** الدمام - ظافر الدوسري - حسين بالحارث - خالد المرشود:
روت مجموعة من الرهائن الذين احتجزتهم الفئات الضالة وأطلقت الأجهزة الأمنية سراحهم بعد اقتحامها المجمع السكني الذي تحصن بداخله الإرهابيون القتلة، رووا تفاصيل مثيرة عن العملية وما صاحبها من تداعيات.
كما سجلوا ل(الجزيرة) مشاهدات مما كان يحدث في الداخل وطريقة الاحتجاز..
وكشف أحد المواطنين (شاهد عيان أساسي) ل(الجزيرة) أنه قد شاهد اثنين من الإرهابيين يتجولان في الحي أكثر من مرة وماذا دار في حواره معهما!! إلى التفاصيل..
اختبأت داخل فتحة المكيف
** في البداية التقينا بالسيد (جان جاك شوفت) كندي الجنسية (مسلم) ومشرف التغذية على عموم المجمعات السكنية ،حيث أشار إلى أنه حينما سمع صوت إطلاق نار وهو داخل غرفته قام بقفل الباب وبعد ان تأكد بوجود هجوم مسلح على المبنى فضّل البحث عن مخبأ فلم يجد سوى فتحة لتكييف الهواء ودخل في نفس ممر الهواء وقام باغلاقها محتمياً داخل البطانيات.
وذكر السيد (جان) أنه قام باغلاق الجوال ولم يترك أي أثر بالغرفة وانه ظل في فتحة المكيف لمدة 12 ساعة متواصلة.وقال أيضاً وبعد أن تأكدت بعودة الهدوء خرجت من المخبأ بأمان دون أن يستطيع المجرمون من الوصول إليه.
وناشد السيد (جان) بالقضاء على هذه الفئة الضالة.
إنهم صغار السن
ويقول حازم الضامن (أردني الجنسية - مسلم) كنت مستعداً للذهاب إلى عملي بالمستشفى فأخبرني العامل بالمجمع السكني بعدم الخروج بسبب هجوم مسلح فاتصلت بالمسؤولين بالشركة فأكدوا ذلك فرجعت لغرفتي، وما هي إلا دقائق وحضر اثنان من الشباب طرقوا الباب وفتحت لهم وكانت أعمارهم صغيرة لا تتعدى العشرين سنة تقريبا وعليهم لباس رياضي وعلى صدورهم شنطة مدرعة لا أعلم ما بها فسألوني هل أنت مسلم فقلت لهم نعم وهذا القرآن بين يدي وقرأت لهم شيئاً من القرآن، وطلبوا مني أن أرشدهم لغرف أجانب أمريكان أو بريطانيين فذكرت لهم أنني حديث عهد بالعمل بالسعودية ولا أعرف أحداً منهم فهددوني بالمكوث في الغرفة والا أخرج منها.
(القرآن) ينقذ أردنياً مسيحياً
** أما السيد ندار حجازين (أردني الجنسية - مسيحي الديانة - عمره 32 سنة) يعمل منذ ستة أشهر بمستشفى الصانع كمبرمج أنظمة برامج الكمبيوتر ويسكن بالغرفة رقم (304) بالمجمع السكني فيقول: تلقيت اتصالاً من أحد عمال المجمع السكني وطلب بعدم الخروج لوجود هجوم مسلح وأكد ذلك لي الشيخ معن الصانع بألا أغادر مكاني حتى يأتي أحد يناديني باسمي وان الزم الصمت طوال الوقت سوى انني كنت على اتصال مباشر مع مالك المجمع ومع مسؤولين في الشرطة الذين كانوا يتابعون ما يجري في المجمع وكنت أخبرهم أولاً بأول عن طريق الجوال عن كل الأحوال والقتلى الموجودين.
وأضاف يقول: في منتصف الليل طلب مني المسؤولون ان استكشف الدور الثالث الذي كنت به وهل يوجد به أسلاك أو قنابل مريبة أم لا؟ ولحرصي على سلامة الموجودين ومساعدة الشرطة أخذت (القرآن) بيدي وخرجت من غرفتي وأخبرتهم بالحالة الأمنية هناك إلا انني قابلت شابين من الإرهابيين قالوا لي هل أنت مسلم فقلت لهم نعم وأشرت لهم بوجود المصحف بيدي الذي تركه لي أحد أصدقائي، فقد كان هذا القرآن منجاة لي من هؤلاء المجرمين.
وأضاف أيضاً يقول: إن هذين الشابين قالا نحن أتينا لقتل هؤلاء النصارى والمسيحيين في أرض الجزيرة فلم نجبهم وفضلنا الصمت على ذلك! وأعادونا للغرفة.
