* جازان- إبراهيم بكري :
الشباب داخلهم طاقة لا يستهان بها، ويحركهم حماس يهد الجبال، ولديهم رغبة جامحة لا تحدها حدود لخدمة دينهم ووطنهم في ظل تكرار الأعمال الإرهابية داخل أرض الحرمين الشريفين أرض الإسلام من أعداء عرفناهم وعرفنا أهدافهم وأغراضهم، فو الله لن يحققوا إلا الخسران والذل والهزائم المتلاحقة في ظل هذا التلاحم بين أبناء الوطن ورجال الأمن وسلاحنا العتيد القوي سلاح الإيمان..
(الجزيرة) قامت أمس بجولة لرصد الآراء والانطباعات حول هذه الأعمال الإرهابية، فوجدنا شباب هذا الوطن بقلب واحد ولسان واحد يرددون: حان الوقت لتجنيدنا ضد هذه الفئة الضالة المرتزقة لكي نذيقهم العذاب على ذنبهم العظيم وفكرة تجنيد الشباب ليست بفكرة جديدة، فالجميع يدرك ما فعله الشباب في فترة حرب الخليج الأولى وتطوعهم في الجهات الأمنية وتدربوا وأصبحوا جاهزين للحرب وبشجاعة أذهلت الجميع.
في البداية أربعة من الطلاب تركوا هموم الاختبارات على جنب وأصروا على الحديث ل(الجزيرة) فيقول عبد العزيز جعفري وحسين مكرمي وعلي غالب وأحمد حسين بصوت واحد: بعد أسبوعين المدارس تقفل أبوابها فأين نذهب؟ طرحوا السؤال وأجابوا عليه بأنفسهم: في ظل هذه الظروف التي يمر بها وطننا من عمليات إرهابية يجب استغلال الشباب كسلاح وطني ضد هذه الفئات الضالة (الخوارج) ويجب على الجهات المعنية فتح أبواب التجنيد العسكري وتدريبنا على أعلى المستويات في معاهد مخصصة وفي أسرع وقت ممكن لنقف بجانب رجال الأمن صفاً واحداً ضد كل من يحاول أن يلامس أمن هذا الوطن.
وأضافوا بأن هذه العمليات الإرهابية زادت العزيمة والإصرار لديهم للالتحاق بالسلك العسكري وترك الكليات الأخرى، لأن الوقت الحالي حسب وصفهم يحتاج لوقفة صادقة من كل شاب ويجب عليه أن يضحي بروحه لخدمة الدين والوطن.
أما الشاب عادل عجيلي فيقول: يومياً استيقظ من نومي صباحاً وأذهب للجهات الأمنية بحثاً عن عمل، لأنني أشعر برغبتي الجامحة في التجنيد في الوقت الراهن وأنا مستعد أن أعمل رجل أمن بدون أي مقابل، المهم أن أتشرف بخدمة وطني ضد الإرهابيين.
ومن جانبهم أكد عدد من الشباب (عبده طماح وأحمد قنيشي وعلي عيثاثي وأسامة عطية) بأنهم سوف يحرصون على التجنيد إذا فتحت أبوابه وبدون أي مقابل مادي، لأن خدمة الوطن أمر عظيم. وعبر (الجزيرة) طالبوا بضرورة إيصال صوتهم للجهات المعنية بأن انتظارهم طال وصبرهم طال وهم يحرصون يومياً على التجنيد حتى إنهم ضحوا بأحلامهم وآمالهم ووصفوا بأن الإجازة مقبلة فيجب ضرورة استغلالها لسرعة إنهاء هؤلاء الإرهابيين.
مدير مدرسة الباحر الأستاذ محمد عطية أكد بأنه في ظل تكرار الأعمال الإرهابية لاحظ العديد من الطلاب سحبوا ملفاتهم الدراسية وهجروا المدارس من أجل الالتحاق بالسلك العسكري مع رجال الأمن الأبطال واصفاً بأنه هناك المئات من الطلاب يفكرون خلال الإجازة الصيفية طرق أبواب الجهات الأمنية للانضمام لها في ظل رغبتهم الصادقة للتجنيد العسكري واتفق معه في هذه الآراء والأفكار الأستاذ جميل الحربي.
أما المرشد النفسي الأستاذ حسن غريبي فقد أكد بأنه من خلال دراسته العلمية والتصاقه بالطلاب في المدارس وجد اتفاقية بينهم وحرصهم الكبير لتعلم فنون العسكرية من خلال تجنيدهم كمتطوعين في أي مكان من هذا الوطن. مضيفاً لعل من الضروري الاستجابة لهم في أسرع وقت واستغلال حماس وطاقات الشباب الصالح وشاطره في الرأي الأستاذ علي عثاثي. أما الشيخ هادي جعفري أكد بأن دور أئمة وخطباء المساجد دور مهم وحيوي في توعية الشباب.
المقيم المصري الأستاذ عبد الكريم أعتبر بأن رجال الأمن السعودي مميزين في محاربة الإرهاب من خلال إفشالهم للعديد من المخططات الإرهابية وأضاف بأن الشباب السعودي مؤهل للتجنيد العسكري. واختتمت هذه الجولة بالأكاديمية المعروفة عضو اللقاء الثاني للحوار الوطني وعضو هيئة التدريس بكلية البنات بجدة الدكتورة أميرة داود كشغري مؤكدة للجزيرة: بأن فكرة تجنيد الشباب فكرة إيجابية تبشر بتفاؤل بتفكير وإيجابي داخل الشباب وتجسد بأنهم يريدون العمل وليس المراقبة فقط في ظل هذا الظروف الحرجة من خلال أعمال إرهابية دخيلة على مجتمعنا.
وأضافت الدكتورة أميرة بأن الأمور الكبيرة تبدأ من أفكار صغيرة ولكنها تتطور وتنمو وتصبح مشاريع كبيرة وضخمة إذا وجدت التشجيع والتخطيط السليم والتبني والاستفادة بالطريقة التي تعود بنفع الشباب أنفسهم وخدمة الوطن بحمايته والوقف بجنب رجال الأمن.
وحذرت الدكتورة أميرة بأن يكون رد فعل الشباب فقط وقت الأحداث فيجب عليهم أن يستمروا طيلة الأيام بنفس العزيمة والإصرار لخدمة الوطن قبل الأحداث ووقتها وبعدها.
وكشفت الدكتورة أميرة عن فكرة تحتاج لتفعيل من الجهات المعنية، هذه الفكرة هي استغلال المراكز الصيفية النسائية للوقف بجنب رجال الأمن من خلال تفصيل ملابس عسكرية لتقديمها هدية لرجل الأمن المجاهد في أرض الوطن ضد الإرهابيين ووصفت هذه المشاركة النسائية بأن لها الأثر الإيجابي في نفوس رجال الأمن المخلصين لخدمة الدين والوطن.
وطالبت الدكتورة أميرة وسائل الإعلام بضرورة الاستمرار في تنوير الرأي العام وعدم التوقف في أي فترة ويجب ألا تطغى أي مواضيع أخرى على ذلك لأن حرب الإرهاب حرب الجميع ويجب أن يؤدي الإعلام الدور المناط به من خلال إستراتيجية بعيدة المدى متواصلة في العمل ودائمة التفعيل.
|