تنفس عموم المتداولين الصعداء مع عودة المروج الخضراء لشاشات الاسهم التي تلطخت اسبوعين كاملين باللون الاحمر الداكن فقد ردت سوق الاسهم بقوة على المشككين في سلامة اقتصاديات السوق التي استرجعت بعض خسائرها صاعدة قرابة 7.5 % لاول مرة كإجراء طبيعي على الانهيار المتعمد من قبل صناع السوق الذي اطاح بآلية السوق قرابة 1400 نقطة في اقل من اسبوعين التي بلغت حد الكارثة الاقتصادية لجميع محافظ عملاء الاسهم المحلية فقضت على قرابة ارباح عام كامل واتت على معظم مدخرات جميع المواطنين الحاملين للاسهم حيث شكل الانهيار الحقيقي لآلية السوق خلال الايام القريبة الماضية لحجم خسائر تراوحت بين 20 الى 57% من أسعار الأسهم في حدود عشرة ايام انحدار شديد وكان الامر متروكاً لهدف ما فطال الاثر جميع المتداولين حيث تبلغ عدد المحافظ الاستثمارية لهم اكثر من 450 الف محفظة فقد اكد المتعاملون ان ماجرى ليس امراً طبيعياً ولايندرج بأي حال من الاحوال من عملية جني ارباح وتصحيح وانما انهيار كامل لآلية السوق تبعث على طرد المتداولين من قاعات التداول واكدوا انه لو لاسمح الله كانت هناك كارثة سياسية واقتصادية او امنية لما حدث ذلك الانهيار القوي الذي سجلت فيه اغلب الشركات الحد الادنى من الاسعار في ستة ايام تداول متوالية ناهيك عن يومي الثلاثاء والاربعاء قبل الاسبوع الماضي حيث تداعت فيه الاسعار بشدة على حدودها الدنيا ايضاً .
وخلال أمس عانت سوق الاسهم اسوأ مراحلها القاسية إذ سجل المؤشر الوطني ادنى مستوى له عند ملامسته 4932 نقطة لينتهز الفرصة صناع السوق المستنفرين للأسعار الدنيا التي لم نرها منذ ستة اشهر في بعض الشركات مثل الكهرباء والتعمير المتدنية الى 92.5 ريالاً اضافة الى اسعار الشركات الاخرى القيادية وغير القيادية فتدخلت قوى السوق لتلتهم العروض الامامية بسرعة متناهية صاعدة بالاسعار عند الاقفال الى مستوياتها العليا 10 % بلا عروض لاغلب الشركات الاكثر ضرراً في موجة عارمة لإعادة السوق الى وضعها الطبيعي مع وقوة ومتانة الاقتصاد الوطني والتنامي الواضح لارباح الشركات المساهمة في الربع الاول 2004م وقد سجلت 60 شركة الحد الاعلى لها في خطوة لرد اعتباراتها السعرية التي سلبت منها خلال الاسبوع الحالي فاسترجع المؤشر قرابة 388 نقطة من اصل 1400 نقطة فقدها في عشرة ايام في سياق محموم لالتقاط الاسعار بأسعار رماها اهلها مجبرين نفسياً لا باختيارهم.
| 
"الاقتصادية"