** تحقيق - عبدالرحمن المصيبيح:
برعاية صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك والرئيس الفخري للجمعية الصيدلية السعودية يُعقد في مستشفى قوى الأمن بالرياض غداً الثلاثاء المؤتمر السنوي الأول لفعاليات يوم الصيدلي والذي سيكون بعنوان (الصيدلي وسلامة المريض) وسيكون البرنامج العلمي يوم الأربعاء 14-4.
أوضح ذلك الدكتور سامي محمد المدلج مدير الخدمات الصيدلية بالمستشفى ورئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر منوهاً إلى أنه سوف يصاحب فعاليات المؤتمر إلقاء عدد من المحاضرات من قبل مختصين من داخل وخارج المستشفى وسيكون محور المحاضرات عن دور الصيدلي في الرفع من مستوى السلامة للخدمات الطبية المقدّمة للمريض وذلك من خلال تطوير بعض الأنماط الإدارية الصيدلانية السائدة ومشاركة الصيادلة الإكلينيكيين مع الفرق الطبية.. أيضاً سيتطرق المؤتمر إلى الاستراتيجيات المتبعة للتقليل من الأخطاء الطبية واستخدام التقنية الحديثة في عمليات الوصف والصرف للأدوية واستخدام الوصفة الإلكترونية، وسوف يصاحب فعاليات المؤتمر إقامة ثلاث ورش عمل عن العمليات الحسابية الصيدلانية وخطط الكوارث للصيدليات وكيفية بناء نظام صحي آمن، كما سيقام على هامش المؤتمر معرض يشتمل على احدث المستجدات من المنتجات الصيدلانية.
واشار الدكتور سامي إلى أن هذه هي المرة الأولى التي ينظم فيها هذا المؤتمر في المستشفى، وسوف يتم تنظيمه بشكل سنوي سعياً من إدارة الصيدلية بالمستشفى الى الرفع من مستوى الممارسة الصيدلانية في المستشفيات وكذلك البحث عن كل ما هو جديد من العلوم في مجال الصيدلة، وأوضح د. سامي أن الخطط المستقبلية بالنسبة لهذا المؤتمر هي دعوة عدد من القيادات الصيدلانية بالعالم لعرض ما يستجد لديهم على زملائهم في المملكة لكي يطلعوا على أفضل واحدث السبل في الممارسة الصيدلانية وتطبيقاتها المتعددة
**********
وأكد الدكتور سامي أن مثل هذه المؤتمرات ستساهم بإذن الله في المحافظة على المكتسبات التي تمت في السنوات الماضية بالمستشفى والتي توّجت بحصول المستشفى على شهادة الاعتراف من الهيئة الكندية للاعتراف بالخدمات الصحية كأول مستشفى سعودي يحصل على هذه الشهادة.
واوضح الدكتور سامي ان هذا المؤتمر قد تم الاعتراف به من قبل الهيئة السعودية للتخصصات الصحية وقد منح 5 ساعات تعليم مستمر.
واختتم د. سامي تصريحه بدعوة جميع المختصين والصيادلة للحضور والمشاركة في نشاطات وفعاليات يوم الصيدلي وعلى من يريد التزود بمعلومات عن المؤتمر الاتصال به شخصياً عبر الهاتف 4774480 تحويلة 1122 أو على البريد الإلكتروني samy@sfh.med.sa متمنياً من الله العلي القدير أن يوفق الجميع وان نحقق من هذا المؤتمر ما هو مرجو من اهداف.
(الجزيرة) تلتقي بعدد من المسؤولين والمختصين
وبهذه المناسبة التقت (الجزيرة) بعدد من المسؤولين والذين تحدثوا عن هذه المناسبة واهميتها وعلقوا آمالاً كبيرة عليها والخروج بتوصيات مهمة للغاية.
