Monday 31th May,200411568العددالأثنين 12 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الاقتصادية"

شؤون عمالية شؤون عمالية
لتغطية نسبة السعودة التوظيف من أجل التوظيف(1-2)
عبد الله صالح محمد الحمود*

ربما يعتقد البعض أو الغالبية العظمى ان المفهوم تجاه السياسة القائمة على سعودة الوظائف، في القطاع الخاص هو التوظيف من أجل التوظيف، بالرغم من ان الحصول على وظيفة حاجة ملحة لأي فرد في المجتمع، إلا انه لا يمكن ان يكون الحل النهائي، أو الهدف الأسمى؛ فالتوظيف شيء، وما يفترض ان يتأتى من التوظيف شيء آخر؛ فالهدف والأمنية لمتطلبات الوظيفة هو صقل موهبة هذا الشاب وتلك الشابة، وان تعبر الوظيفة في بدايات تقلدها بمفهوم الصنعة التي يتدرب العامل عليها ليتقنها؛ ومن ثم تكون أحد مكتسباته الذاتية. والبيئة الحديثة التي تنقل الموظف المستجد من بيئة المدرسة والبيت إلى بيئة العمل، هي بيئة تختلف اختلافاً جذرياً عن أي بيئة أخرى. والحديث والنقاش حول مدى أهمية الوظيفة ومجتمعها الحديث يطول، ولا يسمح المجال هنا لذكر المزايا والمفاهيم المتعددة التي تعود بالإيجاب لكل مورد بشري يعمل في منشأة وفي عمل معروف ومحدد المهام. إن دافعي لكتابة هذه المقدمة حول الوظيفة ومدى أهميتها وقدسيتها، هو أنني خلال أكثر من زيارة قمت بها إلى إحدى المنشآت الغذائية في مدينة الرياض، لفت نظري انه لا يعمل فيها سوى عمالة وافدة، بدءاً من موظف استقبال طلبات الزبائن وانتهاء بعمال النظافة، مروراً بالعمالة المكلفة بتحضير وتقديم الأطعمة.. وفي آخر زيارة قمت بها أخيراً لهذه المنشأة، وجدت شبابا سعوديين قد انضموا إلى هذه المنشأة، ولكن بقدر ما كنت ممنوناً لصاحب هذه المنشأة أو المسؤول عن إدارتها بتوظيف هذه العمالة الوطنية، في بيئة كنت أعتقد ان العامل السعودي ربما لم يأت الوقت الذي يسمح لنفسه ..أو لنقول لن يصدق الآخرون ان مواطناً سوف يمارس مهنة الطهو أو تحضير الأطعمة فيها أو حتى تقديمها للزبائن، لكنني قلت لنفسي: علّ ذلك بداية لنهاية سنراها لاحقاً. وبحسب طبيعة أي نشاط في أية منشأة لابد ان يكون هناك دور رئيسي لكل عامل داخل المنشأة، إلا أنني -وللأسف الشديد- فوجئت وأنا أشاهد اثنين من العمال السعوديين الذين انضموا لهذه المنشأة، ان واحداً منهم، وهو لم يبلغ العشرين من عمره، يتجول في أرجاء المنشأة وكأن طبيعة عمله التأكد من ان يتناول كل مشترٍ وجبته التي اشتراها، وأما الآخر ففوجئت به يساعد حراس الأمن بتنظيم سيارات الزبائن أمام بوابة المنشأة! بحكم درايتي بآليات التوظيف وبعض الممارسات التي تنتهجها بعض منشآت قطاعنا الخاص تجاه قرارات السعودة، اتضح لي ان ما تهدف إليه هذه المنشأة هو تحقيق نسبة السعودة بشكلها الرسمي هذا أولاً، أما أخيراً فهي تريد ان توحي لمن يعنيهم الأمر ان هناك انضماما -أو قل ان شئت تواجداً- لعمالة سعودية في المنشأة.. إذن نحن في هذه الحالة لم نستفد من عملية التوظيف هذه، فلا هؤلاء الشباب تدربوا على طبيعة عمل نشاط هذه المنشأة، ولا هم الذين سوف ينالون مراتب عليا في وظائفهم بسبب سيطرة غيرهم على أهم وجل مناطق العمل الرئيسية في هذه المنشأة المتخصصة.. في نشاط نأمل ان ينخرط فيه شباب الوطن، لضمان تواجدهم مستقبلاً في أكثر من بيئة عمل.

يتبع.....
*الباحث في شؤون الموارد البشرية


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved