Monday 31th May,200411568العددالأثنين 12 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "متابعة "

التدخين أحد أبرز مشكلات الصحة التدخين أحد أبرز مشكلات الصحة
د. حمد بن عبدالله المانع**

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..
تحتفل المملكة بمناسبة هامة تشارك فيها دول العالم أجمع، وكذلك الهيئات والمنظمات الدولية المهتمة بالصحة ألا وهي (اليوم العالمي للامتناع عن التدخين) والذي يوافق 31-5-2004م المصادف 12-4- 1425هـ وذلك تحت شعار (التبغ والفقر) عند الحديث عن التدخين تتبادر إلى الذهن مباشرة آثاره الخطيرة على الصحة فهو سبب رئيسي للإصابة بالأمراض القاتلة مثل سرطان الرئة والحنجرة والمثانة والرحم وأمراض القلب بالإضافة إلى انتفاخ الرئة والالتهاب الشعبي المزمن، ويعد التدخين أحد أبرز مشكلات الصحة العامة فهو لا يضر بصاحبه فقط وإنما يتجاوز ضرره إلى ذويه ومن حوله.
وتأتي أهمية هذه المناسبة من منطلق أنه لم يعد هناك أدنى شك في أن هذه العادة السيئة من أهم أسباب الإصابة بالامراض على نطاق واسع كما أنها قد تؤدي إلى الوفاة في كثير من الأحيان - لا قدر الله - وعلى هذا الأساس فمن الواجب علينا أن نفكر جدياً في انتهاج أفضل السبل لمحاربة هذا السلوك السيئ للحفاظ على أغلى وأهم نعمة منحها الله سبحانه وتعالى للإنسان ألا وهي الصحة.
إن مسؤولية مكافحة التدخين ليست مقتصرة على مؤسسة أو جهة معينة بل هي مسؤولية الجميع للوقوف صفاً واحداً في وجه هذا الداء الفتاك، ولبيان أضراره والتأكيد على أنه من المسببات الرئيسة للتلوث البيئي وازدياد معدل الوفيات في مختلف أنحاء العالم. إن شعار هذا العام يركز على العلاقة الوطيدة بين التبغ والفقر؛ فقد أوضحت الدراسات والبحوث التي أجريت في مختلف دول العالم أن نسبة المدخنين عالية في الطبقات الفقيرة وذوي الدخل المحدود، وأن نسبة الإقلاع عنه في أوساطهم هي الأقل، إضافة إلى أن هذه الطبقات تنفق جزءاً كبيراً من دخلها المتواضع لتعاطي التبغ في الوقت الذي تكون فيه في أمس الحاجة إلى أساسيات الحياة، كالغذاء والدواء والكساء وبالتالي يزدادون فقراً بسبب ذلك، ثم بسبب التكاليف الباهظة التي ينفقونها لعلاج الأمراض التي يسببها لهم التدخين. إن تعاطي التبغ والفقر يشكلان حلقة مفرغة يصعب الخروج منها؛ فقد انتشر التدخين بين الفقراء بشكل مخيف وأصبح إقبالهم على التبغ أكثر عدة مرات من إقبالهم على التعليم، والمستفيد الأكبر من هذا.. هو الشركات المنتجة للتبغ بطبيعة الحال. لقد أدركت المملكة خطورة التدخين وأنه ضياع لثروة الأمة المتمثلة في شبابها وأموالها فكانت في طليعة الدول التي أولت هذا الموضوع كل اهتمام وعناية؛ حيث صدرت الأوامر السامية القاضية بمنع التدخين في الدوائر الحكومية وكذلك منع الإعلان عن منتجات التبغ في وسائل الإعلام ورفع الرسوم الجمركية على السجائر، وأخيراً صدورالموافقة السامية على منع التدخين في الأماكن العامة وفرض غرامات على المخالفين، وقد كان لهذه الإجراءات - ولله الحمد - بالغ الأثر في الحد من ظاهرة التدخين والتوعية بأضراره.
وتمشياً مع هذا التوجه فقد قامت وزارة الصحة بتنفيذ برنامج لمكافحة التدخين يهدف إلى توعية أفراد المجتمع بأضراره وحماية الأجيال الشابة من مخاطره إضافة إلى إنشاء عيادات لمكافحة التدخين في مختلف مناطق المملكة لتقديم الخدمات العلاجية والوقائية والتثقيفية. إن وطننا الغالي في أمسِّ الحاجة الى صحة أبنائه.. فلتتضافر جهودنا جميعاً في جميع القطاعات الحكومية والأهلية، ولنعمل بكل جد وإخلاص على مكافحة التدخين وإقناع أنفسنا والآخرين بعدم الوقوع ضحايا لهذا السم القاتل.
إنني أدعو إخواني المدخنين الإسراع بالتوقف عن التدخين التزاماً بأحكام ديننا الإسلامي الحنيف وشريعته السمحة وصوناً للأمانة التي أودعها الله عز وجل لديهم وهي صحتهم وصحة الآخرين وحفاظاً على أموالهم وعلى مستقبلهم ومستقبل وطنهم.
وفي الختام أسأل المولى العلي القدير، أن يوفقنا جميعاً لما فيه الخير والفلاح وأن يجعل عملنا كله خالصاً لوجهه الكريم.

** وزير الصحة


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved