* صنعاء - سبأ:
استقبل فخامة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية أمس وفد رؤساء تحرير الصحف السعودية الذي يزور اليمن حالياً، حيث تحدث الرئيس اليمني إليهم مشيراً إلى أهمية هذه الزيارة التي يقوم بها الوفد إلى وطنهم الثاني اليمن في نقل رسالة المحبة والإخاء والود التي يكنها الشعب اليمني إلى أشقائه وجيرانه في المملكة العربية السعودية، مشيراً إلى ما تشهده العلاقات الأخوية بين البلدين من تطور وحميمية متميزة وبخاصة منذ التوقيع على معاهدة جدة التاريخية، مشيداً بدور أخيه سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد وبتعزيز تلك العلاقات.
وقال إن الأمير عبدالله رجل حكيم وإن زيارته إلى اليمن ومشاركته إخوانه في اليمن احتفالات اليوم الوطني العاشر لإعادة تحقيق الوحدة كانت فاتحة خير في مسيرة العلاقات وحل مشكلة الحدود وعكست نفسها على بقية القضايا الأخرى حيث يوجد الآن الكثير من التناغم والتنسيق بين البلدين وفي مختلف المحافل الدولية.
وقال: إن من الطبيعي أن علاقات الإخاء والجوار تعطي أفضلية لنتعاون وتعكس نفسها على تلك العلاقات المتينة وتدفع بها نحو مجالات أكثر تقدماً وتلبي آمال وتطلعات الشعبين الشقيقين اليمني والسعودي ولما فيه خيرهما وازدهارهما، وحول سؤال عن رؤيته للنتائج التي أسفرت عنها القمة العربية التي انعقدت في تونس قال بأن القمة ورغم كل الظروف الصعبة والأجواء الدولية التي أحاطت بها خرجت بقرارات جيدة ولكن من المهم إيجاد آليات لتنفيذ تلك القرارات فعلى سبيل المثال كل المباردات التي قدمها العرب من أجل تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة ومنها المبادرة العربية التي أقرتها قمة بيروت وهي مبادرة إيجابية ومنطقية فإنه في ظل غياب آلية التنفيذ لها تبددت تلك المبادرات وحتى قبل أن يجف حبر التوقيع عليها مثلما حدث بعد قمة بيروت حيث إن إسرائيل سرعان ما ردت عليها وبكل غطرسة وصلف بحصار الرئيس ياسر عرفات وإعادة احتلال رام الله، مؤكداً على أهمية التفكير أولاً في آليات التنفيذ والضمانات الكفيلة بتنفيذها قبل اتخاذ أي قرار أو مبادرة حتى لا يخسر العرب المزيد.. وفي هذا الصدد على العرب أن يستغلوا كل إمكاناتهم ويوظفوا علاقاتهم ومصالحهم مع الآخرين من أجل تنفيذ أهدافهم والدفاع عن أنفسهم جماعياً وتحقيق مصالحهم القومية العليا ومن المؤسف أن العرب قد تعرضوا للكثير من الصدمات واللطمات وعسى أن يكونوا قد تعلموا كثيراً مما واجهوه ليصححوا ويتجاوزوا هذا الواقع الذي تعيشه الأمة حالياً.
وحول الأوضاع في العراق وعما إذا كانت اليمن على استعداد لإرسال قوات إلى العراق في الوقت الراهن.. قال الرئيس اليمني إن موقفنا واضح ومعلن مما يجري في العراق ونحن طالبنا مراراً بسرعة انسحاب قوات الاحتلال من العراق وتمكين الشعب العراقي من إدارة شؤونه بنفسه والحفاظ على أمن واستقلال وسيادة العراق ووحدته وسلامة أراضيه فما ينهي معاناة الشعب العراقي هو انتهاء الاحتلال واستعادة العراق لسيادته وان يتولى العراقيون إدارة شؤون أنفسهم بإرادتهم الحرة.. فاليمن مع عراق متعافٍ وديمقراطي حر ومستقل بحيث يعود العراق لأداء دوره في محيطه الإقليمي والعربي والدولي ولهذا نحن طالبنا بأن يكون للأمم المتحدة دوراً فعَّالاً في تحقيق تلك الغاية، وهذا الدور للأمم المتحدة يمثل مخرجاً لقوات التحالف والمنطقة بحيث تتولى قوات دولية تحت إشراف الأمم المتحدة مسؤولية حفظ الأمن في العراق وتحل محل قوات التحالف وحتى يتمكن العراقيون من بناء مؤسساتهم والقيام بمسؤولية حفظ الأمن والاستقرار في وطنهم بأنفسهم، وبالنسبة لإرسال اليمن قوات إلى العراق فهذا الأمر غير وارد في ظل وجود الاحتلال، فنحن لن نرسل قوات، ولكن عندما توجد شرعية في العراق يقبل بها الشباب العراقي وطلب منا تقديم المساعدة للعراق في أي شيء فنحن مستعدون أن نساعد العراق كقطر شقيق يفرض علينا الواجب القومي مساعدته والوقوف إلى جانبه، وحول سؤال عن الإرهاب وكيف عالجت اليمن مشكلة الإرهاب وكافحته قال فخامة الرئيس: إن الإرهاب آفة خطيرة أضرت بالجميع وهي تتطلب تضافر جهود الجميع من أجل استئصالها ومكافحتها، وقد أكدنا مراراً بأن ظاهرة الإرهاب لا تعالج بالقوة فقط أو الإسراف في استخدامها بل لابد إلى جانب ذلك حينما تقتضي الضرورة من اللجوء أيضاً إلى وسائل وأساليب أخرى من أجل مكافحة هذه الظاهرة واستئصالها وإزالة الأسباب التي تؤدي إلى استفحالها أو إيجاد المناخات المشجعة لها، ومن تلك الأساليب اللجوء إلى الحوار الذي يديره العلماء والمرشدون المستنيرون والقادرون على إقناع الشباب.