من أسمى وأرقى المهن
وتحدث الدكتور محمد المقيرن عميد كلية الطب والمشرف على المستشفيات الجامعية قائلاً: تعتبر مهنة الصيدلة من أسمى وأرقى المهن التي تكمل منظومة العمل الصحي وتساهم في تقديم الخدمات العلاجية للمجتمع ولاشك أن اختيار (الصيدلي وسلامة المريض) كعنوان للمؤتمر السنوي الأول لفعاليات يوم الصيدلة يشكّل تأكيد اهمية الدور المناط بالعمل الصيدلي وتلك المهنة ويجسّد مدى الترابط بين الإنسان والعمل من أجل تقديم الأفضل للحفاظ على صحته والبحث عن أنجع السبل لضمان سلامته، ولعل المتتبع للنهضة الصحية في المملكة يلحظ مدى التطور الذي شهدته وتشهده تلك القطاعات وتمثّل ذلك بالأعداد المتزايدة في تخريج الصيادلة من الجنسين لسد الحاجة وتوطين هذه الوظائف، ويجب أن يدرك المجتمع المفهوم الصحيح للصيدلي حيث يعتقد البعض أن مهمته تقتصر على صرف الدواء فقط ولا يدرك طبيعة العلاقة التي تربط بين المريض والصيدلي وهذا سبب وجود إشكالية الفهم لدى الكثير من شرائح المجتمع، لذا أجد انه من الضروري تكثيف مثل تلك المؤتمرات التي تتناول هذه الموضوعات والتي من شأنها سد تلك الفجوة وزيادة الجرعات التثقيفية، إضافة إلى ضرورة زيادة عدد الكليات الصحية لإتاحة الفرصة بشكل اكبر للطلاب والطالبات للالتحاق بها مع الحاجة لتنوع التخصصات الدقيقة لأن التطور الهائل في مجال الأبحاث الدوائية أصبح متسارعاً مما يجعل الحاجة ماسة لزيادة المتخصصين وبشكل دقيق.
كما تحدث الصيدلي حمد بن محمد العجاجي مدير عام التموين الطبي في جمعية الهلال الأحمر السعودي فقال إن الصيدلي المهني جدير بالثقة.. وهذا ما أوضحته عدة استفتاءات محايدة،
وبيّنت أن هذا هو ما يؤمن به الناس ويعتقدونه في الصيدلي، لكن ما أوضحته تلك الاستفتاءات أيضاً هو أن عدداً محدوداً من الناس يعرفون حقيقة ما يستطيع الصيادلة تقديمه للخدمات الصيدلية بوجه عام وهذه المطوية محاولة لشرح ما يستطيع الصيادلة تقديمه للمجتمع.
وتطرق العجاجي إلى مقدرة الصيدلي فقال إن الصيدلي مهيأ وقادر ومستعد لنصح العديد من الأشخاص الذين يدور بأذهانهم كثير من التساؤلات حول صحتهم ولعل هناك العديد من المطويات التي توزع في أنحاء كثيرة من العالم عن طرق الصيادلة والتي تتطرق إلى مواضيع صحية كثيرة وتهدف مثل هذه النشرات إلى مساعدة الناس على فهم العديد من المواضيع التي تهم المجتمع بشكل عام مثل سرطان الثدي والاستعمال الأمثل للأدوية وتغذية الاطفال وخلافها.
الصيدلي وسوء استخدام الأدوية
ويقوم الصيادلة خلال أدائهم لأعمالهم بمسؤولية تأمين، وحفظ، وتوزيع، ومراقبة، وضمان سلامة استخدام هذه الأدوية، وبالذات تلك التي يمكن أن تؤدي إلى الإدمان لا قدّر الله، ويقع ضمن هذا مواد أخرى تنطبق عليها قوانين إساءة استخدام الأدوية.
ومن الطبيعي أن تشمل مسؤولياتهم التأكد من أتباع الأساليب الآمنة وألا تعطى مثل تلك الأدوية إلا بناء على وصفة طبية من طبيب ممارس ومرخص له باستخدام تلك الأدوية ولاستعمال محدد ومتعارف على أنه يؤدي إلى شفاء المرض أو يقلل من أعراضه وإضافة إلى ذلك فإن الصيدلي وبحكم معرفته بهذه الأدوية يسهل عليه التعرف على سوء استخدام هذه الأدوية وبالذات لو وقعت خارج المستشفى، كما أنه قد ينبه أو حتى يساعد الجهات المسؤولة عن مكافحة الإدمان ومصحات علاج الإدمان.
