Monday 31th May,200411568العددالأثنين 12 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

اللصوص! اللصوص!
فهد الحوشاني

السرقة إحدى أساليب الكسب المادي وهي موجودة في مختلف المجتمعات قديمها وحديثها، رغم ان الجميع يحاربونها ويتفقون على وضاعة ممتهنيها, وللأسف الشديد فقد سجل بعض من شبابنا اسماءهم إلى قائمة مزاولي هذه المهنة التي تتنافى مع الشرف والأمانة وقبل ذلك مع تعاليم الدين! كما ان بعض الوافدين الذين ربما يعانون من بطالة أو سبق لهم ان مارسوا هذه المهنة في بلادهم يمارسون مثل هذا السلوك متى ما وجدوا فرصة سانحة! ولقد طالعتنا الصحف مؤخرا بكثرة حوادث السرقة، فالمنازل والاستراحات والصيدليات والمحلات التجارية هي محط انظار اللصوص ومن ثم أيديهم! كما ان من يدخل بعض دورات المياه في المساجد المنتشرة على الطرقات السريعة أو الحدائق أو الانفاق أو غيرها من المرافق العامة سيجد الكثير مما تم تركيبه فيها من لمبات أو مراوح أو آليات أو حنفيات أو غيرها مخلوعة من مكانها, وحتى ان كانت المادة المسروقة لا تتعدى قيمتها ريالا واحدا فستجد من يهتم بها وينتزعها، فكما يظهر أن همم بعض الناس قد تدانت حتى أصبحوا يسرقون الأشياء التافهة القيمة وهذا بالطبع لا يعني دعوتهم لسرقة الأشياء الثمينة!!
لقد بدأت الأيادي التي كانت لا تتعدى جيوب ثوب أو بنطلون صاحبها تمتد وتمتد لتدخل في جيوب الآخرين وممتلكاتهم من منازل وسيارات وجوالات وغيرها حتى أصبحت بعض الأسواق غير آمنة، حيث احترف بعض النسوة سرقة شنط المتسوقات، واحترف بعض الشباب سرقة الاستراحات وحتى المساجد لم تسلم من أيادي اللصوص!! طرق جديدة ابتكرها شيطان السرقة لمن امتهنوا هذه المهنة الساقطة، فالسارقون يجوبون الشوارع ليل نهار ينفقون أوقاتا طويلة في البحث والتحري والدوران للفوز بمنزل سافر أهله أو ذهبوا إلى مناسبة عامة. وأغلبهم شباب زادت مصروفاتهم بالنظر إلى احتياجهم للسهر في المقاهي أو استئجار استراحة وربما للسفر خارج البلاد دون اغفال للمتعاطين والعاطلين والأسباب كثيرة! ولا يجد المرء إلا الحيرة تجاه زيادة هذه الظاهرة رغم جهود رجال الأمن وحرصهم للحد منها, كما ان دائرة الحيرة تزداد إذا عرفنا مشاركة عناصر من مختلف شرائح المجتمع في هذه المهنة الجديدة! إننا بحاجة ماسة إلى تحليل أسباب ودوافع قيام بعض الشباب بسرقة املاك الغير للحصول على المال مغضبين الله سبحانه وتعالى ومعرضين أنفسهم وأهلهم لخطر الفضيحة بعد ان يقبض عليهم متلبسين بجريمتهم وهذه نهاية كل مجرم، فلا بد ان تطوله يد العدالة عاجلاً أو آجلا ليحصل بعد ذلك على مؤهل (حرامي) بعد ان تكتب له سابقة في ملفه, ومع ازدياد هذه الظاهرة يبدو من الضروري التصدي لها بابتكار وسائل رادعة وقبل ذلك وسائل وقائية تربوية واعلامية, ولعلنا نترك المجال في هذا الأمر للمختصين في علم التربية والاجتماع -حفظهم الله- وسدد خطاهم بالنظر إلى أن لهم باعا طويلا في بحث مشاكلنا الاجتماعية وتقديم الحلول الناجعة لها!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved