* مكة المكرمة - عبيدالله الحازمي:
أدانت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي, العملية الإجرامية التي نفذتها عصابة من الفئة الضالة في مدينة الخبر يوم أمس الأول السبت 10-4-1425هـ بإطلاق النار عشوائياً على مقر إحدى الشركات الوطنية، والدخول في مجمع سكني يقطنه مدنيون، حيث قتلوا عدداً من المواطنين والمقيمين، في المجمع وفي الشوارع المحيطة به.
جاء ذلك في بيان أصدره معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي وعضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، استنكر فيه الحادث، ووصفه بأنه عمل إجرامي مقيت، وغدر يعتمد على المكر والخديعة لقتل الآمنين غيلة، كما أنه عمل استهدف أمن المواطنين والمقيمين، واستهدف أمن هذا البلد الأمين والمنشآت الوطنية الحيوية فيه.
وقال معاليه: إن هذا العمل الإجرامي، خروج على طاعة ولي الأمر، وارتكاب لجريمة فظيعة، أزهقت فيها الأرواح، وبثت الرعب في قلوب الآمنين، ولا يشك مسلم في حرمة هذه الأعمال التي قتل فيها العديد من المسلمين وغيرهم، وفي عظم إثمها وسوء مصير مرتكبيها، موضحاً أن الهجوم على منشأة حيوية، واقتحام مجمع سكني للآمنين، وقتل عدد من الساكنين فيه، وإطلاق النار على المارة في الشوارع بطريقة عشوائية وقتل بعضهم، عمل إجرامي غادر.
وأكد د. التركي أنه لا يستفيد من هذه الأعمال الإجرامية إلا أعداء الإسلام، وفي مقدمتهم الصهيونية العالمية وأجهزتها التي تتربص الدوائر بالإسلام وأهله، موضحاً أن التاريخ مليء بالدروس والعبر التي تؤكد أن جماعات التخريب لن تتمكن من الاستمرار في تنفيذ جرائمها فالحق يعلو ولا يعلى عليه:{بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ }.
وأوضح معاليه أن ما حصل في مدينة الخبر عدوان على الوطن، وغدر بالآمنين والمستأمنين مؤكداً ما أوضحته الرابطة في بيانات سابقة من أن قتل الناس بغير حق عصيان لله سبحانه وتعالى القائل في محكم الكتاب: {وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ} {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}.
وأوضح أن قتل المستأمنين والمعاهدين من غير المسلمين الذين قدموا للعمل في المملكة بعقود تتضمن الأمان محرم في الاسلام، لأنه نقض لعهد الأمان:{إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً}، مشيراً معاليه كذلك الى قول رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم:(من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة).
وقال معاليه: إن هذه الجرائم عدوان على الدين، الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، حيث تصور دين الاسلام أمام الشعوب والأمم بأنه يستبيح حرمة الدماء والأموال، كما تصور المسلمين بأنهم دمويون يشكلون خطراً على الأمن والسلم الدوليين، وعلى القيم الحضارية وحقوق الانسان، وهذا يؤدي الى أضرار ومفاسد تنعكس على مصالح الأمة الإسلامية الأساسية، وتعوق مهمتها في نشر السلام والأمن، وتبليغ رسالة الاسلام للناس، وحماية حقوق الانسان، وتضر في الوقت نفسه بعلاقات المسلمين مع غيرهم من الشعوب.
وأكد معاليه على أن استهداف المملكة العربية السعودية بخاصة، واستهداف أمنها واستقرارها استهداف للاسلام الذي تدين به والذي قامت من أجله، وحملت لواءه وان المسلمين الممثلين في رابطة العالم الاسلامي في مختلف ديارهم يدينون هذه الأعمال الاجرامية في بلد الله الآمن وقرب الحرمين الشريفين، موئل الاسلام، وأنهم على ثقة بأن المملكة وقادتها ورجالها الغيورين على الدين والوطن قادرون على الحفاظ على الأمن والاستقرار ومواجهة كل من تسول له نفسه العبث بذلك.
وطالب د. التركي علماء الأمة والتربويين وأساتذة الجامعات، ورجال الإعلام، ببذل جهد جماعي منسق لفضح افتراءات القتلة، وتعريف الناس بزيف شعاراتهم، ودعا الذين غرر بهم، الى الرجوع الى العلماء الثقات لمعرفة الأحكام الشرعية فيما لبس عليهم، وطالب كل من يحمل السلاح من الذين تم التغرير بهم الاستجابة لنداءات العلماء والمسؤولين في الدولة، بالقاء السلاح وإعلان التوبة النصوح، وإعلان البراءة من شبكات الاجرام، وفضح عناصرها والتعاون مع الجهات المسؤولة على محاربتها واستئصالها.
وفي ختام تصريحه قال د. التركي: إن تمادي فلول الاجرام في العدوان على الوطن وعلى من يعيش فيه من الناس، يوجب على جميع المواطنين والمقيمين في هذا البلد الأمين أن يتعاونوا مع الجهات الأمنية المختصة في حماية هذا الوطن، والابلاغ عن أي مشتبه به، مشيراً معاليه الى حرمة التستر على المجرمين أو التعاطف معهم أو إيوائهم، وقال: إن التعاطف معهم يعد مشاركة لهم في جرائمهم، وتعاون على الإثم والعدوان، والله سبحانه وتعالى يقول:{وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}، ودعا الله العلي القدير أن يحفظ بلد الحرمين الشريفين وبلاد المسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يديم نعمة الأمن على المسلمين، إنه سميع مجيب.
|