مستشفى قوى الأمن
ويوم الصيدلي
كما تحدث ل(الجزيرة) صيدلي أحمد خلف الجاسم فقال من مسلمات الأمور ان الصيدلية تلعب دوراً هاماً في المستشفى فالصيدلي يُعد الركيزة الأساسية التي يرجع لإرشاداتها الطبيب والمريض ومن هذا المنطلق ينبغي على الصيدلي أن يكون على قدر المهمة الملقاة على عاتقه فالأمانة في أداء العمل على أتم وجه مهمة مطلوبة من كل موظف، والمستشفى بدوره يحرص تمام الحرص على إعطاء دورات تعليمية وتطويرية لكل ما يتعلق بصحة المريض.
لذا سيعقد مؤتمر يوم الصيدلي السنوي وسيناقش عدة قضايا ليوم الصيدلي وسلامة المريض ومنها:
العوامل العكسية التي يسببها الاستهلاك السيئ للدواء مما يؤدي إلى أضرار بصحة المريض وقد يصل به الأمر إلى حد الوفاة لا قدر الله، ودور الصيدلي في إعطاء معلومات إرشادية تحد من وقوع أضرار أو وفيات لا سمح الله ومن هذا المنطلق يؤدي مستشفى قوى الأمن دوره الفاعل في تدريب وتطوير الكوادر الطبية العاملة في المستشفى حرصاً على سلامة المريض وشفائه العاجل، كما يبحث المؤتمر في نظام الوصفات الدوائية الإلكترونية في سبيل تفادي الأخطاء التي قد تحصل في الوصفات الطبية التي ترسل من الطبيب إلى الصيدلي عن طريق المريض كما يفيد هذا النظام في إيصال الدواء للمريض بأسرع وقت ممكن، وخطط الصيدلية في حالة حدوث الكوارث الطارئة في أضواء ما ينتج عن هذه الكوارث بأقصى سرعة وخدمة المصابين جراء هذه الكوارث، وعملية تطوير قسم الصيدلية الإكلينيكية والتي تؤدي إلى تقديم خدمات افضل للمرضى من حيث متابعة العلاج الدوائي للمريض، والتأكد من عدم وجود تفاعلات وتداخلات بين الأدوية، كذلك يهتم ببناء صيدلي قادر على تزويد فريق الرعاية الصحية بالمعلومات الدوائية، والتعرف على طرق علاج الأمراض ومناقشة التأثير العلاجي للأدوية المختلفة.
كما تحدث (للجزيرة) الصيدلي محمد العنزي فقال إنه ليوم مميز أن يكون للصيدلي يوم خاص به ليعرف الجميع أن الصيادلة لا يقلون أهمية عن زملائهم في الكادر الصحي، وليرقى بالمهنة ويرفع من شأنها.
لكم تطلعنا لولادة هذا اليوم الذي يُعد الأول من نوعه الذي يقام في المملكة العربية السعودية والفضل لله أولاً وأخيراً ثم لبرنامج مستشفى قوى الأمن الذي احتضنه وأنشأه، وأعده للخروج إلى الوجود كما أن هذا اليوم يعزز من الثقة لدى الصيادلة ويرفع معنوياتهم لذا أحث جميع زملائي الصيادلة الى المبادرة بالحضور والمشاركة بالفعاليات المقامة ليعلم الجميع ان للصيدلي أهمية كما للطبيب.
اشكر برنامج مستشفى قوى الأمن المنظم لهذا اليوم وعلى رأسهم سعادة الدكتور محمد مفتي مدير عام البرنامج والدكتور محمد عبدالجبار مدير الأقسام الطبية المساعدة والدكتور سامي المدلج مدير الخدمات الصيدلية والمنظمين والمعدين المشاركين بهذا اليوم سائلاً المولى عز وجل للجميع التوفيق والسداد.
