* الرياض - عبدالله هزاع:
نظم مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات محاضرة للدكتور مازن بن صلاح مطبقاني حول «الاستشراق وصقور البيت الأبيض»، أدارها الأستاذ مطشر المرشد حيث تناول المحاضر « العلاقة بين صقور البيت الأبيض أو صقور واشنطن بالاستشراق»، وهؤلاء الصقور طبقة من السياسيين الأمريكيين ينتمون إلى حزب المحافظين الجدد الذين ظهروا إبان الحرب الباردة والنزاع الأمريكي الروسي، فهم الذين كانوا وراء قرار الرئيس رونالد ريغان في زيادة التسلح وبرنامج حرب النجوم، ثم دخلوا في حكومة الرئيس بوش الأب وكان لهم دورهم في دعم التوجه الأمريكي في مجال استمرار الإنفاق العسكري الكبير.
ومن صفاتهم المتعلقة بالقوة أنهم يتجاهلون العدل، ويرفعون من قيمة المصلحة ويتركز اهتمامهم على الأمور قصيرة المدى ويهملون الأمور طويلة الأمد. ويذكر المحاضر أن لصقور البيت الأبيض صلة قوية بالاستشراق، فثمة عدد من المستشرقين أو خبراء الشرق الأوسط يعملون مستشارين في النواحي الفكرية والإستراتيجية، فصلة الاستشراق بالبيت الأبيض وبخاصة التوجه الصقوري قد اشتدت وقويت في أثناء حرب الخليج الثانية وظهور مستشرقين من أمثال برنارد لويس يثيرون العداوة بين الإسلام والمسلمين وبخاصة بعد سقوط الشيوعية وادعاء البعض في الغرب أنه لابد من عدو جديد وأن العدو القادم لابد أن يكون الإسلام.
وتناول الدكتور مازن مطبقاني في المحاضرة في البحث الأول صقور البيت الأبيض وعلاقتهم بالدراسات العربية والإسلامية أو دراسات الشرق الأوسط في السنوات الماضية وبخاصة حينما بدأ البعض محاولاً إعادة هذا المجال المعرفي إلى المرحلة المكارثية في السياسة الأمريكية، وأن التضييق والمراقبة لهذه الدراسات إنما هو لاستمرار الهيمنة الصهيونية اليهودية عليها.
ثم تناول في البحث الثاني العلاقة بين صقور البيت الأبيض وعدد من كبار المستثمرين من أمثال برنارد لويس وفؤاد عجمي وكنعان مكيه ودانيال باييس وغيرهم وكيف أن لهؤلاء مكانة مرموقة في البيت الأبيض حتى أن المحطة التلفزيونية الخاصة بالكونجرس الأمريكي c.span تقدم أحد كتب لويس على أنه كتاب ينبغي أن يدرس في المراحل الدراسية ما قبل الجامعية.
وفي المبحث الثالث تناول الدكتور مازن مواقف معينة لصقور البيت الأبيض في قضايا تخص الشرق الأوسط خاصة، والعالم الإسلامي عامة وكيف أن هذه المواقف مبنية على النزعة الإمبريالية التي يدعو إليها بعض من المستشرقين الأمريكيين فقد أسسوا مراكز البحوث والمعاهد العلمية والهيئات الفكرية الثقافية التي تشكل مصدر التخطيط السياسي للحكومة الأمريكية.
وفي ختام المحاضرة أكد الدكتور مازن مطبقاني على أهمية دراسة الغرب دراسة علمية موضوعية فإن الغرب الذي أنشأ مئات الأقسام العلمية لدراسات المناطق وبخاصة دراسة الشرق الأوسط لا يحظى إلا باهتمام محدود في عالمنا العربي والإسلامي وهو اهتمام فردي محدود ولكن المطلوب هو الاهتمام المؤسسي القادر مادياً وعلمياً. بعدها فتح المجال لبعض المداخلات والتي كان بعضها معقباً ومتداخلاً من المحاور وبعضها يطرح تساؤلات وفتح آفاق أخرى في مجال الاستشراق والاستغراب.
|