لقد درج مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث كعادته في كثير من المناسبات والأيام التوعوية، على الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التدخين وتنظيم يوم توعوي خاص به، يبين فيه مضار التدخين ومخاطره.
ونحن إذ نتوجه في هذا اليوم إلى أبناء وطننا الغالي بكافة شرائحه وفئاته نسأل الله العلي القدير ان يعيننا على المساهمة في نشر التوعية حول هذه العادة الضارة، والتي يدرك الجميع مدى الخطر والضرر الذي تتركه على كل فرد منا، مدخناً كان أو غير مدخن،وإن ديننا الحنيف حثنا على الابتعاد عن كل ما فيه ضرر الأبدان والعقول، والتمسك بما فيه حماية لنا ولأبنائنا من المخاطر الصحية مهما كانت مصادرها.
ومن هذا المنطلق حرصت حكومتنا الرشيدة، على تطبيق هذا المبدأ، الذي تمثل في التوجيه السامي الكريم الذي نص صراحة على منع التدخين في القطاعات الحكومية والمكاتب وكافة الساحات والميادين وأثناء السفر على الخطوط السعودية، في محاولة جادة للحد من انتشار هذه العادة السيئة، بالإضافة إلى حماية غير المدخنين الذين لا حول لهم ولا قوة، إلا انه وللأسف الشديد لازالت هذه العادة السيئة متمكنة من البعض غير مكترثين بمضارها.
كما نسمع عن بعض الممارسات مثل قيام بعض الطلاب بشراء السجائر من باعة التموينات والبوفيهات المجاورة للمدارس حيث تباع كل سيجارتين بريال واحد وهذا مبلغ يمكن لأي طالب دفعه من مصروفه اليومي.
وإن مثل هذه الممارسات غير المسؤولة تسهم وللأسف في انتشار هذه العادة السيئة بين النشء والتي نأمل ان توفق جميع الجهات المعنية في تثقيفه وتوعيته بأهمية الحرص على الابتعاد عن التدخين أو مجرد التفكير في تجربته،ولعل هذا يمثل تحدياً يستوجب ضرورة استمرار الحملات الإعلامية التثقيفية والتوسع فيها لنشر التوعية والتركيز بشكل كبير على المضار الكبيرة لهذه العادة السيئة.
ونود بهذه المناسبة ان نهمس في آذان المدخنين المبتدئين، والذين نأمل ان تنجح هذه الحملات المنظمة في إقناعهم بالتوقف الفوري والإقلاع النهائي عن التدخين، كما نرجو ان يُوفق الجميع في ايصال هذه الرسالة مغلفة بكل الحب والتقدير إلى جميع إخواننا وأخواتنا المدخنين المزمنين والذي ندعوا المولى عز وجل أن يهديهم إلى اختيار طريق الإقلاع وترك هذه الآفة الضارة التي قد تقودهم للموت أو المرض والمعاناة على اقل تقدير وإكمال الحياة في التمتع بالطيبات من الرزق.
** نائب المدير التنفيذي للشؤون الطبية
مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث |