متابعة - أحمد القرني:
تشارك المملكة دول العالم هذا اليوم الاثنين الموافق 31 مايو 2004م الاحتفاء باليوم العالمي لمكافحة التدخين الذي يحمل شعاره لهذا العام (التبغ والفقر) والذي بشعاره هذا لمس حياتنا الصحية والاجتماعية. وفي هذا اليوم تقوم جميع دول العالم بتكثيف أنشطتها التوعوية بأضرار هذه الآفة المسببة للعديد من الأمراض الخطيرة بالإضافة إلى شعار هذا العام الذي حمل إضافة أخرى ألا وهي الفقر فلكم ان تتصوروا ماذا يمكن أن تقدم دعوة معالي وزير الصحة السعودي د. حمد بن عبدالله المانع في إيقاف التدخين لمدة يوم واحد والتبرع بهذه المبالغ لصناديق الخير سواء للفقر أو إنشاء مراكز صحية، فإن إيقاف التدخين لمدة يوم واحد يجمع مبالغ طائلة من ملايين الريالات إذا قلنا ذلك في السعودية فما بالك لو حدث ذلك على مستوى دول العالم فكم ملياراً سنجد لدعم الفقراء؟ وبمناسبة هذا اليوم العالمي تنفذ وزارة الصحة صباح اليوم الاثنين برنامجاً توعوياً برعاية وكيل الوزارة المساعد لشؤون المختبرات الأستاذ عبدالله الدريس بمدينة الملك فهد الطبية بالرياض، هذا بالإضافة لكافة مناطق المملكة الصحية ومشاركتهم بهذه الفعالية للتوعية بأضرار التدخين.
**********
هذا ومن جانبه أوضح الدكتور عبدالله بن محمد البداح المشرف على برنامج مكافحة التدخين بوزارة الصحة قائلاً: ما ان يبدأ المدخن رحلته (الممتعة) في سياحة التبغ القاتلة حتى يبدأ عداد الخسائر والمفقودات حسابه مع هذا الزبون (المختطف).. من قبل صناعة وتجارة التبغ ليضاف رقماً فاعلاً ضمن مئة ألف إنسان يبدؤون التدخين كل يوم في العالم يستمر (80%) منهم في رحلة المعاناة الصحية والاقتصادية للتبغ.. وتتطور المعاناة إلى ثلاث عشرة وفاة يومياً بسبب أمراض مرتبطة بالتبغ (70%) منها في دول العالم الثالث (الفقير).. وتؤكد الدراسات وواقع الحال على أن استهلاك التبغ والفقر يمثلان حلقة مفرغة يتعذر التخلص منها للطابع الإدماني للتبغ.. والحلقة المفرغة للتبغ مع الفقر تبدأ من اليوم الأول حيث إن أكثر من يستهلك التبغ هم الفقراء ويترتب على ذلك حدوث أمراض التبغ المعروفة بمضاعفاتها وعواقبها الخطيرة يلي ذلك فقدان حدوث الدخل والخسارة الإنتاجية والمرض المزمن وسوء التغذية وأخيراً الوفاة.. حلقة مفرغة بل ومفزعة ما إن تبدأ حتى تنتهي بالمآسي ما لم يملك صاحبها إرادة قوية لكسرها والانفلات من أسرها.. يلعب التبغ دوراً رئيسياً مباشراً في إحداث الفقر فعلى المستوى الفردي والعائلي ينفق المدخن نسبة عالية من دخل الأسرة على التبغ والعلاج من أمراضه مما يؤثر على توفير ضرورات الأسرة الأساسية مثل الغذاء والمسكن والتعليم والرعاية الصحية.. وبمرض أو وفاة عائل الأسرة تحرم هذه الأسرة من نفقات كثيرة هي في أمس الحاجة لها.. كما أن لمرض المدخن عبئاً تتحمل الدولة ومؤسسات الرعاية الصحية الحكومية والخاصة بموجبه نفقات إضافية لرعاية هذا المريض.. وتتأثر إنتاجية العمل بغيابه المتقطع وتتضاعف أكثر بوفاته.. كما أن المدخن يؤثر سلباً على البيئة والمحيطين به..
