*جدة - صنعاء - صلاح مخارش - عبدالمنعم الجابري:
منحت الجمهورية اليمنية فنان العرب الكبير محمد عبده والموسيقار طارق عبدالحكيم وسام الاستحقاق في مجال الفنون.. ونص قرار التكريم الذي أصدره الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بأن هذا الوسام يأتي تقديراً لإسهامات الفنانين الكبيرين محمد عبده وطارق عبدالحكيم في إحياء التراث العربي الأصيل في الجزيرة العربية، وخدمتهما للفن العربي بصفائه وعذوبته.
وقد قام وزير الثقافة والسياحة اليمني خالد الرويشان نيابة عن الرئيس علي عبدالله صالح بتقليد وسام الاستحقاق للفنانين محمد عبده والذي تسلمه نيابة عنه مدير أعماله عبدالله العلوي وكذا الفنان طارق عبدالحكيم في احتفال خاص أقيم بصنعاء.. كما قررت وزارة الثقافة والسياحة اليمنية منح الفنان محمد عبده، والموسيقار طارق عبدالحكيم تذكار صنعاء عاصمة للثقافة العربية عرفاناً بدورهما الكبير في خدمة الغناء العربي..
الفنان محمد عبده.. وزيارة تاريخية لليمن
الزيارة التي قام بها مؤخراً إلى اليمن فنان العرب الكبير محمد عبده وشاركته أبناء اليمن أفراحهم بالعيد الوطني الرابع عشر لإعادة تحقيق الوحدة وقيام الجمهورية اليمنية في الـ22 من مايو 1990م.. هذه الزيارة كان لها أبلغ الأثر قي نفوس الكثير من اليمنيين من محبي هذا الفنان القدير وعشاق فنه الأصيل.
ولعل في ذلك الاستقبال الحافل والترحاب الكبير الذي حظي به الفنان محمد عبده من قبل الشارع اليمني على الصعيدين الشعبي والرسمي خلال زيارته التي استمرت عدة أيام ما يعكس ويجسد الحب الكبير والمكانة الرفيعة التي يحتلها في قلوب ونفوس أبناء اليمن الذين انتظروا طويلاً هذه الزيارة وترقبوا بشغف كبير ومنذ وقت مبكر إطلالة فنانهم وفنان العرب الشهير محمد عبده عليهم من خلال حفلاته الفنية الرائعة التي أقامها في ثلاث مدن يمنية بحيث كانت اطلالته الأولى من مدينة الحسن والجمال (صنعاء) التي كان الكاتب اللبناني أمين الريحاني قد وصفها ب(مليكة الزمان وربة العرفان وسيدة الإنس والجان).. ثم امتدت هذه الاطلالة لتشمل مدينتي (عدن) و(المكلا) على شواطئ بحر العرب الجميلة.
وحيث كانت العاصمة اليمنية صنعاء هي المحطة الأولى التي استهل بها الفنان محمد عبده برنامج زيارته إلى اليمن فقد كان الجمهور اليمني على موعد مع أولى الأمسيات الفنية التي أحياها فنان العرب بمناسبة عيد الوحدة اليمنية وذلك مساء يوم 22 مايو التي اكتظت بجموع غفيرة من المواطنين اليمنيين الذين توافدوا من عدة محافظات.. هذه السهرة استهلت بتكريم وزارة الثقافة والسياحة لفنان العرب, حيث قدم خالد الرويشان وزير الثقافة والسياحة اليمني تذكار صنعاء عاصمة الثقافة العربية للفنان محمد عبده تقديرا لفنه العظيم واسهاماته الرائعة في احياء التراث الفني العربي الاصيل والمحافظة عليه، وكذا لنشره الاغنية اليمنية وتجديدها. وكانت المفاجأة الرائعة أن قدم الفنان الكبير محمد عبده في أمسيته الفنية بصنعاء مجموعة متنوعة من روائع أغانيه العذبة التي تفاعل معها الجمهور واهتزت لها قلوب الملايين ممن تابعوا تلك المقطوعات والوصلات الغنائية التي شدا بها الفنان محمد عبده حيث قامت الفضائية اليمنية بتغطية ونقل وقائع الحفل الساهر الذي استمر إلى وقت متأخر من الليل على الهواء مباشرة.