ونصحهم خاصة أولئك الذين لم يتورطوا في أعمال العنف من أجل إعادتهم إلى جادة الحق والصواب وتبصيرهم في أمور دينهم ودنياهم بعيداً عن الغلو والتطرف وتحصينهم من الأفكار المضللة التي تؤدي إلى التطرف وممارسة الإرهاب.
واضاف قائلاً: نحن في اليمن لجأنا إلى الأسلوبين معاً والحمد لله تحققت نتائج إيجابية فالأمر يحتاج إلى الحزم والحكمة معاً.
من جهة ثانية استقبل رئيس الوزراء اليمني عبدالقادر باجمال يوم أمس وفد رؤساء تحرير الصحف السعودية الذي يزور اليمن حالياً.. وخلال اللقاء أشار رئيس الوزراء اليمني إلى التنامي المضطرد الذي تشهده العلاقات اليمنية السعودية.. مؤكداً المسؤولية التاريخية الملقاة على الوسائل الإعلامية المختلفة لتعزيز الأواصر الأخوية التي تربط الشعبية الشقيقين الجارين والعلاقات الحميمة التي تجمعهما وقيادتهما السياسية في مختلف الظروف.
وتناول باجمال- مع وفد رؤساء تحرير الصحف السعودية جملةً من المسائل الاقتصادية والأمنية التي تهم البلدين الشقيقين، وأهمية قيام شراكة كاملة بينهما لما فيه خير ومصلحة الشعبين اليمني والسعودي وشعوب الجزيرة العربية بشكل عام كما جرى التطرق إلى تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية التي تشهدها الجمهورية اليمنية إضافة إلى المستجدات في المنطقة وتأثيرها المباشر على البلدين. وعبر رئيس الوزراء عن خالص تعازيه للشعب السعودي الشقيق وأسر الضحايا الذين سقطوا في الهجوم الإرهابي الإجرامي الذي تعرضت له منطقة الخبر السعودية يوم أمس، مؤكداً ضرورة التنسيق الأمني الكامل بين اليمن والمملكة للتصدي لمثل تلك الأعمال ولما فيه تعزيز أجواء الأمن والاستقرار فيهما بوجه خاص وفي المنطقة بشكل عام.
بدورهم أكد رؤساء تحرير الصحف السعودية أهمية تفعيل آليات التعاون اليمني السعودي خلال المرحلة الحالية وصولاً إلى تحقيق الشراكة في المجالات كافة لما فيه تحقيق المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين الجارين اليمني والسعودي ومواجهة التحديات التي يواجهها البلدان ودول المنطقة بشكل عام. هذا ويضم وفد رؤساء تحرير الصحف السعودية: خالد المالك رئيس تحرير جريدة الجزيرة وتركي السديري رئيس تحرير جريدة الرياض وعبدالعزيز النهاري نائب رئيس تحرير صحيفة عكاظ وعلي محمد الحسون رئيس تحرير جريدة البلاد وفهد بن عقران رئيس تحرير جريدة المدينة المنورة وعبدالوهاب الفايز رئيس تحرير الاقتصادية وعبدالله الجحلان رئيس تحرير مجلة اليمامة ومحمد الوعيل رئيس تحرير جريدة اليوم.
|