** الدمام حسين بالحارث - خالد المرشود - ظافر الدوسري:
أنهى رجال الأمن السعوديون محنة أكثر من 50 رهينة من أيدي المجموعة الإرهابية التي احتجزتهم صباح أمس الأول (السبت) بمجمع الواحة السكني بمدينة الخبر وذلك بخطة محكمة - حسب مصادر أمنية - تقوم على منع الخاطفين من تفجير أية اشراك قد يكون الإرهابيون قاموا بزرعها أو أحزمة ناسفة في المبنى المكون من سبعة طوابق.
وكانت قوات الأمن التي تحاصر الموقع أكثر من 24 ساعة قد قامت بانزال مجموعة الكوماندوز على المبنى عن طريق مروحية في ساعات الفجر الأولى على أربع دفعات وقد عمدت إلى تطهير المبنى من أيدي المجموعة الإرهابية بالتدريج حتى حاصرتهم في أحد الطوابق حتى تمت اصابة قائد المجموعة والقاء القبض عليه وهو شاب في السابعة والعشرين من عمره تقريباً وله بنية قوية ويرتدي ملابس أفغانية.
وقد تم تحرير جميع الرهائن والتأكد من خلو المبنى من أية أسلحة أو اشراك وسمح للفرق الإسعافية والتي بلغ عددها أكثر من 45 فرقة اسعافية بالدخول إلى المجمع في الساعة 11.45 ظهراً وكانت قوات الأمن قد وجدت داخل المبنى 10 جثث قتلى من الرهائن وجميعها من الجنسيات الآسيوية باستثناء جثتين يعتقد أن تعود إلى جنسيات أوروبية فيما كانت احصائيات القتلى يوم أمس الأول السبت وصلت إلى 16 شخص وذكرت مصادر أن عسكرياً يعمل في حراسة مجمع الواحة لقي مصرعه مع حارسين سعوديين من الحراسات المدنية للمجمع على أيدي الإرهابيين.
وكانت مجموعة أخرى ذكر أنها مكونة من شخصين أو ثلاثة قد حاولت فجر أمس اقتحام الموقع لمساندة المجموعة الإرهابية الأولى إلا أن أحد الحواجز تعامل معها وقال الجنود المصابون في هذه المحاولة ل(الجزيرة) أن المجموعة الجديدة اطلقت النار عليهم من رشاشات كلاشينكوف.
إلى ذلك حاولت (الجزيرة) التحدث إلى المصري سمير الغنيمي والد الطفل رامي الذي استشهد في الحافلة المدرسية إلا أن حالته النفسية لم تسمح له ولا سيما أن زوجته أم رامي ترقد حالياً في المستشفى بسبب انهيارها لما أصاب فلذة كبدها.
وكانت مجموعة إرهابية مطلوبة أمنياً قد قامت صباح أمس (السبت) بتنفيذ عملية إجرامية في أربعة مواقع في المنطقة الواقعة بين الخبر والدمام بالمنطقة الشرقية ذهب ضحيتها نحو 16 بريئاً بينهم ثلاثة سعوديين وبريطاني وهندي وطفل مصري وأمريكي وثلاثة من الجنسية الفلبينية وذلك في ثلاثة مواقع، وكانت المجموعة الإرهابية قد باشرت جريمتها بين الساعة السابعة والنصف صباحاً والثامنة إلا ربع باطلاق نيران بنادقها امام وداخل مبنى شركة ابيكورب حيث أردت حارسي أمن سعوديين كما أردت البريطاني والطفل المصري الذي كان موجوداً في حافلة مدرسية كانت متوقفة أمام سكن مجاور لمبنى الشركة لنقل أبناء الموظفين لأداء اختباراتهم في مدارسهم؟
وذكر أحد كبار موظفي شركة ابيكورب ل(الجزيرة) أن الحارسين السعوديين كانا في العشرينات من عمرهما وهما زين العبدلي وتركي سهيل النعيمي أما البريطاني فهو مايكل هاملتون وهو موظف في الشركة ويعمل مديراً لقسم تموين المشروعات، أما الطفل ويدعى رامي سمير الغنيمي فهو مصري وابن لزميل، وقد تفحمت جثته في الحافلة حيث تعمد الارهابيون تفجير الحافلة عن طريق التصويب على خزان الوقود وأضاف أن الارهابيين أصابوا عاملاً هندياً كان موجوداً في الشركة اصابة مباشرة في أحد ساقيه.
يذكر أن شركة ابيكورب هي الشركة العربية للاستثمارات البترولية وهي مساهمة عربية مملوكة للدول العربية المصدرة للبترول (أوابك) وهي تضم عشر دول عربية ويقع مقر الشركة على طريق الدمام الخبر الساحلي.
كما قامت المجموعة بعد ذلك بالتوجه بتروليوم سنتر إلى الشارع المؤدي إلى حي الدوحة بين شركة (بالقرب من مفروشات العصفور) ثم إلى طريق الراكة المتفرع من طريق الدمام الخبر الرئيسي مقابل الصالة الخضراء الرياضية (بين حائل سنتر وعالم السيارات)، حيث أطلقت نيرانها عشوائيا باتجاهات مختلفة وقد اسفرت هذه الاعمال عن قتل عسكري من الجيش كما قتلت مارا هنديا كان في سيارته وبداخل بشركة بتروليوم سنتر اسفرت العملية عن قتل أمريكي وثلاثة عمال أسيويين من الجنسية الفلبينية.
وبعد مطاردات مع رجال الأمن بمشاركة طائرة عمودية توجهت المجموعة إلى محافظة الخبر حيث اقتحمت مجمع الواحة التابع لشركة سعد الصانع بالحزام الذهبي بمدينة الخبر وتحصنت به محتجزة رهائن كان بينهم أم لبنانية وأبناؤها الأربعة وقد تم اخراجهم فيما بعد فيما قامت السلطات الأمنية بمحاصرة الموقع وقد اغلقت جميع الطرق المؤدية إليه باعتبارها منطقة عمليات خطرة.
وذكر شهود عيان أن المجموعة كانت مكونة من ثلاثة أشخاص يرتدون بدلا رياضية ورابع يرتدي ملابس أفغانية وهو جسيم البنية أما الثلاثة فكانوا صغاراً في سن السابعة عشرة والتاسعة عشرة وكانوا يستقلون سيارة من نوع (مكسيما) وردية اللون موديل 79 إلى 99 وتحمل لوحة رقم 140 وحروف أ. ل. ر.
يذكر أن هذه العملية الإرهابية هي الأولى في المنطقة الشرقية منذ اعلان الفئة الضالة حربها على المجتمع السعودي.
|