** قيل لأعرابي: ألا تغزو، وتجاهد، فإن الله قد أنذرك؟ فقال: والله إني لأبغض الموت على فراشي، فكيف آتيه ركضاً؟! قالوا: يا لها من حجة جبان واهية.
** قال ابن المقفع: الجبن مقتلة، والحرص محرمة، إنك لو أحصيت الذين قتلوا في الحروب مدبرين لوجدتم أضعاف الذين قتلوا فيها مقبلين.
وإن الرجل ليحتاج الحاجة في دنياه فيطلبها ممن يتوقع منه الخير بإجمال وتكرم، وعدم إلحاح مع شدة حاجته فيجد ممن يطلبه السخاء، ويصل إلى حاجته، ولا يجد الحريص الشره الملحاح إلا التضايق والصدود.
** قال عمرو بن العاص لمعاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهم : لقد أعياني أن أعلم أجبان أنت، أم شجاع؟ فقال معاوية:
شجاعٌ إذا ما أمكنتنيَ فرصةٌ
وإلا تكنْ لي فرصةٌ فجبانُ
** كان خالد بن الوليد - رضي الله عنه - يسير بين الصفوف قبل بداية المعركة يشجع الناس، ويقول: يا أهل الإسلام، إن الصبر عز، وإن الفشل عجز، وإن النصر مع الصبر.
** أمر كسرى بقتل يوشِت المغني الذي كان يطربه لأنه قتل تلميذه في الغناء (فِهْلوذ)، حينما تفوق عليه، وقال كسرى ليوشت: لقد كنت أستريح منك إلى فهلوذ، واستريح منه إليك، فأنت الآن قتلت نصف متعتي بحسدك وغدرك، فحقك القتل جزاء فعلك، وأمر به أن يلقى تحت أرجل الفيلة حتى يموت، فقال: أيها الملك إذا كنتُ أنا بسوء فعلي قتلتُ نصف متعتك، فإنك سوف تقتل بقتلي النصف الآخر، فتكون جنايتك على طربك كجنايتي عليه.
قال كسرى: دعوه، فما دله على هذا الكلام، وأرشده إلى هذه الحجة إلا ما كتب له من البقاء في الحياة, وعفا عنه.
** من أدّب ولده صغيراً، وجد السرور به كبيراً, ومن أحسن أدب ولده أرغم حاسده، وكبت حاقده.
** قال عمرو بن العاص - رضي الله عنه - لأحد الدهاقين ( والدهقان زعيم فلاّحي العجم): بماذا ينبل الرجل فيكم يا دهقان؟ فقال: بترك الكذب فإنه لا يشرف إلا مَن يوثق بقوله، وبقيامه بأمر أهله، فإنه لا يعز من لا يؤمن أن يصادف على سوأة، وبالقيام بحاجات الناس، فإنه مَن رُجِيَ الفرجُ لديه كثرت غاشيته.
** قال لقمان الحكيم لابنه في إحدى نصائحه: احذر يا بني واحدة هي أهل للحذر، قال: وما هي؟ قال: إياك أنْ تُري الناس أنك تخشى الله، وقلبك فاجر.
** لا يمكن أن يكون العالم أو الداعية أو الحاكم على مستوى المسؤولية إذا كان يضمر في نفسه غير الخير، ولا يمكن لأحد يضمر سوءا في نفسه أن يحول بين أصحاب البصيرة وبين قراءة ذلك في ملامح وجهه، ومعاني كلامه، لأن الوجه كتاب مفتوح لما يمليه القلب.
** أيام النعمة وإن طالت قصيرة، والمتعة بها وإن كثرت قليلة.
إشارة
منك يا رب أستمدّ يقيني
وصمودي وهمتي وثباتي |
|