عدن ودفء الشواطئ
وبعد صنعاء كان الفنان محمد عبده على موعد مع جمهوره ومحبيه في مدينة عدن التي احتضنته وأحاطته بدفء شواطئها مساء يوم 23 مايو عندما أقام حفله الفني الثاني في ساحة ميدان الحبيشي.. وقد أبدى فنان العرب الكبير محمد عبده اعجابه البالغ بما شاهده من نهضة عمرانية في مدينة عدن وما تتمتع به من آثار تاريخية تدل على عظمة الشعب اليمني عندما حرص على القيام بجولة بحرية زار خلالها ميناء عدن وميناء الحاويات والمنطقة الحرة حيث رافقه في جولته هذه الدكتور يحيى الشعيبي محافظ محافظة عدن وعدد من المسؤولين في العاصمة الاقتصادية والتجارية لليمن، كما زار عددا من المواقع التاريخية والأثرية التي تتميز بها المحافظة.
المكلا.. نهاية المطاف
.. ومن عدن واصل فنان العرب تحليقه في سماء اليمن لينتقل إلى مدينة المكلا التي استمتع أبناؤها بصوت فنانهم القدير الذي اختتم فعاليات زيارته لليمن بمجموعة من روائعه الفنية المتميزة.
وقد حفلت زيارة الفنان محمد عبده إلى اليمن إلى جانب الحفلات الفنية التي أحياها بالعديد من الفعاليات التي كان من بينها لقاءاته مع العديد من المسؤولين اليمنيين الذين كان في مقدمتهم الرئيس علي عبدالله صالح الذي استقبله ضمن كبار المسؤولين والشخصيات في حفل استقبال أقامه في القصر الجمهوري بصنعاء.
وخلال تواجده في صنعاء أدلى فنان العرب الكبير محمد عبده ببعض الأحاديث والتصريحات الصحفية التي عبر من خلالها سعادته بزيارته الثانية لليمن بعد نحو 25 عاماً من زيارته الأولى إليها.. وحيث جاءت زيارته متزامنة مع مناسبة العيد الرابع عشر لتحقيق الوحدة اليمنية فقد أشاد بهذا المنجز الكبير الذي تحقق لليمن في العام 1990م. معتبراً أن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح حقق بالوحدة معجزة ستسجل في تاريخه.
وأشار إلى أن اليمن بموروثه الثقافي، والغنائي يمثل المخزون التراثي الاستراتيجي للجزيرة العربية.. وقال: نحن نستقي من هذا المخزون ما هو بمقدار القطرة من بحر، لنشرها بوجه موسيقي جديد على العالم.
نفى اعتزاله
وفي تصريحاته الصحفية نفى الفنان محمد عبده كذلك صحة الإشاعات التي تتردد بين الحين والآخر في الأوساط الفنية والصحفية، والمتعلقة باعتزاله الفن.. مؤكداً أنه لن يعتزل الفن ومعتبراً أن ماحصل كان مجرد توقف عن الظهور في المسرح لمدة ست سنوات أو ما يقاربها لظروف خاصة، موضحاً أن ذلك التوقف لم يكن أكثر من فترة نقاهة لإعادة الترتيب والحسابات بين ماقدمه وما سيأتي من جديد.. كما نفى فنان العرب أن يكون التزامه بأداء الاغنية العربية الأصيلة شكلاً ومضمونا عائداً لموقفه من شكل الأغنية العربية الحديثة. وأكد ان التزامه بالأصالة الفنية، لايمثل موقفا بالنسبة له بقدر ما هو التزام منه بثوابت وضوابط ميزته عما هو حاصل وموجود على الساحة الفنية الآن.
حواره مع 26 سبتمبر
ويوم الخميس الماضي نشرت جريدة (26سبتمبر) اليمنية الأسبوعية حواراً كانت قد اجرته مع الفنان القدير محمد عبده ننشر بعضاً من مقتطفاته:
* هل واجهت اعتراضاً من عائلتك لاحترافك الغناء؟
- لا لم يكن هناك اعتراض ولكن هناك خوف فقط.
* ومن أول من شجع الفنان محمد عبده في بداية انطلاقته الفنية؟
- كثيرون من شجعوني وساندوني في بداية احترافي للغناء وأهمهم الشاعر طاهر الزمخشري والاستاذ عمر كدرس.
* كونت ثنائياً رائعاً في السنوات الأخيرة في أعمالك الفنية مع الشاعرين الأمير خالد الفيصل والأمير بدر بن عبدالمحسن.. لماذا احتكر هذان الشاعران أغاني الفنان محمد عبده؟ وهل صحيح أن العلاقة بينك وبين الشاعر الأمير محمد العبدالله الفيصل ليست على ما يرام؟
- لا هذا غير صحيح فبالعكس علاقتي مع الشاعر الأمير محمد العبدالله جيدة جداً أما تعاوني مع الشاعرين الأمير خالد الفيصل والأمير بدر بن عبدالمحسن فلأن هذين الشاعرين هما هرم الأغنية من الناحية الشعرية وكثرة تعاملي معهما لأنهما جزيلان في عطائهما الشعري فعندهما انتاج غزير بعكس الشعراء الآخرين.
