* القاهرة - مكتب الجزيرة - صابر حمد:
طالب الشاعر فاروق جويدة بإيجاد تكتل ثقافي عربي والوقوف صفا واحدا في مواجهة الإرهاب وحاملي الأفكار المتطرفة الهدامة التي تحدث الفوضى وتنشر الخراب والدمار في كل مكان.
وقال: إن هذا لا يتأتى إلا بتوحيد الجهود الثقافية وخروج المثقف العربي من دائرة ذاته ومشاركته في الأحداث الجارية بكل جرأة وشجاعة.
وأشار إلى أن الأمة العربية والإسلامية تواجه العديد من التحديات الداخلية والخارجية، وأبرز التحديات الداخلية هي مواجهة العمليات الإرهابية التي تعاني منها بعض البلدان العربية، والمطلوب مواجهتها بكل حسم وجرأة.
وقال فاروق جويدة في ندوة نظمتها كلية الاقتصاد بجامعة القاهرة حول الأحداث الجارية: إن من أولى مهام المثقف العربي في الفترة الحالية هو إبراز تراثنا العربي وقيمنا الأصيلة القائمة على التحاور والتفاعل، وليس على التناحر، وأن الدين الإسلامي هو دين التسامح والألفة والمحبة، والتأكيد بأننا لسنا خارج العصر.
وأضاف جويدة أن قضية الحوار مع الآخر تتصدر التحديات الخارجية المفروضة علينا مشيرا إلى أن الحوار يجب أن يقوم على التفاعل والتوازن بين الأشياء والحكم بمعايير موضوعية، فإن كان الحوار حول الأديان فإن الدين الإسلامي الذي يتهمه الغرب بالإرهاب هو دين مبني على التسامح والألفة والمحبة.
وأشار إلى أن الآخر الذي يتهم ديننا بالإرهاب وثقافتنا بالعنف ومجتمعاتنا العربية بالتخلف في عاداته وتقاليده بأنه هو الذي صنع الكراهية من سياسة الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير والاحتلال الغاشم للعراق الذي لا نعرف له سببا مباشرا حتى الآن، وأن الغرب هو الذي يصدر الثقافات الرجعية التي تبث التفرقة بين الشعوب هو الذي احتل واستنفد ثروات هذه المناطق، وسرق منها الآثار لتغييب التاريخ وطمس الماضي وإلغاء المستقبل.
وبدلا من هذا الدور المخرب مطلوب من الآخر تقديم برامج تربوية إنسانية في التعليم وتقديم ثقافات جادة من خلال القنوات الفضائية، والبعد عن التدخل فيما يخص الأديان السماوية، وأن يكون حسن النية في التعامل مع الدول العربية ،فلا لضرب الإسلام وتسويق الأفكار السامة التي تسمم بها عقول الشعوب، مثل السلام والتطبيع مع إسرائيل ذلك الثعبان السام الكبير وشارون الذي أصبح لا يهدد فلسطين فقط، بل دول المنطقة بأكملها، وأطلقوا على المقاومة إرهاب أي أن من حرر مصر من الاحتلال البريطاني والإسرائيلي يعد في قاموس الغرب إرهابا، وكذلك المليون شهيدا الذين تحررت بدمائهم الجزائر من الاحتلال الفرنسي، فهل هذا معقول، وأطلقوا كذلك على المقاومة في فلسطين والعراق بأنها إرهاب فأي عدل هذا؟
فالحوار فقد شكله ومضمونه وتحديده، ولابد أن نتفق على صياغة للتعامل مع الآخر بمصداقية وتفاعل واندماج.
وبناء على ما تقدم يبدو أننا خارج العصر لا نستطيع أن نعقد كعرب قمة وإصدار بيان نظهر فيه من نحن، وما موقعنا من الأمور الجارية وتحديد المفاهيم، ومن يبرز في إعلامه قضية فلسطين والمقاومة العراقية حتى لا تقتل في شبابنا العربي النخوة والهمة والنخوة وسياسة الدفاع عن العرض والأرض وليعلم الآخر أننا لسنا عاجزين عن تحرير أنفسنا من الاحتلال والطغيان، وأننا لم نمت أبدا.
|