كما تحدث (للجزيرة) نقيب صيدلي سلطان بن محمد الجارالله فقال: مستشفى قوى الأمن بالرياض هذا الصرح الشامخ التابع لوزارة الداخلية والذي هو من الصروح الطبية بمملكتنا الحبيبة والتي أولتها حكومتنا الرشيدة عناية فائقة مع باقي القطاعات الصحية والتي لم تأل جهدا في دفع الحركة الصحية وليس بغريب على حكومتنا الرشيدة ومسؤولينا مما انعكس بالإيجاب وجعل المملكة العربية السعودية من الدول المتقدمة في المجالات الطبية والتي أصبح يُشار إليها بالبنان.
ومستشفى قوى الأمن والذي اتشرف بالانتساب إليه منذ سبع سنوات والذي تبوأ مكانة رفيعة لجهود العاملين فيه وعلى رأسهم سعادة الدكتور محمد مفتي كمدير للمستشفى وكأخ اكبر للعاملين فيه مما دفع الكوادر الطبية والفنية فيه إلى التفاني في العمل رفعة لهذا المستشفى وتطوير أقسامه.
ومن هذه الأقسام والتي تعتبر العصب الرئيس لأي منشأة صحية فبدونه لا يقوم العلاج.. قسم الخدمات الصيدلية والذي خطا خطوات جبارة لرفعته ورفعة العاملين فيه وما يقدمه من خدمات.. بفضل الله ثم بفضل إدارة حكيمة وموظفين أوفياء ومن أهم خطواته الجبارة والسابقة في هذا المجال فيه هو (يوم الصيدلي السنوي الأول) والذي سيناقش ما يتعلق بمشاكل المهنة وما يواجهه العاملون في هذا القسم، وهذا التخصص، ويتكون من محاضرات والتي سيكون فيها عرض الخبرة من المتحدثين وحلول لمشاكل المهنة ومتاعبها ودفع العاملين في هذا المجال (الصيدلة) إلى الطريق الأصح والأمثل للعمل المهني، ناهيك عما يواكب اليوم الصيدلي السنوي من ورش عمل والتي سيكون فيها النقاش الأوسع والأشمل وملامسة حقيقية من خلال النقاش الفردي مع المشاركين فيه .
وقال الصيدلي نادر جزاء الحربي إنه يأتي تنظيم هذا المؤتمر في سياق الاهتمام بالمجال الصيدلي الذي خطت المملكة فيه خطوات كبيرة.. محققة تطلعات وأهداف الدولة الكريمة التي تولي الجوانب العلمية والصحية جل اهتمامها، ويأتي أيضاً داعماً لمهنة الصيدلة هذه المهنة الإنسانية بالمقام الأول، فمنذ القدم كان لها دور أساسي في الرعاية الصحية فهي القاعدة الأساسية في عالم الطب ولو رجعنا لبداية التداوي لوجدنا الطب الشعبي قام على استخراج الأدوية من الأعشاب وكان الطبيب الشعبي هو الذي يقوم بنفسه بأخذ واستخراج الدواء من تلك الأعشاب ووصفها للمريض وعالمنا العربي شهد افتتاح أول صيدلية في مدينة بغداد بالعراق قبل أن تظهر أي صيدلية في أوروبا بخمسمائة عام، وظهرت ايضا كلمة صيدلاني هناك والتي أتى أصلها من اشتقاق كلمة جندلاني والتي تعني خبير التداوي بالأعشاب باللغة الفارسية.
فهنا يقف التاريخ شاهداً على عظم دور الصيدلي في المسيرة الطبية والعلاجية حيث اتى هذا المؤتمر ليسلط الضوء على ذلك الجندي المجهول الذي هضم حقه بتلك النظرة التي حصرت دوره من وجهة العديد من المرضى وقصرته فقط على صرف الدواء متجاهلين أهمية دوره في مساعدة المريض على متابعة الفترة العلاجية فالصيدلي أصبح في وقتنا الحاضر هو صمام الأمان للعملية العلاجية والمرجع الأول للطبيب المعالج فيما يختص بالدواء.
