* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
كشف ناطق عسكري إسرائيلي، النقاب مؤخرا عن مخطط قديم حاول جيش الاحتلال تنفيذه في العملية الإرهابية الأخيرة في مدينة رفح الفلسطينية، يقضي هذا المخطط الإجرامي بهدم (3000 منزل فلسطيني).. وقد توقفت العملية في بدايتها (بعد هدم 300 منزل)، بسبب الضجة العالمية التي أثيرت حولها..
وقال وزير القضاء الإسرائيلي، يوسيف لبيد، الذي عارض العملية من أساسها في مطلع الأسبوع الماضي: أنه عندما شاهد العجوز الفلسطينية تبحث بين ركام البيت المهدم عن دوائها، تذكر جدته التي تعرضت لعنف النازية الألمانية.. وادعى لبيد انه لم يكن على علم بالعملية الحربية في مدينة رفح وتفاصيلها.. ولهذا، فقد اعتبرها مغامرة عسكرية تنطوي على خداع للقيادة السياسية من جهة، وتلحق ضررا فادحا بسمعة إسرائيل، ومن شأنها أن تؤدي إلى مهاجمتها في كل المحافل الدولية، وطردها من الأمم المتحدة والاعتداء على اليهود في العالم.. ورد الجيش على الهجوم بالقول: إن وزير القضاء، لبيد، ينسى أو يتناسى أن عملية رفح قد أقرت منذ عدة اشهر، عندما كان، لبيد، يجلس إلى جانب رفاقه الوزراء وصادقوا عليها بالإجماع..
وقال ناطق عسكري إسرائيلي، رفض الكشف عن اسمه: أن الجيش طرح أمام القيادة السياسية عدة خيارات للعمل العسكري، أحدها يتحدث عن هدم (3000 منزل)، وقررت الحكومة في حينها تخويل رئيس الحكومة الإسرائيلية، أريئيل شارون، ووزير الأمن، شاؤول موفاز، إقرار الخطة المناسبة سوية مع رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي، موشيه يعلون، فقرروا الخطة المذكورة..
جميع شهداء رفح قتلوا جراء الاستخدام المفرط للقوة المسلحة
يشار إلى أن حصيلة الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية خلال الفترة، الواقعة بين الثامن عشر والسادس والعشرين من أيار / مايو الجاري على مدينة رفح ومخيماتها، كانت استشهاد 63 مواطناً
فلسطيني، وإصابة أكثر من 280 آخرين بجراح معظمها بالغة..، ناهيك عن هدم أكثر من 800 منزل هدما كليا وجزئيا.. وتجرف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية..
وشهدت هذه الفترة هجمة تدمير واسعة النطاق للممتلكات المدنية والبنى التحتية على نحو لم تشهده الأراضي الفلسطينية منذ بدء الانتفاضة الحالية. وقد نفذت هذه الاعتداءات من خلال أعمال التوغل والاجتياح للمناطق الفلسطينية، وأعمال القتل العمد والاغتيالات والقصف العشوائي للأحياء السكنية.. وتنفذ هذه الاعتداءات في الوقت الذي لا تزال تشهد فيه الضفة والقطاع أسوأ حصار منذ احتلالها في سنة 1967
وقال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في تقريره الأسبوعي، الذي وصل الجزيرة نسخة منه: أن معظم هذه الاعتداءات وقعت في مدينة رفح ومخيمها، جنوب قطاع غزة .. فقد واصلت قوات الاحتلال اجتياحها لعدة أحياء في المدينة ؛ حيث تم تدمير 360 منزلاً، 220 منها بشكل كلي و140 بشكل جزئي، وهي منازل تضم 821 عائلة، قوامها 4847 فرداً، فضلاً عن إلحاق أضرار بالغة في 117 منزلاً آخر يقطنها مئات الأفراد ؛ وأشار التقرير إلى أن قوات الاحتلال دمِّرت 220 منزلا من تلك المنازل في حي السلام والبرازيل، 122 منها كلي والباقي جزئي.. كما تم تجريف أكثر من 700 دونم زراعي بالمعدات الخاصة بها.. كما دمرت قوات الاحتلال 46 محلاً تجارياً، والعديد من المنشآت والممتلكات المدنية، من بينها مساجد ومقابر، فيما ألحقت دماراً شبه شامل في البنية التحتية.
وقال المركز في تقريره انه وفق التحقيقات التي قام بها وإفادات شهود العيان أكدت أنّ جميع الشهداء توفوا جراء الاستخدام المفرط للقوة المسلحة المميتة وبطريقة متعمدة، كما أن معظم الأطفال قتلوا وهم داخل منازلهم.. وقُتل ثمانية من الشهداء المدنيين بعد إطلاق صاروخ جوي وقذائف مدفعية على مسيرة سلمية لم تشكل أي حالة من الخطر على قوات الاحتلال.. ووفقاً لتصريحات القادة العسكريين الإسرائيليين بعد اقتراف الجريمة، بأن الهدف كان تفريق المتظاهرين.. !!!!
|