وعن حالة المجمع طوال وقت الاحتجاز قال: كان هناك كل ساعة أو ساعتين اطلاق نار خيالي مرعب وكان أقواها صوت انكسار وسقوط الزجاج الذي كان يملأ جدران المجمع من جراء انفجار قنبلة في الساعة 2.30 ليلاً. وكانت أكثر الحركة في الطابق الأول.
وذكر الأخ نزار أنه شاهد بعض القتلى ومنهم صديق له من الجنسية الايطالية وهو يغرق في بركة من الدماء بغرفة المحركات (منظر بشع لا يمكن أن أنساه).وأشاد الأخ نزار بقوة وبسالة الأجهزة الأمنية وكافة أفرادها وحنكتهم للخطة التي نفذوها متمنياً ان يحفظ الله المملكة من هذه الشرذمة الضالة.
يسألون الجميع.. هل أنتم مسلمون!!
ومع رهينة أخرى يدعى محمد هانيز (سريلانكي الجنسية - عامل بالكافتيريا الخاصة بالمجمع) بأن المجرمين كانوا أربعة من الشباب صغار قدموا إليّ وسألوني هل أنت مسلم وطلبوا مني الاقامة للتأكد منها ومن ثم وضعوا رشاشاً في رأسي وقالوا دلنا على موقع الأمريكان والبريطانيين وغرفهم فلم أجبهم وهددوني إذا لم أدلهم فسوف يقتلونني فأرشدتهم لغرف ليس بها أحد ومن ثم تركوني وأخذوا مني الجوال وطلبوا مني عدم مغادرة المكان.
نريد إخراج المسيحيين والنصارى
كما تحدث زميل له بنفس الكافتيريا محمد قاريز (سريلانكي) انه واجه هؤلاء الشباب الصغار وقالوا له انهم أتوا لاخراج النصارى والمسيحيين من أرض الجزيرة.وأضاف يقول: كنت أتحدث معهم وكأنهم أبنائي وأقول لهم يا أولادي عيب عليكم حرام عليكم الذي تفعلونه فزجروني وهددوني بالسلاح وان امكث بالموقع الذي حددوه لي.
من أرقى الأحياء السكنية
ومع سكان الحي وجيران هذا المجمع السكني التقت (الجزيرة) ب(عبدالله المطيري) الذي قال: إن هذا الحي يعتبر من الأحياء الراقية وأغلب سكانه من شخصيات مثقفة وواعية، بالإضافة إلى أن هذا الحي هادئ في حركته.
وأشار المطيري: الحقيقة لم أر في حياتي أي ملاحظة من سكان هذا المجمع أو غيره بهذا الحي بل العكس الكل يحترم الآخر بالإضافة إلى أن الحركة الأمنية كانت هادئة على الرغم من كثافة الحراسة حول المجمعات السكنية.
مواطن يكشف تخطيط الهجوم
كما التقينا ب(صلاح علي الفضلي) الذي تحدث عن مقابلته لهؤلاء الشباب قبل 3 أيام من الهجوم المسلح حيث كانت هناك حركة غريبة لتواجدهم في هذا الحي إذ يقول: قبل مدة طويلة قابلت اثنين من هؤلاء الشباب ومعهما وافد أجنبي (هندي أو باكستاني - لست متأكداً) وكانا يوقفان سيارتهما على مسافة بعيدة ومن ثم يمشيان على الارض لاستقصاء المنطقة، وتكررت هذه المشاهد أكثر من مرة، وعندما أسألهما يقولان لي نحن نبحث عن أراض للبيع!! فإذا كانا يبحثان عن أراض فما الحاجة لهذا الوافد معهما.
كما ذكر الفضلي بأنه واجههما أيضاً بالقرب من منزله وقال: سألتهما ماذا لديكما فقالا نريد شراء سيارتك التي كانت مميزة وبها سبعة ألوان وعندما بدأت التحدث في السعر قالا إذا انتهيت من اصلاح الصدمة التي بها فسوف نشتريها منك، فكيف عرفا ذلك وهي مغطاة بشراع مثبت.
عموماً أخبرت رجال الشرطة بذلك وأخبرتهم بوجود حركة غريبة لهؤلاء الشباب وتكرارهم للدخول والخروج من حوش قديم لا أعلم ما يدور به،لذا كانت توقعاتي في محلها وفعلوا فعلتهم المروعة وتواجدهم في المنطقة كان من أجل التخطيط لهذه الفعلة الدنيئة.
|