عدد من الصيدلانيات
يتحدثن ل(الجزيرة)
كما تحدث للجزيرة عدد من الصيدلانيات واللائي يعملن في مستشفى قوى الأمن عن هذه المناسبة فقالت الصيدلانية ليلى علي الشهري إن يوم الصيدلي هو يوم يجتمع فيه الصيادلة لكي يتباحثوا في آخر المستجدات في علم الدواء، وأنا كصيدلانية اتقدم بجزيل الشكر لإدارة برنامج مستشفى قوى الامن وإدارة الصيدلية لقيامهم باخراج هذا اليوم الى النور، سائلة العزيز القدير ان ينفع به ويثيب الجميع على ما يقومون به.
كما تحدثت الصيدلانية اسماء سعد العريفي فقالت ان يوم الصيدلي كلمة لم نعتد سماعها من قبل ولكن عندما رأيت الاعلان عن هذا اليوم ازددت فرحاً حيث انه سيتيح لنا فرصة التباحث في الامور العلمية التي تخص مجالنا وطرح المشاكل والهموم التي تواجه الصيادلة والصيدلانيات لنرتقي بمهنتنا إلى أعلى المستويات، كي يحين لمملكتنا أن تقطف ثمار مازرعته فينا عبر السنين الماضية .
إنه احتفال بالصيدلي
وامتداداً للقاءات (الجزيرة) مع عدد من الصيادلة تحدث الصيدلي سعد العنزي فقال: يوم الصيدلي الاول الذي سوف يقام في برنامج مستشفى قوى الأمن هو احتفال بالصيدلي وابراز دوره المهم في الحياة الصحية، وقد أصاب القائمون عليه عندما قرروا ان يكون المحور الأساسي فيه النقاش حول (الصيدلي وسلامة المريض) كون هذا الجانب المنسي سوف يثري ثقافة الصيدلي ويقدم له آخر المستجدات في هذا الجانب.
كما تحدث للجزيرة مساعد مدير إدارة الرعاية الصيدلية بالنيابة ومشرف خدمات الصيدلة الاكلينيكية في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في الحرس الوطني د. صيدلي صالح الدخيل والذي ابرز في تصريحه اهتمام حكومتنا الرشيدة بدعم وتنشيط هذا التطور الطبي الذي تعيشه بلادنا فقال إن من حرص حكومتنا الرشيدة على استمرار وتنشيط هذا التطور الطبي هو الرعاية والحرص على التدريب والتعليم الطبي المستمر، ومن ذلك عقد المؤتمرات الطبية لذوي الاختصاص سواء على مستوى المملكة أو على المستوى العالمي.
كما تحدث للجزيرة د. ماجد بن إبراهيم الجريسي صيدلي إكلينيكي - مستشفى الملك فهد ورئيس لجنة البحث العلمي والتعليم المستمر بالجمعية الصيدلية السعودية فقال: يأتي المؤتمر الأول ليوم الصيدلي الذي يعقد في مستشفى قوى الأمن بالرياض تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز الرئيس الفخري للجمعية الصيدلية السعودية ضمن الفعاليات والأنشطة التي تساهم في نشر الوعي الصحي وتثقيف افراد المجتمع والتعريف بمهنة الصيدلة التي خطت خطوات رائدة وناجحة في المجال الطبي عموماً والمجال الدوائي بشكل خاص تعد مهنة الصيدلة من أكثر المهن الصحية توسعاً وانتشاراً وتطوراً وذلك لأن مجالاتها المتعددة تتداخل تداخلاً مباشراً مع التخصصات الطبية الأخرى لتقديم رعاية صيدلانية سليمة وفعالة، والصيدلة الإكلينيكية (السريرية) أحد أهم هذه المجالات التي بدأت في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1968م والتي كانت تنحصر فقط في تقديم استشارات دوائية للأطباء ثم تطورت حتى شملت مفهوماً اوسع وهو الرعاية الصيدلانية (Pharmaceutical Care) في عام 1992م وهي الرعاية المسؤولة عن تقديم جميع الخدمات الدوائية التي يحتاجها المريض والفريق الصحي للوصول إلى نتائج إيجابية وبالتالي تؤدي إلى تحسن حالة المريض وزوال أعراض المرض بإذن الله.. لقد اصبح دور الصيدلي يتعدى الدور التقليدي الذي يعتقده البعض والذي يقتصر فقط على صرف الأدوية أو توزيعها خاصة في المستشفيات والمراكز الصحية وذلك من خلال متابعة المريض ومدى استفادته من العلاج وإعطاء مقترحات للطبيب في حالة عدم جدوى الدواء