعباد من هذه الشرذمة الضالة.
وبحسابات السلب والإيجاب يسجل جنودنا البواسل نقاطاً مضيئة في حب الوطن وإعطاء الأمثلة الحية على الأداء والإنجاز الوطني المشرف، بينما يقدم عناصر الفئة الضالة مقومات فنائهم وضياعهم ويظهرون كيف أنهم يتحركون ببواعث ليس من بينها أي وازع ديني يحول بينهم وبين الإقدام على قتل الأبرياء، وأنهم إنما يستجيبون لفكر ضالٍ أكثر ما يكشف عنه نفوس مريضة وتصورات مبهمة، وخطل في الرؤية وسوء في المنقلب.. وفي ظلمة اللحظات الحرجة تظهر صلابة المواقف التي تستهدي بتعاليم ديننا القويم، دين السماحة والوضوح والثقة في نصر الله وعونه، في هذه اللحظات يتحدث ولي العهد ليعيد قدراً من الاطمئنان إلى النفوس، مؤكداً الثقة في نصر الله ومبشراً المواطنين باستمرار المسيرة الخيّرة مهما تكالبت المحن والمصائب على هذه البلاد، مع حرصه على إبقاء الأمل حياً في النفوس بزوال مثل هذه المصاعب طالما أقبل الجميع على مهامهم في التوعية من البيت إلى كل المستويات التعليمية بما تستحقه مهمة التوعية من جدية ومن تخير أمثل لأساليب وطرق المخاطبة لتوضيح مدى بطلان ما يذهب إليه هؤلاء الإرهابيون من ضلال وفساد.. التهديدات التي يطرحها الإرهاب لا يمكن التقليل من شأنها، وفي ذات الوقت لا يمكن ترك الأمر يستفحل، والأجدى دائماً مواجهة المسألة بما تستحقه من فورية في العمل على كافة المستويات، مع أهمية إدراك أن المسؤولية ليست مسؤولية رجال الأمن وحدهم، فالنجاح في المعركة يستوجب مشاركة الجميع، ومجرد الإعراب عن هكذا استعداد يشكل أولى ملامح الانتصار على الإرهاب، مع مواصلة الدفع للانتقال إلى مراحل أكثر عملية تتمثل في المشاركة الفعلية كل في موقعه..
|