وهكذا نرى الأسر الفقيرة هي من تدفع الثمن والمستفيد هم صناع وتجار التبغ وفي هذا العام جاء اختيار موضوع التبغ والفقر لتركيز الأنظار حول هذه الفئة في المجتمع ولتأكيد أحقيتها في مجتمعات خالية من التبغ وضمان توفير ضروريات الحياة الأساسية لها من غذاء ومسكن وتعليم ورعاية صحية..
وتشارك وزارة الصحة ممثلة في برنامج مكافحة التدخين مجتمعات العالم في تفعيل أنشطة متنوعة لتأكيد هذا الدور وإظهار الممارسات ذات العلاقة بالتبغ التي تسبب الفقر وتؤدي إلى استدامته وزيادة الوعي المجتمعي والمؤسسي لكبح جماح أكبر قاتل عالمي لا يعترف بالحدود.
وأشار د. البداح إلى أن عدد المدخنين بلغ حالياً حوالي 1.3 بليون نسمة. ويتوقع أن يرتفع هذا العدد لأكثر من 1.7 بليون شخص بحلول عام 1446هـ وعلى الرغم من أن عدد المدخنين في الدول ذات مستوى دخل الفرد العالي يتناقص، على العكس من ذلك ظلت معدلات استهلاك السجائر في الدول ذات مستوى دخل الفقر المنخفض والمتوسط في ارتفاع مستمر منذ سنين. اليوم هناك واحد من كل ثلاثة أشخاص بالغين من المدخنين، وتعيش نسبة 84% من هؤلاء المدخنين بالدول ذات مستوى دخل الفرد المنخفض والمتوسط.
وبدأت زيادة معدلات استهلاك السجائر في هذه الدول منذ عام 1390هـ حيث ساهم تحرير التجارة بصورة كبيرة في هذه الزيادة. في المقابل، انخفضت معدلات استهلاك السجائر في دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية وشهدت الأربعون سنة الأخيرة (من منتصف الخمسينات إلى التسعينات) انخفاض استهلاك السجائر بين المواطنين الأمريكيين من معدل 55% إلى معدل 28% من المدخنين. في معظم الدول، الفقراء هم الأكثر عرضة للإصابة بوباء التدخين مقارنة بالأغنياء، والأشخاص الأقل تعليماً أو الأميين هم أكثر إقبالاً على التدخين من شريحة المتعلمين في المجتمع. وبينما نجد أن التدخين ظاهرة عامة في المجتمع، ربما يكون الضرر الذي تحدثه هذه الظاهرة غير واضح، وذلك يعود إلى أن المرض الناجم عن التدخين ربما يستغرق سنوات عديدة حتى يتطور فيالجسم ويصبح مرضاً مؤذياً. ونظراً لأن آثار الوباء المتعلق بالتبغ لا تزال في مرحلة مبكرة بالدول ذات مستوى دخل الفرد المنخفض والمتوسط. وعندما يستفحل، سيصبح هذا المرض عبئاً على الأمة، وتظهر وفيات الأطفال قبل الولادة وترتفع فاتورة الرعاية الصحية، وكل ذلك خلال العقود القليلة القادمة.
وليس بعيداً، فقد بدأت علامات ذلك الخطر في معظم الدول، وسوف تستمر في النمو إلا إذا تغيرت طرق استخدام التبغ الحالية.
مؤكداً تزايد استخدام التبغ بمعدل 24% بدول الشرق الأوسط ما بين 1410هـ إلى 1418هـ في الواقع، إن الشرق الأوسط وآسيا هما الإقليمان الوحيدان في العالم اللذان ازدادت فيهما مبيعات السجائر خلال تلك المدة. نصف الذكور البالغين من شعوب الشرق الأوسط من المدخنين. وتمثل مصر الدولة التي توجد بها أعلى نسبة مستهلكي التبغ في الوطن العربي. فقد ارتفعت هذه النسبة من 12 بليون سيجارة في عام 1390هـ إلى 52 بليون سيجارة في عام 1418هـ وخلال مدة الثلاثين (30 سنة) الماضية زاد عدد المدخنين بنسبة الضعف مقارنة بنسبة المواليد، واستمرت الزيادة بمعدل نسبة 8% في السنة. وقد كشف المسح الذي اجري في عام 1400هـ بانضمام حوالي 25 مدخناً جديداً بمصر في كل ساعة بمعدل استهلاك 2280 سيجارة للشخص في السنة، احتلت الكويت المرتبة التاسعة عشرة على مستوى العالم في استهلاك التبغ، بينما حلت السعودية في المرتبة الثالثة والعشرين، حيث بلغ معدل استهلاك الفرد فيها حوالي 2130 سيجارة في السنة. تنفق دول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة حوالي ثمانمائة (800) مليون دولار أمريكي في السنة على التبغ. ازداد عدد متاجر بيع التبغ في المغرب من 9600 في عام 1389هـ إلى 20000 في عام 1424هـ.
