Monday 31th May,200411568العددالأثنين 12 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

توفي أمام أعين الحاضرين بالموقع توفي أمام أعين الحاضرين بالموقع
(السريع) ضحى بحياته من أجل المئات من (البشر) في حادثة اشتعال ناقلة وقود

  * تبوك - عبد الرحمن العطوي :
لم يتوان الشهيد علي حمود السريع عن التضحية بحياته وهو يرى ناقلة نفط محملة بالوقود قد اشتعلت فيها النيران أثناء تفريغها للوقود داخل محطة وقود بتبوك ، حيث أوقف سيارته وقاد الشاحنة وهي مشتعلة عندما رأى قائدها وهو من الجنسية الفلبينية يطلق ساقيه للريح ويترك الشاحنة معرضا حياة المتواجدين بالمحطة للخطر ، في حين ان هذه المحطة التي وقع فيها الحادث مساء أمس الأول السبت تحتوي العديد من الخدمات من سوبر ماركت ومحلات لبيع قطع الغيار وورشة سيارات ومغسلة سيارات وكانت مكتظة بالناس ، خصوصا أن الحادث وقع أمام بوابة السوبر ماركت التي يرتادها مئات الزبائن في ذلك الوقت وتحيط بالمحطة مساكن قريبة وتقع على شارعين رئيسيين ، حيث وقع الحادث في وقت الذروة أثناء وقت صلاة المغرب .
وقد قاد المواطن علي السريع - رحمه الله - الشاحنة وسط ذهول الموجودين وقد اصطدم بسيارته وسيارة أسرته التي أوقفها أمام المحطة وقت الحادث من أجل إنقاذ المحطة والناس ، حيث لم يبال بسيارته وقد اشتعلت النيران بها وواصل السير بالشاحنة من أجل إخراجها قبل أن تنفجر ورغم عدم إجادته قيادة هذه الشاحنة العملاقة إلا أنه واصل قيادتها من أمام المنازل التي تطل على المحطة وقد انحرف جهة أرض فضاء مليئة بأكوام من التراب وسار بالشاحنة والنار تشتعل فيها والوقود ينسكب على الأرض مشكلا خطا يسير خلف الشاحنة ، ولقرب محطة توليد كهربائي من الموقع فقد واصل السير رغم وصول النيران غمارة القيادة وهناك انقلبت الشاحنة جهة اليسار وهو لم يغادرها رغم إبعاده الشاحنة عن المواقع الخطرة .
وفور تلقي الدفاع المدني نبأ الحادث هرع لموقع الحريق ثلاث فرق متكاملة وخلال دقيقتين كانت سيارات الدفاع المدني في الموقع حيث ان قسم الدفاع المدني بالمنشية قريب جداً لموقع الحادث .. وقد تحدث ل(الجزيرة) مدير الدفاع المدني بتبوك النقيب محمد بن سعود طعيمة الذي قال : ان فرقة من طوارئ الدفاع المدني ساندت في الإطفاء . وقد تابع مدير إدارة الدفاع المدني بمنطقة تبوك اللواء إبراهيم بن محمد الماضي هذا الحادث ، وأكد طعيمة ان الاحتراق كان بسبب سوء عملية تفريغ الوقود وان المواطن علي السريع - رحمه الله - أنقذ حياة المئات بعمله البطولي والهروب بالشاحنة من المحطة التي كانت تكتظ بالعديد من الناس لحظة الحادث.
وأضاف أنه تم الاستعانة بسيارات الإضاءة الليلية لوقوع الشاحنة في منطقة مظلمة ولقطع التيار الكهربائي عن المواقع المحيطة حرصاً على سلامة الجميع ، حيث تمكن رجال الدفاع المدني من السيطرة على النيران التي كانت ألسنتها تتعالى في السماء وقد باشر موقع الحادث عدد من ضباط الدفاع المدني.