* ما هو جديد الفنان محمد عبده حالياً؟
- أنا حالياً أعد لشريط جديد سوف ينزل إلى السوق في الصيف ان شاء الله وهو عمل منوع وان شاء الله ينال اعجاب الجمهور.
* ظاهرة سرقة الأغاني والتراث اليمني القديم من بعض الفنانين في الخليج والذين ينسبونه الى أنفسهم زوراً وبهتاناً.. ما تعليقكم على هذه الظاهرة؟
- في الحقيقة لا أعتقد أن هناك فناناً يحترم فنه ويحترم فنه وتاريخه الفني أن ينسب شيئاً لنفسه وهو ليس من حقه.
* هل هناك أغنية أحبها الفنان محمد عبده؟
- لي ألف وخمسمائة أغنية ومن الطبيعي أن تكون هناك أغنية حبيبة على قلبي خاصة بي.
* هل هناك أعمال فنية يمنية مستقبلية للفنان محمد عبده؟
- ان شاء الله.
* كيف تقيمون واقع الفن العربي حالياً؟
- والله الفن مثل الغابة، الغابة فيها حيوانات أليفة وحيوانات متوحشة وأشجار مثمرة وأشجار فيها سموم وفيها أنهر وفيها مستنقعات وكل شيء له ضده والساحة الفنية العربية فيها كل شيء فمن يبحث عن الشيء الجميل يجده ومن يبحث عن السيئ يجده.
* ماهو رأيك بظاهرة الفيديو كليب؟
- والله بالنسبة للأصوات التي تظهر على الفضائيات لا أتابعها ولذلك لا أستطيع أن أحدد أي صوت، وظاهرة الفيديو كليب أو فيما يسمى اليوم بظاهرة الأغنية المرئية التي تشاهد من خلال الفضائيات والتي تبثها 24 ساعة فهؤلاء يريدون أن يملؤوا ساعات البث بالمواد ولذلك يلجؤون إلى الانتاج الكثير من الفيديو كليب التي تأتي بطابع غير طابعنا ولون غير لوننا وتأتي بأخلاقيات غير أخلاقنا للأسف الشديد.
* وقد اهتمت مختلف وسائل الإعلام اليمنية المقروءة والمرئية والمسموعة بزيارة فنان العرب الكبير محمد عبده إلى اليمن وحرصت على متابعة فعاليات هذه الزيارة التي أفردت لها مساحات واسعة من التغطيات الإعلامية التي منذ وقت مبكر قبل وصوله إلى اليمن لتستمر وتتواصل طيلة أيام الزيارة وبعدها.
وهناك العديد من المقالات والموضوعات التي كُتبت عن الفنان محمد عبده وزيارته إلى اليمن والفعاليات الفنية التي أحياها في مدن (صنعاء وعدن والمكلا).
- (ورغم الإجهاد الذي بدا واضحاً على الفنان محمد عبده، إلاَّ أنه كان وفياً لجمهوره اليمني الذي يعشق أغانيه ويحفظ كلماتها ويرددها منذ زمن بعيد).
وفي موضوع مطول تناولت صحيفة (الثقافية) مسيرة حياة فنان العرب محمد عبده ورحلة عطاءاته وإبداعاته الفنية.. وقالت الصحيفة:
جاء صانع السفن قديماً وصانع أساطيل الفن حديثاً الفنان محمد عبده إلى صنعاء ليجعل من أحد مساءاتها أسطولاً من الحب والجمال بصوته العذب وروحه الأعذب عشقاً ومودة ليغني لجمهور يمني يربطه به الولع ويواصله به الاشتياق المتبادل... والحب العميق الذي يتبادله معه..
وأضافت صحيفة (الثقافية) اليمنية في موضوعها الذي كرست جزءاً منه للحديث عن أول أمسية فنية للفنان محمد عبده خلال زيارته الأخيرة لليمن بالقول:
المتابع للسيرة الفنية لهذا الفنان الكبير سيجد انه أحد أقرب الفنانين العرب وأكثرهم ولعاً بالفن اليمني وباليمن عموماً وإن تكن زياراته لهذا الوطن الثاني نادرة إلا أن ثمة صلة عميقة تربطه بأرضه وفنه وأهله وقد كان وما يزال أحد أكثر المبدعين العرب أداء واقتراباً من الفن والغناء في اليمن وله تجارب كثيرة ومعروفة في أداء الأغاني اليمنية ومنها الأغاني اليمنية الأكثر خصوصية وشعبية في تراث اليمن مما يعني تشرب هذا الفنان بالتراث اليمني وإعجابه به.
|