لطفي طفل لم يتجاوز السابعة من عمره عاش بين والديه مدللا يلبيه الكبير والصغير لأنه الوحيد في البيت يملأه حيوية ونشاطا وبهجة من ضجيج وصراخ، وفي أحد الأيام قال لأبيه:
أريد دراجة صغيرة
قال الأب: حاضر بشرط ألا تتجاوز حديقة البيت
قال: نعم يا بابا
أحضر الأب الدراجة وهو يحملها بين يديه ففرح لطفي بالدراجة فركبها وجعل يتمشى في الحديقة عرضا وطولا، لم تعجبه الحديقة فقال في نفسه: لماذا لا أذهب إلى الشارع لألعب مع الأولاد، فسيطرت الفكرة على عقله وخرج فورا من باب المنزل ومشى سريعا نحو الجانب الثاني من الشارع فإذا بسيارة مسرعة نحوه فتصدمه ويقع على الأرض، حضر الإسعاف فسببت صفارته قلقا لدى أبي لطفي، فخرج مسرعا ليرى ابنه ممدداً على الأرض فذهب يهرول وجسمه يرتعد..
وبعد أسبوع شفي لطفي وقد أخذ درسا عظيما وأدرك مدى خطورة مخالفة أمر الوالدين.
سعيد بن فالح المهدي |