و(الجزيرة) كانت موجودة لحظة الحادث وشاهدت الشاحنة وهي مشتعلة وتسير من أمام منازل في عمل لا يقوم به إلا الأبطال والمضحون بأرواحهم لأجل المحافظة على أرواح الغير .. وقد كان لرجال الدفاع المدني دور مهم وشاهدنا الملازم عبد الرحمن البلوي وعددا من أفراد الدفاع المدني وهم يقومون بأعمال كبيرة من أجل السيطرة على النيران . وقد تفحم جزء كبير من جثة المواطن علي السريع - رحمه الله -.
وأكد النقيب محمد طعيمة لولا ان عناية الله أنقذت حياة المئات والسيطرة على هذا الصهريج المحمل بالوقود من قبل رجال الدفاع المدني باستعمالهم وسائل السلامة في الإطفاء لحدث انفجار كبير ، خصوصاً وان المئات من المتجمهرين من الفضوليين أعاقوا عمل الدفاع المدني .
وقد حضر لمكتب الجزيرة بتبوك عودة صالح البلوي شقيق صاحب محطة آسيا التي وقع بها الحادث والذي علم بوجودنا وقت الحادث في المساء ، حيث أعرب الرجل عن تعازيه لأسرة المتوفى وحزنه الشديد على هذا الرجل الذي وصفه بالبطل الذي أنقذ حياة أسر وأطفال وممتلكات مضحياً بحياته في زمن ندر فيه مثل هذه الأعمال.
وقال: لقد هرب قائد الشاحنة وكاد أن يؤدي هروبه إلى كارثة وهذا الرجل علي حمود السريع وهو عسكري في القوات المسلحة من المترددين على المحطة وكان يعرفه العاملون بحسن خلقه وكان يحب النظام وبابتسامة منه عندما يرى أي سيارة واقفة بطريقة قد تؤدي لوقوع حوادث يطلب من قائدها ان يبعدها ويحب مساعدة الجميع ويعول أسرة كبيرة ويسكن في السكن الجاهز بمدينة الملك عبد العزيز العسكرية ، فأنا والله مهما تحدثت عن هذا الرجل فلن أوفيه حقه وكل ما نقدمه له لا يساوي نقطة في بحر من عمله البطولي ..فوالله ليس من أجل انقاذه المحطة بل من أجل الأرواح التي غامر بحياته من أجلها فنحن الآن نستعد للذهاب للمغسلة وتكفينه والصلاة عليه ومن ثم دفنه.
ويذكر أن المواطن علي حمود السريع يعمل برتبة رقيب في الجيش في إشارة المنطقة بالشمالية الغربية ويعيل 10 من أفراد أسرته وجميعهم أطفال ويبلغ أكبر أبنائه 10 سنوات وهو المعيل الوحيد لوالده ووالدته ويسكن في السكن الجاهز بمدينة الملك عبد العزيز العسكرية بتبوك.
لقطات من موقع الحادث
* أعداد تقدر بأكثر من 70 أو تزيد من المواطنين والمقيمين أربكو عمل رجال الدفاع المدني ، حيث كان تجمهرهم بشكل غير لائق واقفلوا الطرقات بسياراتهم وصعبوا من وصول التعزيزات من آليات الدفاع المدني لموقع الحادث.
* استخدم رجال الدوريات الأمنية مكبرات الصوت الموجودة بسياراتهم لحث المتجمهرين على فتح الطريق أمام رجال الدفاع المدني وخطورة وجودهم في حالة انفجار الصهريج.
* تم تعطيل حركة المرور وتعطيل الكثير من الناس بسبب هذا التجمهر غير الحضاري خصوصاً ان غالبية الموجودين شباب من صغار السن ويحملون في أيديهم كتب الدراسة حيث كانوا يذاكرون وقت الحادث خلاف وجود عدد من الأجانب الذين يسكنون بالقرب من موقع الحادث.
* استمر توافد الفضوليين الى موقع الحادث ومشاهدتهم للصهريج المحترق والعمل البطولي الذي قام به المواطن علي حتى يوم أمس.
* عدد كبير من سيارات الهلال الأحمر كانت بالموقع وهناك العديد من السيارات قد تعرضت للأضرار من هذا الحادث بما فيها السيارة الجمس الخاصة بالمتوفى.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved