حملت رحلة الستة أيام لفنان العرب محمد عبده الأسبوع الماضي الى اليمن ومشاركته لليمن احتفالاتها بثلاث حفلات قدم خلالها 51 أغنية حملت دروسا كثيرة ومعاني وفيرة ورسائل قصيرة لا يستطيع اتقان نقلها إلا نجم محبوب بحجم وثقل محمد عبده في زمن كثرت فيه النجوم على الورق فقط وظل محمد وحيداً هو من يحمل كل مكونات النجومية الحقيقية ليتعامل مع ما وصل له بطريقة الكبار والكبار فقط!!
الأخبار الواردة من اليمن الأسبوع الماضي كانت تهنئ وتبارك لنا محمد عبده الشخصية التي شرفت بلدها في محفل مهم تابعه الملايين عبر التلفاز والآلاف على أرض الواقع وكان سفيراً حقيقياً لبلده المملكة، هناك قوبل بالحب وغادر بالوسام والحب.
محمد عبده الذي تعب وتعلم من الدنيا الكثير أصبح الآن يجني ما زرعه طوال 40 عاماً مضت ولكنه أبى ألا يكون أنانياً في كسب ذلك الحب بل أعطى لوطنه كل الحب وفي اليمن مثل الانسان السعودي خير تمثيل وكان نموذجاً مشرفاً لوطنه وسخر ما يبدع فيه لتشريف الوطن، فمحمد الذي خرجت اليمن بمظاهر الفرح في استقباله هو محمد الذي خرج اليمنيون بالبكاء في وداعه !!
الأسبوع الماضي كان الكثيرون هنا وهناك وفي امكنة كثيرة يتجهون نحو نشرات الأخبار للفضائية اليمنية تاركين إثارة وبلبلة وافتعال وضجيج نشرات أخبار وبرامج القنوات الأخرى من أجل متابعة رحلة وأخبار الفنان (السفير) محمد عبده الذي استقبله الرئيس اليمني في اليوم التالي لوصوله واستقبله أيضاً وكرمه بوسام الجمهورية اليمنية في يوم مغادرته في حدث قد يكون انه لم يحدث من قبل ان يستقبل رئيس دولة فناناً مرتين خلال خمسة أيام وهذا لم يحدث مع أي فنان عربي آخر من أي رئيس دولة كان إلا مع محمد عبده الذي لا زال يحافظ وبقوة على لقب (فنان العرب) وأضيف بعدها (الأول) ليصبح (فنان العرب الأول) وحديث الرئيس اليمني معه والذي تابعه الكثيرون كان تأكيد جديد في هذا الموضوع .
فنان العرب في اليمن أنسى اليمنيون (سد مأرب الشهير) في وهج احتفالاتهم ووضعه اليمنيون مكان ذلك السد!!
في اليمن أثبت الفنان محمد عبده ان صوته يشبه طعم (عسل دوعن) لم يشيخ أو يتأثر بكبر السن بل زاد حلاوة وعذوبة وأكدها بـ51 أغنية شدا بها لمدة 12 ساعة وفي أربعة أيام !!
وفي اليمن وضع الفنان محمد عبده حساباً له في البنك ليس من أجل ايداع ملايين الريالات ولكن من أجل ايداع ملايين القلوب اذا ما عرفنا ان محمد عبده لم يتقاض أجراً مادياً عن أي حفلة من تلك الحفلات ونظر للأمر بمنظار مختلف بعيداً عن المادة.
فنان العرب وسفير الفن السعودي كان يعطي من خلال هذه الرحلة دروساً خصوصية ب(المجان) لبعض من ينتمون للفن الذي يحملون شعار (المادة) قبل كل شيء وبجوارها (الغرور) حتى اذا كانت الحفلات داخل الوطن نظروا لها بغطرسة وكبرياء وأخرجوها من برنامجهم مفضلين على ذلك حفلات تجارية تخدش الحياة والذوق (قد يكون محمد عبده في درسه الخصوصي هذا اختار نهاية العام الدراسي وبدأ الاختبارات والدروس الخصوصية لتدريسه)!! وما زال محمد عبده يوماً بعد آخر ومناسبة بعد أخرى يؤكد بأنه بالفعل كان وما زال (الفلتة).
|