واستطرد د. البداح ان التدخين يرفع زيادة تكاليف الرعاية الصحية وخسائر الإنتاجية، ففي الحقيقة، تعاني الدول من خسائر اقتصادية نتيجة ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية وخسارة الإنتاجية بسبب الأمراض وحالات الوفيات المبكرة التي تتعلق بالتبغ، ففي الدول ذات الدخل المرتفع، تتراوح النفقات السنوية العامة على الرعاية الصحية، التي تعزى إلى تعاطي التبغ بين 6 - 15% من إجمالي نفقات الرعاية الصحية. ففي الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً، كان تعاطي التبغ يمثل أكثر من 157 بليون دولار من التكاليف السنوية الاقتصادية المتعلقة بالصحة بين عامي 1415هـ و1420هـ فقد خسرت البلاد، خلال تلك الفترة، 81.9 بليون دولار في السنة بسبب الخسائر الإنتاجية المتعلقة بالوفيات و75.5 بليون دولار زيادة في النفقات الطبية. ومع زيادة معدلات استهلاك التبغ والأمراض المتعلقة به في الدول النامية، فكذلك تزداد نفقات الرعاية الصحية التي تتعلق بالتبغ. ففي مصر، تقدر التكلفةالسنوية المباشرة للعلاج من الأمراض الناجمة عن استخدام التبغ والتكاليف الصحية غير المباشرة للتدخين بنحو 6.5 بلايين دولار في السنة. وكذلك يمكن أن يكون لحالات الوفيات المبكرة الناجمة عن التبغ آثار مدمرة على الاقتصاد الوطني لأي دولة، حيث يحرمها من عمال منتجين. فإذا استمرت المعدلات الجارية على ما هي عليه، فإن نحو 650 مليون شخص، على قيد الحياة الآن، سيقتلهم التبغ، نصفهم من ذوي الأعمار المتوسطة، المنتجين وسيفقد كل منهم 20 - 25 سنة من أعمارهم. ففي الصين وحدها، توفي نحو 514100 شخص في عام 1419هـ، نتيجة أمراض تتعلق بالتبغ، فعانت البلد من خسارة في الإنتاجية قدرها 1146 مليون شخص في السنة.
فيما أكد د. البداح أن الوثائق تظهر موجة مرعبة من الربو لدى الاولاد تصل نسبتها إلى 20% في العقد الواحد اكثر من 5% من الاولاد يعانون من الربو، ومعظمهم يعيش في الفقر وإذا كان معدل الأولاد الذين يعيشون في الفقر قد أظهر تحسناً ملحوظاً، فإن الآخرين بما فيهم علامات مستوى التعليم والتدخين واستخدام المخدرات والكحول قد تحسنت بشكل ضئيل او قد بقيت على حالها فحسب فإن معدلات الربو (مؤشر خاص) لتسليط الاضواء على ما يجدونه كمشكلة المنطقة خارج اطار التقرير السنوي العادي وفي الوقت نفسه، هناك إحصاءات أخرى تقترح تحسيناً على المدى الطويل، ان الخبراء لديهم تأكيد على ازدياد حالات الربو لدى الاولاد، ولكن تظل الاسباب معقدة وغير مفهومة وهناك بعض العوامل التي تشمل الفقر والتدخين والتدخين غير المباشر والتشخيص المتزايد والبناء الفعال والتي تستطيع ان تفسد الجو داخل البيت وليس تلوث الهواء خارج البيت هو الذي يضر بالشعب لا بل التلوث داخل البيت. حيث تكون معدلات الفقر والربو عالية، وغالباً ما يكون الاولاد معرضين للتدخين. وعندما ينشأ الاشخاص في الفقر، يبقون في الاسكان القديم والملوث لأن تكاليف الاسكان مرتفعة فإذا كان الربو مرفوضا فعلينا تغيير طريقة معيشنا.
|