ومراقبة الآثار الجانية لهذه الأدوية، كذلك اصبح له دور رئيس في اختيار الأدوية التي تضاف إلى قائمة أدوية المستشفى بناء على آخر ما توصلت إليه الدراسات والجدوى الاقتصادية من إضافته، ومن الأدوار الرئيسة كذلك للصيدلي إعطاء التعليمات اللازمة عند خروج المريض من المستشفى والذي يشكل حلقة الوصل بين رعاية المريض في المستشفى وخروجه منه، ومن الأمور الهامة والجديدة التي يقوم بها الصيدلي الإشراف على عيادات خاصة لبعض الأمراض من خلال متابعة حالة المرضى ومن ثم زيادة أو تقليل جرعات أدويتهم حسب تحاليل معينة مثل عيادة منع التخثر، وعيادات زراعة الكبد والكلى بالإضافة إلى عيادات السكر وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الدهون ومستشفيات المملكة العربية السعودية تضم نخبة من الصيادلة الاستشاريين والاخصائيين في تخصصات متعددة وتعد رائدة في هذا المجال بين الدول الخليجية والعربية.
الأخطاء الدوائية في مستشفيات المملكة
كما تحدث للجزيرة الدكتور يوسف بن حسن العولة صيدلي إكلينيكي، ونائب رئيس الجمعية الصيدلية السعودية قائلاً: من المشاكل الخطيرة المصاحبة للتطور والتوسع في انواع الأدوية واستخداماتها كثرة الأخطاء الدوائية سواء عند تصنيعها وتخزينها من قبل شركات الأدوية والوكلاء والموزعين أو عند وصفها من قبل الطبيب أو عند تجهيزها وصرفها وإعطاء التعليمات اللازمة من قبل الصيدلي أو عند تجهيزها من قبل الممرضة أو من يساعد المريض في أخذه لدوائه أو من قبل المريض عند تناوله لدوائه او من قبل الفريق الطبي بشكل عام عند عدم القيام بالمتابعة وإجراء التحاليل والفحوصات اللازمة لمنع مشاكل الأدوية.. هذه المشكلة هي جزء من مشكلة كبيرة تؤرق المرضى والعاملين في الفريق الصحي والإداريين وصناع القرار في مختلف الأنظمة الصحية العالمية تُعرف بالأخطاء الطبية حيث تمثل الأخطاء الدوائية نسبة عشرين في المائة من مجمل الأخطاء الطبية.. تأمُّل سريع في الإحصائيات التالية قد يساعد في إيضاح حجم المشكلة حث تشير التقديرات الإحصائية لحدوث خطأ دوائي في خمس وصفات من كل مائة وصفة طبية ولأن كتابة التقارير المتعلقة بالأخطاء الدوائية وتوثيقها هي في حقيقة الأمر عملية تطوعية وغير إلزامية فإن التقديرات تشير إلى حدوث خطأ دوائي واحد لكل مريض في كل يوم وذلك في أغلب المستشفيات وتتراوح حدة وتأثير هذه الأخطاء من اعراض بسيطة قد لا يحس بها المريض ولا الفريق الطبي المعالج إلى حدوث وفيات.. حسب دراسة قام بها المعهد الطبي الأمريكي فإنه يحدث في الولايات المتحدة الامريكية 98000 حالة وفاة سنوياً بسبب الاخطاء الطبية بشكل عام منها 7000 حالة وفاة بسبب الأخطاء الدوائية، ويقدر العبء الاقتصادي الواقع على عاتق مختلف المنظومات الصحية نتيجة للأخطاء الدوائية بعشرة آلاف ريال سعودي كتكلفة إضافية لكل مريض، ويتضح مما سبق خطورة هذه المشكلة وضرورة تضافر جهود الجميع من إداريين وأطباء وصيادلة وجهاز تمريض ومرضى لمنع او الحد من حدوث مثل هذه الاخطاء ولعل الموضوع يصعب الإلمام به ومناقشة جميع جوانبه التفصيلية المختلفة في مقال موجه أساساً لتثقيف عموم المجتمع وليس المتخصصين وحسب إلا انني اطمئن الجميع بأن العاملين في المجال الصحي وبالذات الصيادلة يقومون بتسخير خبراتهم المتخصصة في هذا المجال لحماية المرضى والمجتمع من تبعات مثل هذه المشكلة وذلك من خلال ورش علمية متخصصة لمناقشة أنواع الأخطاء الدوائية ومسبباتها وطرق الكشف والتنبؤ بها واستراتيجيات منع حدوث الأخطاء الدوائية.. ختاماً أسال الله أن يجنب الجميع كل شر وأن يحفظنا بحفظه ويكلأنا برعايته والله ولي التوفيق.
