* الرياض - حسين فقيه
تعرضت المنطقة الشرقية لأعمال إرهابية تقشعر لها الأبدان ويرفضها الدين والعقل، نجم عنها مقتل 16 شخصاً وهذه الأعمال تستنكرها جميع طبقات المجتمع وتنبذها. (الجزيرة) التقت بعدد من أساتذة الجامعات واستطلعت انطباعاتهم وردود أفعالهم لحادثة الشرقية.
بدايةً تحدث ل(الجزيرة) الدكتور محمد الأحمد وكيل كلية الآداب بجامعة الملك سعود الذي استنكر هذه الأعمال الإرهابية والجرائم التي تقوم بها هذه الفئة الضالة تحت شعار الإسلام الذي هم بعيدون كل البعد عن هذا الدين الحنيف الذي يدعو للوسطية وينبذ التطرف والإرهاب والعنف.
وقال الأحمد: هذه الأعمال تتنافى ومقاييس الإنسانية البسيطة وهذا اعتداء على الوطن وأمنه ومقدراته وترويع الآمنين من مواطنين ومقيمين ومن لهم حق المعاهدة والأطفال الأبرياء المتوجهين إلى مدارسهم.
وأكد الأحمد وجوب وقوفنا كمواطنين وأبناء لهذا الوطن الغالي أن نقف يداً واحدة مع رجال الأمن البواسل الذين نذروا أنفسهم فداءً لهذا الوطن الأمين.
وأوضح الأحمد أن ما تتعرض له المملكة من أعمال إرهابية يقوم بها سعوديون دليل على أن المملكة تعاني من الإرهاب والأعمال التخريبية على يد أبنائها العاقين الضالين كسائر بقية الدول العربية التي واجهت مثل هذه الأعمال على يد أبنائها العاقين الضالين.
ومن هنا، المملكة ليست نبعا من منابع الإرهاب أو مصدراً من مصادره بل إن الإرهاب ظاهرة عالمية تعاني منها دول العالم وليس المملكة فقط.
واختتم الأحمد داعياً الله بأن يحمي هذا الوطن الغالي بلد الحرمين الشريفين وأن يكون عوناً لرجال الأمن الأشداء الذين في وقت الشدة يذودون بأرواحهم دون تردد للحفاظ على أمن هذا البلد الغالي والحفاظ على مقدراته ومكتسباته.
ومن جانبه تحدث الأستاذ كمال عبدالقادر، إعلامي سعودي، واستغرب تلك الأعمال الإجرامية التي يقوم بها الإرهابيون، ووصفها بأنها شاذة وغريبة وتمثل قمة الإجرام والخيانة والشر، والحقد على المجتمع وأنها عقوق للوطن الذي احتضن الجميع.
وقال: إن هذا العمل إرهابي بكل معنى الكلمة ومؤلم لكل فئات المجتمع وفيه إزهاق لأرواح بريئة دون ذنب جنته غير أنها كانت هدفاً لهذه الفئة الضالة، وفيه تهديد لأمن الوطن والمجتمع ويلحق الأضرار باقتصاد الدولة وثرواتها الاستراتيجية وخصوصاً الثروة البشرية التي هي أغلى الثروات.
وأضاف: إن هذه الفئة التي تنفذ الأعمال الإجرامية والإرهابية التي لا تمت لمجتمعنا بصلة هي فئة منبوذة من كل فئات المجتمع وشرائحه وستكون نهايتها بإذن الله بتماسك وحدة المواطن ورجل الأمن وتكاتفهما في مواجهة طغمة البغي والضلالة.
وقال: إن ما نراه اليوم من تفجيرات، واحتجاز رهائن أبرياء واستهداف منشآت وطنية، وقتل ودماء وأشلاء أمر لا يقره دين، ولا أخلاق، ولا إنسانية بل هو تصرف خارج عن الطبيعة البشرية السوية ولا يقوم به إلا من تعطشت نفسه لدماء البشر، وعشقت نفسه الفناء والدمار، ولا يتكلم إلا بلغة الترويع والإرهاب، فهؤلاء وجب ألا يواجَهوا إلا بالقوة وبالحزم وبالعزم وأن يضربوا بيد من حديد، قاتل الله أولياء الشيطان.. ورحم الله الأبرياء من القتلى وتقبل الشهداء منهم وحمى الله أرض الحرمين من فتنة المضلين، وكيد الحاقدين وحفظ أهلها الطيبين إنه سميع مجيب.
كما تحدث د. إبراهيم رئيس قسم الإعلام بجامعة الملك سعود قائلاً: إن هذا العمل يعتبر سلوكا متطرفاً يهز ضمير كل إنسان سواء كان مسلماً أو غير مسلم فكيف بمن يقومون بهذه الأعمال الإرهابية ويدعون الإسلام دينا، فكل إنسان يستنكر هذه الأعمال الإجرامية التي تنم عن نفوس حاقدة ليس لديها مثقال ذرة من الرحمة والإنسانية، فما ذنب الأبرياء الذين يقتلون في هذه الأعمال..
فكيف يسمح الإنسان لنفسه أن ينهي حياة إنسان آخر أو أناس آخرين تحت تأثير أفكار هدامة ضالة لا تحمل إلا الشر إلى المجتمع.
وأضاف الدكتور بكر: ما أراه أن هذه الأعمال الإجرامية تؤلم ضمير كل إنسان أينما وجد، وأياً كانت جنسيته ووطنه، لأنها لا تصدر إلا من نفوس مريضة تقف وراءها أفكار شيطانية تريد الدمار والفناء، وتعطل حركة الحياة، وتريد للمجتمعات أن تعيش في أجواء من الحزن والأسى والدماء، وهذا يتناقض ويتنافى مع رسالة الإنسان في الحياة. وما أرجوه أن يحمي الله سبحانه وتعالى هذا البلد وقيادته الرشيدة الصادقة المخلصة، ويحمي قواتنا الأمنية حماة الوطن الذين يقدمون أرواحهم فداءً للوطن ولراحة المواطن والمقيم ومن أجل الأمن والاستقرار، وأحيي شجاعتهم وبسالتهم التي ستقود بإذن الله إلى استئصال شأفة الشر والضلال، وقطع دابر عصابة الإجرام التي تتغذى من الأفكار الهدامة المخربة لعقول الشباب ومن الفتاوى الضالة التي تهلك الأرواح وتدمر المنشآت وتقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وتريق دم الأبرياء وأرى أن نهايتها قد اقتربت، وأن عزم القيادة على الضرب عليها بقوة لهو خير رد على أعمالها الإجرامية.
|