* بقعاء - فهد الشيحان:
أعرب عدد من رجال الدين في محافظة بقعاء عن شجبهم للأعمال الإرهابية التي حدثت في مدينة الخبر واستنكروا هذه الأعمال مشيرين إلى أنها تسبب الفرقة في الصف وتخل بأمن الوطن..
الالتفاف حول العلماء
في البداية تحدث فضيلة قاضي محكمة محافظة بقعاء الشيخ عمر بن حمد العقيل وقال: إن من المعلوم من الدين بالضرورة وعليه الإجماع عصمة دم المسلم وتحريم قتله بغير حق ويكفي في ذلك أن تقرأ في عظمة حرمة دم المسلم قول الله عز وجل {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} ويقول صلى الله عليه وسلم: (اجتنبوا السبع الموبقات قيل يا رسول الله وما هن قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق...) - فأي مبرر بعد هذا الحادث وما نتج عنه من قتل لأنفس. وهذا ناتج عن عدم الالتفاف على العلماء الذين أخذوا العلم المؤصل من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح وناتج عن المعصية {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} فالواجب على كل مسلم وعلى شباب الأمة خاصة الرجوع إلى الله والالتفاف حول العلماء الربانيين والثقة بهم، وحسن الظن بهم، والتلقي عنهم لأن من أهداف أعداء الأمة الإيقاع بين الشباب والعلماء وبينهم وبين الحكام حتى تضعف شوكتهم وتسهل السيطرة عليهم.
أسأل الله أن يحفظ بلاد المسلمين من كل سوء وأن يرد كيد الكائدين للإسلام وأهله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
انحراف السلوك
وقال فضيلة قاضي محكمة بقعاء الثاني الشيخ عبدالرحمن عبدالواحد النوح: إن من أعظم نعم الله على عباده نعمة الدين فقد هدى الله سبحانه الناس به وأخرجهم من الشرك إلى التوحيد ومن الظلمات إلى النور ومن الجهل إلى العلم، فمن لم يقم بواجب الشكر لهذه النعمة ويتبع غير المنهج الصحيح الواضح الذي رسمه لنا رسول الهدى صلى الله عليه وسلم فإنه بلا شك سيحيد عن الحق ويتبع الباطل.. وإن ما حصل في بلادنا هذه الأيام من إفساد وتفجير وقتل للأرواح لهو انحراف في السلوك والمنهج، فأصحاب هذه الأفعال قادهم الجهل وسوء الظن إلى إرتكاب الجرائم العظام في حق أنفسهم ومجتمعهم المسلم، فهم لم يرحموا شيخاً كبيراً ولا طفلاً صغيراً ولا امرأة ضعيفة، فقتلوا وروعوا وأخافوا الناس، وانحرفوا عن المنهج الذي عليه سلفنا الصالح.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجنبنا الشرور والفتن وإني أوصي نفسي وإخواني المسلمين بتقوى الله والتوبة إليه توبة صادقة فإنه مانزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة وان على الدعاة والخطباء والمربين والمعلمين دوراً مهماً ومسؤولية عظيمة لإيضاح الحق للناس وتربية النشء على التمسك بكتاب الله وسنة نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام.
هلك المتنطعون
ما حدث في مدينة الخبر على يد عدد من الشباب الضالين يؤكد وقوفنا جميعا في وجوههم، فأي قلوب لهؤلاء الخوارج، إلا قلباً قد عمي وصم (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) وأي عقول لهم إلا عقلا قد أصلي بلهيب الكفر المتلون والخارجية المعاصرة حتى استوى، وأفرغ من كل تفصيلة شرع حنيف وسيط، ودقيقة نظر إنساني آدمي فطري، ثم مُليء بعد ذلك بزبال التكفير، وعفن الخروج، وركام زندقة وتنطع (وهلك المتنطعون)..
صدمة، ذهول، فجيعة، حزن، أسى، أسف، غضب... كلمات من القاموس متواضعة لا تصف تماما مشاعرنا ساعة الحدث الإرهابي المجرم، ولكنها مشاعر سويعات ثم تذوب متسربة ومتجذرة لبناء حي نابض باسق من مشاعر التلاحم والتكاتف..