واعرب نقيب صيدلي فهد مبارك الدوسري عن شكره لكل من ساهم في إقامة هذا المؤتمر لتوضيح ان دور الصيدلي لا يقتصر على صرف الدواء، بل يتعدى ذلك إلى دور اكبر اهمية في منظومة الرعاية الصحية، سواء كان ذلك ضمن الفريق الطبي لتبادل الأفكار والمعلومات من خلال دراسة حركية الدواء وحساب الجرعات العلاجية لبعض الحالات المرضية كمرض الفشل الكلوي والقلب، أو لدى الجمهور لخلق الوعي لديهم من حيث أوقات تعاطي الدواء والاحتياجات اللازمة للتخزين والأمور التي يجب على المريض الامتناع عنها أثناء تعاطي بعض الأدوية لتحقيق أقصى درجات الاستفادة من الدواء، مما ينعكس إيجابياً على حالة المريض الصحية إلى الأفضل دائماً.
مفهوم علم اقتصاديات الدواء ودور الصيدلي
كما تحدث د. محمد بن صالح الحقيل صيدلي اكلينيكي ورئيس قسم pharmacoeconomic Center قائلاً إن اقتصاديات الدواء هي علم متفرع من اقتصاديات الصحة وهو أي اقتصاديات الدواء، يهتم بدراسة الجدوى الاقتصادية للدواء وبعض الأمور الأخرى التي تدخل في عملية علاج المريض ويجمع اقتصاديات الدواء بين الاقتصاد والدواء وذلك في سبيل دراسة الجدوى الاقتصادية للدواء ومن الأسباب المهمة التي ادت إلى نشوئه هو الارتفاع المطرد في أسعار الأدوية وخاصة الجديدة منها إذ انه في بداية التسعينات وأواخر الثمانينات أخذت أسعار الأدوية في الارتفاع بشكل ملحوظ وخاصة بوجود الأدوية الجديدة المبنية على التكنولوجيا الحيوية فكان لابد من دراسة الجدوى الاقتصادية لهذه الأدوية ومعرفة ما إذا كانت الفائدة التي تحققها تساوي السعر المدفوع فيها، وبناء على هذا الاساس فإن التقييم الاقتصادي للدواء يكون مبنيا ليس فقط على السعر ولكن على تقييم الناحية الإكلينيكية والناحية الإنسانية المستفادة من الدواء .
كما تحدث للجزيرة مجموعة من الصيدلانيات بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني فقالت الصيدلانية: نادية راشد العساكر: في المستشفى ذلك المبنى الكبير والذي يتألف من طوابق وممرات.. مكاتب وعيادات، اقسام وإدارات يرتادها المرضى والمراجعون وموظفو القطاع الصحي والإداريون، يوجد في احد ممراته قسم نابض بالطاقة رابطاً لجميع التخصصات مجيباً لكل الاستفسارات يعمل بلا كلل أو ملل يدير دفته صيادلة وصيدلانيات يعملون بجد واجتهاد ليكونوا حاضرين في كل الأوقات، ألا وهو مركز معلومات الأدوية والسموم، فمن المسمى نستطيع أن نستشف دور هذا المركز الفعال في الإجابة على جميع الأسئلة منسقاً إجابته مع تخصص السائل وحاله وما يحتاجه من جواب، فهذا المركز يجيب أي سائل يتصل به من العاملين في جميع التخصصات الصحية وكذلك المرضى والمراجعين فهو يحيط بالأمراض والأدوية من جميع النواحي جامعا لأحدث المعلومات، ومن ذلك المركز تنبثق معلومات حول الاستخدام الأمثل للأدوية، وإذا كانت لها أعراض جانبية او تداخلات دوائية.
