تحتفل المملكة مع دول العالم أجمع بمناسبة اليوم العالمي للامتناع عن التدخين لهذا العام 31 مايو 2004م الموافق 12 ربيع الآخر 1425هـ وشعاره هذا العام (التبغ والفقر).
وأنوه هنا بجهود حكومة خادم الحرمين الشريفين في مجال مكافحة التدخين وذلك حرصاً منها على صحة أبناء هذا الوطن الغالي، فقد صدرت الأوامر السامية الكريمة في هذا المجال وقامت الوزارات ومنها وزارة الصحة بجهود كبيرة ولا يزال أمامنا الكثير من العمل لمواجهة هذا الخطر الذي يهدد الصحة. إن أضرار التدخين لا تقتصر على صحة المدخن فقط بل تمتد إلى صحة مخالطيه في المنزل والعمل بل وفي أي مكان حيث أثبتت الدراسات خطورة التعرض للدخان المنبعث من السجائر وما له من تأثير خطير على الصحة العامة حيث انه يحتوي على خليط من المواد الكيميائية الضارة من بينها (40) مادة مسببة للسرطان.
إن التبغ والفقر تربطهما علاقة وثيقة، فالفقراء هم أكثر الناس تعاطياً للتبغ وبالتالي فهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض كثيرة منها السرطان وأمراض القلب والشرايين وغيرها والتي عادة ما تكون تكاليف علاجها باهظة وبالتالي تشكل عبئاً اقتصاديا على الأسر الفقيرة حيث يتم صرف جزء كبير من دخل الأسرة في العلاج من الأمراض التي يسببها التبغ وذلك على حساب توفير الحاجات الأساسية للأسر كالغذاء والتعليم وغيرها وينتج عن ذلك زيادة الفقر.
وإدراكاً من وزارة الصحة لأهمية التصدي للتدخين ومكافحة آثاره الضارة على الفرد والمجتمع فقد قام برنامج مكافحة التدخين بإنشاء العديد من العيادات في مختلف مناطق المملكة لعلاج المدخنين، إضافة إلى إقامة المعارض التوعوية الهادفة والمشاركة في المهرجانات المختلفة من خلال المعرض المتنقل وتوزيع المطبوعات والنشرات التوعوية وبث النداءات والرسائل التي تحث على الإقلاع عن التدخين وتبين أضراره الصحية والاقتصادية والاجتماعية على أفراد المجتمع، ولن تألو الوزارة جهداً في سبيل الحفاظ على صحة وسلامة أبناء هذا البلد الكريم.
وليكن همنا التخلص من هذا السلوك غير الصحي والسعي نحو عالم نقي وصحي وأجيال سليمة وقوية.
وفي الختام أسأل المولى العلي القدير أن يحمينا جميعاً من مخاطر التدخين وأن يعين كل مدخن على الإقلاع عنه وأن يوفقنا لما يحب ويرضى.. إنه سميع مجيب.
**وكيل وزارة الصحة للشئون التنفيذية
|