نعم نحن أرض واحدة، وشعب واحد، وقيادة واحدة، لحمة واحدة، قلوبنا باطنها ظاهرها، لا نغدر ولانخون، ولا ننافق، ولانخشى إلا بالله، ولا نتقاعس عن واجب، نحب في الله ونبغض في الله، ونغضب في الله، نحب للواحد منا ما نحبه لأنفسنا، ونكره لأخينا ما نكرهه لأنفسنا..
الأرض نحن.. والشعب نحن.. والقيادة نحن.. صفاً واحداً مرصوصاً لا يثلمه فعل خائن مجرم غادر أثيم.. فموتوا بغيظكم {وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ}.
تطرف أحمق
واستنكر فضيلة الشيخ فهد بن عيد الزويمل كاتب العدل في محكمة حائل الثانية ورئيس مجلس ادارة جمعية الحائط الخيرية الأعمال الإرهابية التي حدثت مؤخراً وقال: لقد أزعجنا وأقض مضاجعنا مسلسل الإرهاب الذي مازال يواصل مشواره الخاسر بقيادة شرذمة كاذبة خاطئة، ومما زاد الطين بلة والأمر علة الأحداث الأخيرة التي حدثت في الخبر وهذا شيء أذهلنا جميعا بمختلف المستويات لأننا لم نعهد هذا التطرف واستخدام العنف في هذا البلد الذي حباه الله بالأمن والأمان حيث قال {وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} وهذا عن الإرادة والهم فكيف بالفعل والتنفيذ..
وقد خرج ابن عباس رضي الله عنهما في آخر حياته من مكة إلى الطائف وقال مالي ببلد تستوي حسناته وسيئاته.. إن من الموجع والمحزن أن الذين قاموا بهذا العمل من أبناء هذا الوطن وإننا على علم ويقين أن هؤلاء الشباب لا يعرفون البعد لما يرتكبون من جرم في حق بلدهم ومجتمعهم وحق أنفسهم لأنهم مغرر بهم من قبل جهات خارجية لا تهدف إلاّ لزعزعة الأمن وترويع الآمنين مستغلين جهل إدراك مثل هؤلاء الشباب.
لقد غرر خوارج هذا العصر الذين ينادون بالإصلاح ويتشدقون بالكلام وانه إصلاح ولكنه على طريقة المنافقين.. غرروا ببعض الشباب ظناً منهم أن هذه الجرائم النكراء البشعة سوف تؤثر على مواقف الدولة وسياستها وهو أمر بعيد عليهم.. إن هذه الأعمال الإرهابية لا يمكن أن يكون لها دور أو وجود في تحديد استراتيجيات الدول ومنهجها الثابت والواجب على أبناء هذا الوطن وغيرهم من المقيمين مكافحة الإرهاب ومطاردة الإرهابيين، والواجب على العلماء والدعاة وطلاب العلم توعية الناس وإرشادهم وتوجيه الشباب وتبصيرهم بما يجب لهم وعليهم.
وقال خالد راشد المشعان رئيس قسم التوعية الإسلامية بمركز إشراف بقعاء: الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده، وبعد: فإن هذه البلاد، بلاد الحرمين قاعدة الإسلام وحصنُ الإيمان ومعقِلُ الدعوة، القرآن تنزّل في عرصاتها، والرسول محمدّ صلى الله عليه وسلم تربَّى في بطاحها، بلادٌ تلتزم بالإسلام، تأخذُ به في عقيدتها، وتترسّمُه في تشريعها، وترفعُه في رايتها (لا إله إلا الله، محمد رسول الله)، تأخذه أخذَ تشريفٍ وتكليف، شرّفها ربُّها بالولاية على الحرمين، وأكرمَها وأعزّها بخدمتِهما ورعايتهما، وقد امتنَّ الله علينا بنعمة الأمن التي هي من أعظم النعم، وقد فقدها أناسٌ كثيرون في غير هذه البلاد وقد قال صلى الله عليه وسلم:(من أصبح آمنا في سِربه، معافىً في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها)، وإن أعداءنا يغيظُهم ما يرونَ عندنا من نعمة، يغيظُهم هذا الإسلام، يغيظُهم تحكيمُ الشريعة والعملُ بها، يغيظُهم ما يشاهدون من أمن وطمأنينة.
|