فمن خلال هذه الأسطر البسيطة ندعوكم إخواننا وأخواتنا القراء للاتصال بمركز معلومات الأدوية والسموم التابع لمستشفاكم لأنه مؤهل للإجابة على جميع استفساراتكم معيناً لكم على الاستخدام الأمثل للأدوية.
علاقة الصيدلي بالفريق الصحي والمريض
وقالت الصيدلانية غادة المرداوي لقد منّ الله علينا في هذا البلد المعطاء بتوفر الإمكانيات التي تساعدنا على التعليم والتقدم في شتى المجالات ومن أوضح صور هذا التطور التخصص في كافة العلوم وبالنسبة لمجالنا نحن أحب أن أركز على تخصص الصيدلة السريرية المجال الذي يتيح للصيدلانية ان تكون على اتصال وثيق مع الفريق الطبي، كطاقم التمريض والأهم من ذلك كله المريض الذي يشكل الأساس الذي يعمل الفريق متكاملاً لرعايته.
لاشك أن الصيدلانية أينما كانت لها علاقة عظيمة أو صغيرة بهذه القطاعات وتستطيع من خلالها أن تؤدي دورها ومهامها ولكن في مجال الصيدلية السريرية يترسخ هذا الأمر ويصبح أكثر وضوحاً.
فوجود فريق صحي متكامل يشمل الأطباء, الصيادلة وطاقم التمريض سوف يرتقي بمستوى الخدمات المقدمة ولا ريب.
وقالت الصيدلانية: حنان داود المزين: في الوقت الحاضر؛ لم يعد يقتصر دور الصيدلي في صرف الأدوية فحسب بل اصبح للصيدلي دور مهم وفعال في امور عدة منها الأخطاء الدوائية التي قد تعود على المريض بالضرر الجسيم، حتى وان كان الضرر قليلاً فإن تداركه في البداية قبل استلام الدواء من قبل المريض سيعود بالفائدة الصحية المرجوة لرعاية المريض ومنع حدوث مثل هذه الأخطاء.
وقالت الصيدلانية: منى فايز المهيد من الجميل أن نجد متنفسا للكتابة عن بعض من العراقيل والعثرات التي واجهناها وما نزال نواجهها على القراء يستشفون قوة العزيمة والرسالة السامية التي نود إيصالها.فمنذ اليوم الأول في كلية الصيدلة صُدمنا بواقع أننا نتعامل مع مواد نظرية لا عملية ومقررات تعاني من الجمود ومحاضرات محاصرات بين جدران الجامعة وسورها غير ملمات بما يطبق عملياً في المستشفيات.
صيدلانية فوزية عيد المطيري من مستشفى الملك فهد بالحرس الوطني قالت: لا ينحصر دور الصيدلانية في عملية صرف الدواء بالميكانيكية الجامدة التي يعتقدها الأغلبية، ولكنه يتعدى ذلك بأخذ صورة واضحة عن خلفية معلومات المريضة عن دوائها، حيث تعمل على توضيحها للمريضة وتصحيح مواطن الخطأ إن وجدت وتأكيد صحتها إذا كانت صحيحة،
وهذا الدور يتخطى حدود شباك الصرف ليصل إلى غرف انتظار المريضات، وهي تقوم بطرح المواضيع التوعوية بطريقة مبسطة مفهومة تعزز من ثقافة العامة الدوائية، كذلك وهي تتيح لهن الفرصة للسؤال عن المفاهيم الدوائية لديهن، وبتقديم وإعداد المنشورات التثقيفية أيضاً.
|