*نجران-حسن آل شرية.- أحمد معيدي:
هكذا هو الإرهاب في أي زمان أو مكان وحش أعمى لا يعرف التفريق بين عدو أو صديق.. بين طفل أو مسن.. إنه باختصار أداة للتخريب والدمار والقتل.. وما حدث أمس بمدينة الخبر يكشف النقاب عن هذه الحقيقة وهذا الوجه البشع للإرهاب والذي حاولت الفئة الضالة تبريره منذ ظهورها.
وعلى خلفية هذه الأحداث التقت الجزيرة بعدد من المسؤولين والمواطنين بمنطقة نجران لمعرفة آرائهم فيما يحدث.. فكان لقاؤها الأول مع مدير عام التربية والتعليم للبنات بمنطقة نجران الدكتور رشيد بن حويل البيضاني الذي قال: إن ما يحدث اليوم وللأسف على تراب هذه الأرض المباركة من اعتداء وعدوان سافر وقتل للأنفس البريئة المسلمة ودمار وترويع للآمنين وإشاعة للفوضى بين صفوف المجتمع كان يقبع وراءه دوافع وأفكار منحلة ضالة شاذة انحرفت عن جادة الطريق لتسلك دروب الظلام والعتمة ولتتقيد بمفاهيم مغلوطة تحل في قوانينها البشعة قتل النفس وقتل الآخرين بدم بارد دون أي سبب أو أدنى تمعن أو تدبر في مدى صحة أو خطأ ما يقدمون عليه من أفعال وفي أي خانة تكون من المبادئ والقيم والأخلاق الإنسانية العظيمة التي جاء بها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.. للأسف يجب ان ندرك ان هؤلاء لم يعد لديهم أدنى شيء من العقل والحكمة يميزون بها أو يتفكرون.
لقد أصبحوا مجرد آلات مسيرة وقنابل بشرية موجهة تنفجر هنا أو هناك حسب رغبة صانعيها من خفافيش الظلام عاشقي سفك الدماء البريئة التي حرم الله قتلها إلا بالحق.
ولكن السؤال الملح هنا هو.. ماذا يطلب منا كمواطنين في ظل هذه الأحداث والظروف؟
يجب ان نتحلى بالحكمة والاتزان وأن نكون على قدر كبير من المسؤولية والوعي والإدراك بما يدور حولنا.. وأن نعرف أننا شعب محسود على أمنه ونعمه ورخاء عيشه وأن هنالك الكثير ممن يضايقهم هذا الوضع والحال التي نتمتع بها منذ قيام دولتنا الرشيدة حماها الله وأنهم يسعون دائماً في الخفاء ويوجهون هجماتهم الحقيرة من الداخل والخارج ولكن صدقوني أن هذا كله لن يفلح أبداً أمام قيادة وشعب متحدين متحابين.. كما يجب ان نعي تماماً أننا المعادلة الصعبة أمام هؤلاء الإرهابيين المفسدين في الأرض والذين لن يتمكنوا بعون الله وقوته من حلها... وسنقف دائماً وأبداً بجانب قادتنا وسنساند رجال أمننا بكل ما نستطيع ولن نسمح لأي كان بأن يفسد علينا هذا الأمن والرخاء.
وتحدث مدير عام الدفاع المدني بنجران العميد حسين بن غرم الزهراني قائلاً: إن ما تقوم به هذه الفئة الضالة من المجتمع من تخريب ودمار وسفك للدماء إنما هي أعمال آثمة قبيحة لايقرها الاسلام أبداً ولايمكن ان ترتبط به في أي شيء ولا تبيحها بأي شكل من الأشكال الأديان السماوية والأعراف الانسانية النبيلة... فمتى كان قتل المواطنين الآمنين والأطفال الأبرياء ورجال الأمن عملاً مبرراً؟! إنها في حقيقتها أفعال يندى لها الجبين ويسود لها الوجه لأنها صدرت من أبناء هذا الوطن الذين كان وطنهم يأمل منهم الكثير فخيبوا آماله فيهم.. فبدل أن يشاركوا في بنائه وتطويره قاموا بهدمه وتخريبه وللأسف بحجة أن هدفهم نبيل وغايتهم مشرفة.
ختاماً أقول إن الحدث الذي وقع في مدينة الخبر أذهل المجتمع السعودي كافة والذي لم يجد له أي مبرر سوى أنه خروج عن إطار العقل السليم والمبادئ الصحيحة وعن إطار الاسلام العظيم البريء من هذا العمل ومن منفذيه.
أما مدير شرطة منطقة نجران العميد سليمان بن علي الخليوي فقد شجب هذه الأفعال وتحدث قائلاً: إنه لما يؤسف له فعلاً وقوع مثل هذه الأفعال المشينة في بلادنا الآمنة.. وما هذا الحدث البشع سوى عمل إرهابي كبير وشنيع وبعيد كل البعد عن حقيقة الاسلام وجوهره الطاهر.. فالاسلام بطبيعته يحرم قتل النفس إلا بالحق.. فأي حق في قتل الأبرياء الآمنين غدراً وعبثاً هكذا دونما أسباب او مبررات.. إن الاسلام لا يشجع ولا يحرض أبداً على سفك الدماء... ولو نظرنا إلى معظم البلدان التي انضوت تحت راية الاسلام خلال مراحله الأولى لوجدناها دخلت إليه بارادتها حباً فيه وبمبادئه العظيمة وذلك عن طريق الحوار والتفاهم دون أية معارك وازهاق للأنفس.. من هنا يتضح لنا أن الاسلام دين سماوي عظيم يدعو إلى السلام والحرية وللمحافظة على سلامة الأرواح البشرية جميعاً دون أي تمييز وإلى الحفاظ على حقوقها وممتلكاتها ولايدعو أبداً إلى عكس ذلك.. وبما أن ديننا الحنيف يشجب قتل الأبرياء فإن هؤلاء الفئة الضالة بعيدون كل البعد عن الإسلام وتعاليمه السمحة النبيلة.. كما أود التأكيد إلى وجوب الوقوف خلف قيادتنا الرشيدة بالتعاون معها في إبادة وهدم الأفكار التي تتبنى مثل هذه الأعمال الاجرامية التي شوهت صورة الاسلام ونسبت إليه وهو بريء منها.. كما يجب علينا التريث والاتزان وعدم التسرع في إطلاق الأقاويل والاشاعات التي نسمعها هنا أو هناك وان ندرك أنها في معظمها مضرة بالمجتمع ككل.. وختاماً أدعو الله العلي القدير أن يحفظ هذه البلاد الطيبة ويحفظ لها حكامها وشعبها.. والسلام. أما المواطن سالم فرحان الدوسري فقد استنكر هذه الأفعال وقال: نحن شعب مسلم مسالم يرفض العنف والتطرف والإرهاب بشتى أنواعه وما حدث بمدينة الخبر من قتل الأبرياء الآمنين مخالف تماماً لمبادئنا وقيمنا الإسلامية النبيلة التي ترعرعنا وربينا عليها.. وأنا حزين لما يجري فما هو ذنب الأطفال والأشخاص الأبرياء.
وأنا ومن على صفحات هذه الجريدة الغراء أخاطب أبناء شعبي كافة بأن نكون يداً واحدة ضد الإرهاب وأن نقف جنباً إلى جنب مع رجال الأمن لنجتث هذه النبتة الخبيثة من تراب أرضنا الطاهرة.
|